
أفرجت السلطات الليبية في طرابلس عن الساعدي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ومن المقرر أن تسمح له بمغادرة البلاد إلى تركيا عبر مطار معيتيقة الدولي، حسب ما كشفت مصادر لـ"الشرق".
وكان القذافي الابن يقبع في سجن الهضبة في طرابلس، منذ تسليم حكومة النيجر له في عام 2014، بعد هروبه إليها في أعقاب سقوط نظام والده عام 2011.
وفي السياق، أكدت مصادر خاصة لـ"الشرق"، أن طائرة "خاصة" تقل نجل الرئيس الليبي الراحل أقلعت مساء الأحد من مطار معيتيقة، متوجهة إلى إسطنبول.
من جهتها، قالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في تغريدة على "تويتر"، إن الإفراج عن القذافي جاء "تنفيذاً لأحكام القضاء النافذة"، مشددة على "التزامها بما تعهدت به بالعمل على الإفراج عن جميع المساجين ممن تقضي أوضاعه القانونية ذلك من دون استثناء".
وأعرب البيان عن أمل الحكومة في أن "تكون مثل هذه الجهود تصب في مسار المصالحة الوطنية الشاملة، والتي أساسها إنفاذ القانون واحترامه".
إلى ذلك، قالت مصادر ليبية لـ"الشرق"، إن السلطات أخلت سبيل لواء ناجي حرير القذافي الذي كان يشغل منصب آمر الكلية العسكرية بمنطقة "الهضبة" في طرابلس، ورئيس الاتحاد الليبي السابق
للرماية.
وعاد حرير إلى ليبيا بعد صدور قرار العفو العام عنه، وألقي القبض عليه من "قوات الردع الخاصة" بقيادة عبدالرؤوف كاره، في 21 مايو 2018، بعد ظهوره في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات الليبية المحلية.
ولفتت المصادر إلى أن الإفراج عن حرير جاء لأسباب صحية، مشيرة إلى أنه لا ينوي مغادرة ليبيا.
ويأتي الإفراج عن الساعدي القذافي بعد أشهر من تصريحات للنائب العام الليبي الجديد المستشار الصديق الصور، الذي أجاب صحيفة "الشرق الأوسط" في مايو الماضي، لدى سؤاله عن وضعية الساعدي، بأن الأخير صدر بحقه حكم بالبراءة من تهمة قتل لاعب ومدرب فريق الاتحاد الليبي لكرة القدم بشير الرياني في أبريل 2018، ووجه النائب العام في حينها رسالة إلى وزارة العدل والحكومة لتنفيذ الحكم بإخلاء سبيله.
ولكنه أضاف أن أمر الساعدي وهو الابن الثالث للقذافي، "منوط بالحكومة"، وعندما "تكون الظروف ملائمة يفترض أن تقوم بتنفيذ الحكم القضائي بالإفراج عنه".
وهددت أسرة القذافي مراراً خلال السنوات الماضية، باللجوء للقضاء الدولي والمحلي، للإفراج عن الساعدي، وحمّلت محتجزيه، مسؤولية سلامته الشخصية، بعدما قالت إنه "تعرض للتعذيب، ومُنع عنه العلاج"، خصوصاً بعدما ظهر مقطع فيديو يُظهر عمليات إساءة تعرض لها في أحد سجون العاصمة الليبية.
وولد الساعدي عام 1973، وارتبط اسمه بشكل رئيس خلال عهد والده، بكرة القدم، إذ نشط في أندية ليبية ولعب مع المنتخب الليبي، كما ترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم.
كما انتقل الساعدي إلى الدوري الإيطالي، حيث لعب مع أندية بيروجيا وأودينيزي وسمبدوريا في إيطاليا، لكنه لم يظهر على أرض الملعب سوى مرتين فقط في 4 سنوات ولدقائق معدودة، ليتحول بعدها إلى عالم السينما، بعدما استثمر نحو 100 مليون دولار في شركة للإنتاج السينمائي.
والساعدي هو أحد الأبناء الأربعة المتبقين من عائلة القذافي، بعدما قتل معتصم على أيدي مسلحين في اليوم نفسه الذي قتل فيه والده، وسيف العرب في إحدى غارات حلف شمال الأطلسي على طرابلس، في وقت تؤكد مصادر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مصرع خميس القذافي.
أما محمد القذافي، فيعتقد أنه في عمان بعد فراره إلى الجزائر، في حين أن هانيبال يقيم في دمشق مع زوجته عارضة الأزياء اللبنانية السابقة ألين سكاف، وسيف الإسلام ظهر مؤخراً في مقابلة مطولة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بعد غياب طويل، ملمحاً إلى ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية.
وكان مصدر مقرب من سيف الإسلام، قد أعلن في تصريحات لـ"الشرق"، أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة المقرر تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل.
وأشار المصدر إلى أن سيف الإسلام سيعلن ترشحه للانتخابات فى غضون عشرة أيام، مضيفاً أنه يحظى بدعم طيف واسع من القوى السياسية، وأن لديه برنامجاً يستهدف طموحات الشباب الليبي.