
قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار الدولية "أدواراً لا تتعلق بها" عبر تولي مهمة نزع سلاح حركة حماس والفصائل الفلسطينية.
وأضاف رشوان، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن دور قوة الاستقرار الدولية هو مراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية والفصل بينها وبين أهل غزة، ولفت إلى أن نتنياهو يريد إدخال القوة الدولية في قضية نزع سلاح حماس، وأوضح: "هذه قضية لن توافق عليها الدول الشريكة، لأنها لم تأتي لكي تدخل في معارك أو تصطدم بشعب غزة والسكان".
ورأى أن نتنياهو "يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد"، وذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يرى أن صدور قرار بالعفو عنه في الدعاوى المرفوعة ضده "مفتاح كل شيء".
واعتمد مجلس الأمن الدولي، في نوفمبر، قراراً مقدماً من الولايات المتحدة يحمل رقم 2803 ويأذن بإنشاء "قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة"، وذلك بعد تأييد 13 عضواً وامتناع روسيا والصين عن التصويت.
وتابع رشوان أن نتنياهو يسعى إلى "إشعال المنطقة بعيداً عن غزة"، ويريد جذب انتباه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقضايا أخرى بعيداً عن غزة، بالحديث عن قضايا مثل إيران وسوريا ولبنان، ويريد من ترمب أن "يطلق يده في إيران".
وتوقع رشوان عدم استجابة الرئيس الأميركي لمحاولات نتنياهو، مشيراً إلى حديث ترمب في وقت سابق عن رغبته في التفاوض مع إيران.
قضية التهجير
وذكر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن ترمب وضع في خطته للسلام عدم تهجير الفلسطينيين، بعد اتصالات مع مصر والوسطاء، واستدرك: "لكن ملف التهجير لا يزال يراود اليمين المتطرف في إسرائيل".
وقال رشوان إن "الشواهد تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة في بداية يناير"، مضيفاً أن استقبال نتنياهو في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل سيكون مقدمة لذلك.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأميركي نتنياهو في الولايات المتحدة، الاثنين المقبل، حيث من المنتظر أن يناقشا الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام الموقع في شرم الشيخ منتصف أكتوبر.
منطقة عسكرية في غزة
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، عزم إسرائيل بناء منطقة عسكرية كبيرة داخل قطاع غزة حتى في حال دخول اتفاق وقف إطلاق النار المرحلة الثانية، لافتاً إلى أنه "سيسمح للمستوطنين بالعيش هناك في وقت ما مستقبلاً"، وذلك بعد يومين من تصريحاته المثيرة للجدل بشأن بناء مستوطنات داخل القطاع.
وقال كاتس، خلال مؤتمر نظمته صحيفة "مكور ريشون"، إن إسرائيل لن تنسحب من غزة انسحاباً كاملاً، "ستكون هناك منطقة أمنية كبيرة داخل القطاع، حتى بعد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام، وقيام حماس بنزع سلاحها"، زاعماً أن تل أبيب "ستفرض هذه المنطقة العسكرية داخل غزة لحماية التجمعات الإسرائيلية"، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتنص خطة السلام، المكونة من 20 نقطة وطرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على أن "إسرائيل لن تحتل غزة ولن تضمّها"، وأنه بمجرد نشر "قوة الاستقرار الدولية" ستتراجع القوات الإسرائيلية "حتى تنسحب بشكل كامل من غزة".
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، أعرب عدد من أعضاء التحالف اليميني المتشدد برئاسة بنيامين نتنياهو مراراً عن رغبتهم في إعادة بناء المستوطنات بقطاع غزة، والتي تم إخلاؤها عام 2005.
وفد إسرائيلي في القاهرة
وزار وفد إسرائيلي القاهرة، الأربعاء، لعقد اجتماعات في العاصمة المصرية، في إطار الجهود المتواصلة المتعلّقة بملف الأسرى، وذلك بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وجاء في البيان أن نتنياهو أوفد منسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد احتياط جال هيرش، إلى القاهرة، لإجراء لقاءات مع مسؤولين مصريين وممثلي الدول الوسيطة.
وأشار إلى أن زيارة هيرش تندرج في سياق "تعزيز الجهود وتفاصيل الخطوات الهادفة إلى استعادة جثمان آخر محتجز إسرائيلي كان في قطاع غزة"، لافتاً إلى أن المباحثات تركزت على الجوانب المرتبطة بالملف.
وتضمن البيان أن الوفد الإسرائيلي شمل ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وجهاز الموساد، في إشارة إلى الطابع الأمني الاستخباري للمحادثات التي أُجريت في القاهرة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الجمود بمسار المفاوضات بشأن المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل خلافات على قضايا نزع السلاح، وترتيبات "اليوم التالي" في القطاع.








