
جدد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، خلال لقائهما في البيت الأبيض الجمعة الماضية، اتفاقاً نووياً سرياً بين البلدين، يوصف بـ"الاستراتيجي"، يتيح لإسرائيل تطوير برنامجها النووي العسكري، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.
وذكر مسؤول إسرائيلي مطلع على اجتماع البيت الأبيض للموقع أن بايدن وبينيت جددا التأكيد على "التفاهمات الاستراتيجية" بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ما يتعلق بالبرنامج النووي العسكري الإسرائيلي غير المعلن عنه، من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية.
في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ومساعدوه التعليق على هذه المسألة، وهذا ما فعله أيضاً البيت الأبيض.
والأحد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في ختام رحلته الدبلوماسية الأولى إلى واشنطن، "تحقيق جميع أهداف" الزيارة، وعلى رأسها الاتفاق مع الولايات المتحدة على وقف سباق التسلح النووي الإيراني.
وقال بينيت قبيل عودته إلى بلاده، بحسب بيان لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية "كان اللقاء دافئاً ومفيداً للغاية، تبلورت بيني وبين بايدن علاقة مباشرة وشخصية مبنية على الثقة. حققنا جميع الأهداف التي حددناها لهذه الزيارة، وحتى أكثر من ذلك".
مبادرة نيكسون
الاتفاق النووي غير المعلن بين البلدين بدأ في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وأصبح بعدها تقليداً لكل رؤساء الولايات المتحدة.
وينص الاتفاق على أن الولايات المتحدة تلتزم بعدم الضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو التخلي عن ترسانتها النووية، بينما توافق إسرائيل على الحفاظ على "غموضها النووي"، والامتناع عن أي تجارب نووية، أو تهديدات بشن ضربة نووية.
وذكر موقع "أكسيوس" أن العديد من المحللين يعتقدون أن إسرائيل لديها برنامج نووي عسكري منذ أواخر ستينات القرن الماضي، ويضم الآن أكثر من 200 رأس حربي لصواريخها من طراز "أريحا" طويلة المدى.
إلا أن إسرائيل لم تعترف قط بامتلاكها برنامجاً من هذا القبيل، وتقول إنها "لن تكون أول دولة تدخل أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط".
ونوقش هذا "التفاهم الاستراتيجي" بين الولايات المتحدة وإسرائيل لأول مرة بين الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مئير عام 1969، وفي تلك المرحلة كانت القدرة النووية الإسرائيلية قد تجاوزت نقطة اللاعودة، بحسب "أكسيوس".
"ردع استراتيجي"
الرؤساء الأميركيون، جيرالد فورد، وجيمي كارتر، ورونالد ريجان، وجورج بوش (الأب)، وبيل كلينتون، وافقوا على هذا الاتفاق الذي كان شفوياً خلال لقاءاتهما الأولى مع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، بحسب "أكسيوس".
وفي عام 1998 خلال مؤتمر "واي ريفر" للسلام، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون تحويل التفاهم الشفوي إلى وثيقة مكتوبة.
ووافق كلينتون ووقّع على رسالة تلتزم فيها الولايات المتحدة بأن تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بقدرتها على "الردع الاستراتيجي"، بغض النظر عن أي مبادرة لمنع انتشار الأسلحة النووية.
عام 1999، عندما حلّ إيهود باراك محل نتنياهو، وقّع كلينتون الرسالة مجدداً، وكذلك فعل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش (الابن)، عندما عمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
وعندما تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه عام 2009، شعرت حكومة نتنياهو بالقلق من أنه سيضغط على إسرائيل بشأن المسألة النووية، لكن أوباما وقّع الرسالة خلال اجتماعهما الأول في مايو 2009، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" بعد عدة أشهر.
وعلى نحو مماثل، وقّع دونالد ترمب الرسالة قبل اجتماعه مع نتنياهو في فبراير 2017. لكن وفقاً لمجلة "نيويوركر"، لم يكن مساعدو ترمب على دراية بالتفاهمات أو الرسالة، واعتقد مسؤولو البيت الأبيض أن الإسرائيليين "يخدعونهم".
اقرأ أيضاً: