
امتدت الخلافات الداخلية بين الشخصيات المؤثرة في حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (MAGA) إلى منصة المؤتمر السنوي الأول لمنظمة Turning Point USA، منذ اغتيال مؤسسها تشارلي كيرك في 10 سبتمبر الماضي.
وشنّ بن شابيرو، مُقدّم البودكاست، هجوماً لاذعاً من على منصة المؤتمر في يومه الثاني الجمعة، على مُذيعي اليمين المتطرف تاكر كارلسون، وستيف بانون (مستشار دونالد ترمب السابق)، وكانديس أوينز، وميجان كيلي، بالإضافة إلى نيك فوينتيس، الذي يعرف نفسه بأنه "محب لهتلر".
وتمحور نقاش شابيرو، حول ادعاءٍ مفاده أن كانديس أوينز روّجت لنظريات مؤامرة، دون اعتراضٍ من ميجان كيلي وغيرهم من المحافظين البارزين، حول اغتيال كيرك، إذ تتضمن هذه النظريات تلميحات إلى احتمال تورّط حكومات أجنبية، بما فيها إسرائيل، وموظفين في المنظمة كما شككت في نوايا زوجته إيريكا كيرك منذ الاغتيال، وفق NBC News.
ووجّه الادعاء في ولاية يوتا تهمة القتل إلى المشتبه به في اغتيال كيرك، تايلر روبنسون، البالغ من العمر 22 عاماً، وطالب بإنزال عقوبة الإعدام به.
وقال شابيرو: "إن الحركة المحافظة في خطر أيضاً من الدجالين الذين يدّعون التحدث باسم المبادئ، بينما هم في الواقع يتاجرون بنظريات المؤامرة والخداع. ومن واجبنا الأخلاقي، نحن الذين نملك منبراً، أن نفضحهم بالاسم".
وأدان شابيرو كارلسون لاستضافته فوينتيس، الذي وصفه بأنه "مدافع عن هتلر، ومحب للنازية، ومعاد لأميركا، وحقير"، كما أدان بانون لتشويهه سمعة من يخالفونه الرأي باتهامهم بـ"الولاء لدولة أجنبية".
ورد بانون مساء الجمعة، من المنصة نفسها، متهماً شابيرو بـ"السعي للسيطرة على المنظمة وتفضيل مصالح إسرائيل على مصالح الولايات المتحدة"، قائلاً: "بن شابيرو كالسرطان، وهذا السرطان ينتشر".
وقال بانون، الذي كان مستشاراً بارزاً للرئيس دونالد ترمب خلال حملة 2016 وبداية ولايته الأولى: "هذا بمثابة تصعيد لانتخابات 2028"، مضيفاً أن كيرك كان معارضاً لمفهوم "إسرائيل الكبرى وإسرائيل أولاً".
جدل حول السياسة الأميركية تجاه إسرائيل
ويُمثل هذا الجدل نقطة توتر بين الشخصيات المحافظة المؤثرة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، ودليلاً على تنافس قادة حركة "ماجا" على السلطة مع اقتراب نهاية عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي لا يحق له الترشح لفترة ثالثة، واقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي الأشهر التي سبقت وفاته، شكك كيرك أحياناً في دعم أميركا لبعض سياسات إسرائيل، وسأل متابعيه في يونيو الماضي، عما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة "التدخل في حرب إسرائيل ضد إيران".
وأدى هذا الموضوع إلى انقسام قاعدة "ماجا" طوال معظم العام الماضي.
بدورها، قالت مذيعة فوكس نيوز السابقة ميجان كيلي، والتي تملك برنامجها الإذاعي الخاص حالياً، خلال ندوة مع جاك بوسوبيك، الشخصية المحافظة المؤثرة: "كان هناك انقسام حتى قبل أن نفقد تشارلي، ويتمحور حول إسرائيل".
