قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات صحافية، الثلاثاء، إن المحادثات مستمرة مع الجانب السعودي لإعادة العلاقات إلى "مسارها الصحيح"، مشيراً في السياق ذاته إلى أن العلاقات مع دولة الإمارات تكتسب "زخماً إيجابياً"، في حين أكد على ازدهارها اقتصادياً مع مصر.
وأوضح أوغلو في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية، أن المحادثات مع السعودية "مستمرة ومثمرة"، قائلاً: "يمكن أن تعود علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية إلى مسارها الصحيح. ليست لدينا مشكلة".
وفي ذات السياق قال أوغلو عن العلاقات التركية الإماراتية، إن بلاده ترى "زخماً إيجابياً" في محادثاتها مع دولة الإمارات، لإنهاء خلاف قائم منذ سنوات، مشيراً إلى أنها "ستعود إلى مسارها إذا استمر هذا وصولاً إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، حال اتخاذ خطوات متبادلة وكانت الظروف ملائمة".
والشهر الماضي، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعاصمة أنقرة، وفداً إماراتياً يقوده مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
ولفتت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، إلى أن الرئيس التركي والوفد الإماراتي تباحثا بشأن "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية، خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية في مجالات النقل والصحة والطاقة بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين".
وأضافت أن الطرفين "تداولا أيضاً بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك". وقال الرئيس التركي عقب الاجتماع، إنه أجرى "اتصالات مع أبوظبي خلال الأشهر الأخيرة"، مشيراً إلى أنه "تم إحراز بعض التقدم"، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".
مصر وشرق المتوسط
وتطرق وزير الخارجية التركي إلى مصر، قائلاً إن "المحادثات مع مصر جارية"، مشيراً إلى أنه "حال مُضيها قدماً قد تصل إلى نقطة تعيين سفراء".
وتابع: "يمكننا أن نبدأ المفاوضات بشأن الولايات القضائية البحرية، إذا كانوا يريدون ذلك سيحصلون على مساحة أكبر إذا تعاملوا معنا، هذه أشياء ممكنة ويجب أن تحدث"، لافتاً إلى أن العلاقات الاقتصادية مع مصر "تتزايد يوماً بعد يوم".
وبشأن قضية الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، قال وزير الخارجية التركي إنه "عند عقد منتدى غاز شرق المتوسط، نبّهت تركيا إلى أن أي اتفاق يستثنيها يعتبر غير صحيح".
وتابع: "لا يمكنهم الاستغناء عن التعاون مع تركيا. إذا انتُهكت حقوقنا، فسنتخذ الإجراءات اللازمة، يجب أن نعقد مؤتمر شرق المتوسط بحضور جميع الدول، ولن نتنازل عن حقوقنا بأي شكل من الأشكال".
ومنتدى "غاز شرق المتوسط" تنسيقي بين الدول الأعضاء للتشاور بشأن عمليات البحث والتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، تم الاتفاق على تأسيسه في أكتوبر 2018، بعد قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس .
وكان وزير الخارجية التركي كشف في يونيو الماضي، عن تقارب جديد في العلاقات مع مصر، مشيراً إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية البلدين، واتفاق لإعادة السفراء بشكل متبادل سيحدث خلال الفترة المقبلة.
وأوضح جاويش أوغلو آنذاك، أن المحادثات الجارية بين أنقرة والقاهرة تقدمت بشكل تدريجي ووصلت إلى مستوى وزراء الخارجية، وأن موعد الاجتماع المرتقب مع نظيره المصري سامح شكري لم يتحدد بعد.