مسؤول: سول وواشنطن تتفاوضان على معاهدة لبناء غواصات نووية

time reading iconدقائق القراءة - 5
أفراد طاقم الغواصة "شين تشاي هو" التابعة للبحرية الكورية الجنوبية خلال استعراض للأسطول بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس البحرية قبالة بوسان في كوريا الجنوبية. 26 سبتمبر 2025 - Reuters
أفراد طاقم الغواصة "شين تشاي هو" التابعة للبحرية الكورية الجنوبية خلال استعراض للأسطول بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس البحرية قبالة بوسان في كوريا الجنوبية. 26 سبتمبر 2025 - Reuters
سول-رويترز

قال المستشار الأمني للرئاسة في كوريا الجنوبية وي سونج لاك، ‌الأربعاء، إن كوريا الجنوبية ‍والولايات المتحدة ستتفاوضان على معاهدة لدعم خطة ‌سول لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية بمساعدة واشنطن.

وأضاف في ‌إفادة صحافية، أن كوريا الجنوبية تعتزم استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب لتشغيل الغواصات، ولا تنوي إدخال اليورانيوم عالي التخصيب في العملية.

ولطالما سعت سول للانضمام إلى نخبة الدول التي تُشغّل غواصات نووية لمواجهة كوريا الشمالية، وقد أزال حصولها على تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقبةً رئيسيةً بمنحها حق الوصول إلى الوقود بموجب اتفاقية نووية بين البلدين.

ووضع ترمب والرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج اللمسات النهائية على تفاصيل اتفاق تجاري في قمة في كوريا الجنوبية أكتوبر الماضي. وسعى لي من خلاله إلى الحصول على موافقة الولايات المتحدة لإعادة معالجة الوقود النووي.

ويحظر على سول إعادة معالجة الوقود النووي دون موافقة الولايات المتحدة، وذلك بموجب اتفاق بين البلدين.

وقال ترمب حينها عبر منصته "تروث سوشيال": "أعطيتهم الموافقة على بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، بدلاً من الغواصات القديمة التي يمتلكونها الآن، وتعمل بالديزل والأقل تطوراً بكثير".

عقبات محتملة

وتواجه الصفقة عقبات محتملة، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى تسريع سباق التسلّح في منطقة متوترة، واحتمال أن تثير ردّ فعل حساساً من الصين، خاصة بعدما أعربت اليابان عن رغبتها في بحث امتلاك سلاح مماثل.

ولكن، على الرغم من إعطاء ترمب الضوء الأخضر، أكد وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تمتلك سول فعلياً غواصات تعمل بالطاقة النووية.

ويصف معهد لوي (Lowy Institute) للأبحاث في مقال هذه الصفقة بأنها "إحدى أكثر الخطوات الاستراتيجية- الصناعية تعقيداً في التاريخ الحديث"، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية لا تشتري الحماية الأميركية فحسب، بل تدمج صناعتها مع الصناعة الأميركية لتشكيل كتلة استراتيجية-اقتصادية واحدة مترابطة إلى حد يصعب معه انفصالها أو فشلها.

وذكر ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أن الغواصات ستُبنى في حوض بناء السفن في فيلادلفيا (Philly Shipyard)، الذي اشترته مؤخراً مجموعة هانوا (Hanwha Group) الكورية الجنوبية.

وقد تواجه الخطة انتكاسات بسبب نقص العمالة الماهرة ذات الخبرة الكافية في الولايات المتحدة، وعدم قدرة سلاسل الإمداد على تسليم المكونات بالسرعة المطلوبة، وذلك نتيجة مشكلات هيكلية عميقة في قطاع بناء السفن الأميركي.

وإلى جانب ذلك، فإن هذا الحوض يحتاج إلى إعادة تهيئة ليصبح قادراً على بناء الغواصات، كما أن البحرية الأميركية لديها بالفعل تراكم في الطلبيات التي بموجب القوانين الأميركية، يجب أن تُبنى داخل الولايات المتحدة، وهو ما يضغط بشدة على أحواض بناء السفن الحالية إلى أقصى حدودها.

مواجهة تهديدات كوريا الشمالية

وتُؤكد سول أن التوجه نحو النووي ضروري لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية تحت الماء، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات. وقد صرّحت على نحو متكرر بأنها لن تحصل على أسلحة نووية، وتحترم معاهدة عدم الانتشار النووي.

وتزعم كوريا الشمالية أنها تعمل على تطوير قدرات مماثلة، حيث عرضت وسائل الإعلام الرسمية صوراً للزعيم كيم جونج أون وهو يتفقد ما وصفته بأنه غواصة تعمل بالطاقة النووية في مارس الماضي.

مع ذلك، يرى محللون ومسؤولون عسكريون سابقون أن برنامج كوريا الجنوبية سريع التطور قد يُثير حفيظة الصين، ويضغط على اليابان لتطوير قدرات مماثلة، تقول "رويترز".

وأُصيبت طوكيو بالصدمة عندما علمت بدعم ترمب لبرنامج سول النووي، إذ كانت تعتقد أن اليابان ستتفوق على كوريا الجنوبية إذا ما دعمت الولايات المتحدة مثل هذا الطموح في المنطقة، وفقاً لما نقلت "رويترز" عن مصدر مُطّلع على المناقشات الحكومية.

ومن جهة أخرى، كان رد فعل بكين على خطط سول هادئاً.

وأكد الرئيس الكوري الجنوبي، وفقاً لما ذكره وي سونج لاك، مستشار الأمن القومي، للرئيس الصيني شي جين بينج الشهر الماضي أن الغواصات ستكون دفاعية ورادعة لكوريا الشمالية.

وقال وي: "قد لا ترحب دول أخرى بهذا، لكن لدينا موقفنا. يمكننا الشرح والإقناع".

تصنيفات

قصص قد تهمك