وردّ كارلسون في كلمته أمام الجمهور، متسائلاً عن مدى ملاءمة استخدام شابيرو للمنصة لمحاولة ترهيب من يخالفونه الرأي، قائلاً: "هل يعقل أن نسمع دعوات لحظره من المنصة في فعالية لتشارلي كيرك؟"
وكرر قائلاً: "أنا لست معادياً للسامية"، وحثّ الحضور في النهاية على التوحد بدلاً من الانقسام، وردّت كيلي على وصف شابيرو لها بالجبانة خلال حديثها مع بوسوبيك.
وقالت ميجان كيلي: "أجد الأمر مضحكاً نوعاً ما أن يعتقد شابيرو أنه يملك سلطة تحديد من يُطرد من الحركة المحافظة. لقد ذكّرني ذلك بالفتاة التي كانت قائدة جوقة مدرستنا الإعدادية، والتي قالت لي إنها ستأخذ جميع أصدقائي مني"، مشيرة إلى أن شابيرو وصفها بالصديقة، فقالت: "لا أعتقد أننا أصدقاء بعد الآن".
وقال عدد من الحضور في مقابلات إنهم يعتقدون أنه من الصحي أن يعبّر القادة المختلفون عن آرائهم، حتى وإن كانوا منحازين لأحد الجانبين.
وقال سكوت وايتلي، الذي كان يحضر المؤتمر من ولاية أوريجون: "أعتقد أن الانقسام أكبر بكثير. أعتقد أن إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، لديها مشاكلها أيضاً. وأعتقد أن أميركا، إن كان هناك ما يجب أن تفعله، فهي بحاجة للدعاء لأرض إسرائيل وشعبها"، على حد وصفه.
بدوره، قال تايلور وينستون إنه يعتقد أيضاً أن الصراع بين الشخصيات المحافظة البارزة "جزء من حرب بالوكالة على إسرائيل".
وفي مقابلة مع شبكة NBC News، قال وينستون عن رسالة شابيرو: "أعتقد أنها تُعمّق الانقسام. الكثيرون يحاولون الانحياز لأحد الطرفين. هو يريد شفافية كاملة فيما حدث مع تشارلي كيرك".
خلافات داخلية
في السياق، أشارت "بوليتيكو" إلى أن الفعالية لم تقتصر على الخلافات المتوترة فقط، إذ ركّز بعض المتحدثين على موضوعات أخرى مثل اللقاحات وصناعة الأدوية.
وأضاف التقرير أن الحضور ردّدوا هتافات "USA"، واحتفلوا بعودة ترمب إلى البيت الأبيض في مركز مؤتمرات فينيكس، الذي امتلأت جدرانه بصور تشارلي كيرك، بحضور أكثر من 30 ألف شخص.
وقالت إيريكا كيرك، التي تتولى الآن منصب الرئيس التنفيذي لـ Turning Point، إن 80% من الحضور لم يشاركوا سابقاً في فعالية "أميركا فيست"، وأن الطلاب يشكلون ثلث الحضور.
وأضافت أرملة كيرك أن "أكثر من 140 ألف شخص قدّموا طلبات للانضمام إلى المنظمة منذ وفاة زوجها، ما رفع عدد الأعضاء إلى أكثر من مليون شخص في أكثر من 4 آلاف فرع بالمدارس الثانوية والجامعات".
وأوضحت المجلة أن المنظمة رحبت بالمتحدثين من مختلف التيارات المحافظة، لكنها اختارت بعناية السياسيين الذين سيصعدون المنصة، ما قالت إنه يوفر لمحة عن كيفية سعيها لتشكيل مستقبل الحزب الجمهوري.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين خلال الفعالية، المدعي العام لولاية تكساس كين باكستون والنائب الجمهوري مايك كولينز، وكلاهما مرشحان لمجلس الشيوخ، بالإضافة إلى المرشحين لمنصب الحاكم آندي بيجز وبايرون دونالدز.
وأكدت إيريكا كيرك في كلمتها أنها "ستعمل على دعم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس"، الذي سيختتم الفعالية الأحد، للوصول إلى البيت الأبيض في 2028، قائلة: "سنعمل على ضمان انتخاب صديق زوجي، جي دي فانس، ليكون الرئيس الـ 48 بأقوى طريقة ممكنة".









