تجمع آلاف المزارعين الهنود في سوق كبيرة للحبوب، الثلاثاء، احتجاجاً على قوانين زراعية جديدة يقولون إنها تهدد معيشتهم، وعلى أفعال الشرطة خلال مظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي.
وقال بالبير سينج راجيوال أحد زعماء المزارعين: "يشارك عدد كبير من الزراع في التجمع، لمطالبة الحكومة بمعاقبة المسؤولين عن استخدام القوة ضد المزارعين العزل وكبار السن".
وتقع السوق التي تجمع بها المزارعون، على بعد نحو 150 كيلومتراً من العاصمة نيودلهي، في ولاية هاريانا المجاورة.
وذكر راجيوال أن المزارعين سينظمون مظاهرات أيضاً بالمصالح الحكومية الرئيسية في هاريانا دعماً لمطالبهم.
وأضاف: "الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة لم يكن عملاً وحشياً فحسب، وإنما كان تصرفاً انتقامياً أيضاً".
وكان 10 مزارعين أصيبوا بعدما استخدمت الشرطة العصي لمنع المحتجين من إغلاق طريق سريع في هاريانا، الشهر الماضي، وتوفي أحدهم لاحقاً لكن المسؤولين يقولون إن الوفاة لم تكن نتيجة إصابات ناجمة عن الضرب.
11 شهراً من التظاهر
بدأ المزارعون الهنود نهاية نوفمبر الماضي، تنظيم مسيرات وتظاهرات احتجاجاً على قوانين جديدة تهدف لتحرير عمليات الشراء، ويرون أنها ستتركهم عرضة لاستغلال الشركات الكبرى، وسبق أن اشتبكوا مع الشرطة مرات عدة.
وفي 16 ديسمبر الماضي عرضت المحكمة العليا في الهند، تشكيل لجنة وساطة، لإنهاء الاحتجاج الذي كان ينفذه عشرات الآلاف من المزارعين، منذ 3 أسابيع في ذلك الوقت، للمطالبة بإلغاء قوانين الإصلاح الزراعي، التي قالوا إنها ستؤدي إلى انخفاض أسعار المحاصيل وتقليص أرباحهم بشكل كبير.
وفي 25 ديسمبر عرض رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إجراء محادثات جديدة مع المزارعين المحتجين ضد قوانين الإصلاح الزراعي التي أقرتها حكومته، وأعلن الإفراج عن 2.5 مليار دولار مخصصة لـ90 مليون مزارع، في إطار خطة مالية وضعها حزبه خلال 2019، وبموجب خطة التحويل النقدي المباشر، يتلقى المزارعون الصغار 6 آلاف روبية (82 دولاراً) على 4 دفعات خلال العام.
وفي 5 يناير الماضي، أخفق موفدون للحكومة ووفد من المزارعين المحتجين في التوصّل إلى اتفاق بشأن إلغاء القوانين، وتعهد المزارعون بمواصلة إغلاق طرق سريعة رئيسة، تربط العاصمة نيودلهي بشمال البلاد، بعد رفض الحكومة إلغاء القوانين الزراعية.
ووصلت الخلافات بين الطرفين إلى حد إعلان الحكومة في 30 يناير الماضي، قطع خدمات الإنترنت عن عدد من المناطق المحيطة بنيودلهي بعد أن بدأ مزارعون إضراباً عن الطعام لمدة يوم واحد، احتجاجاً على القوانين.
وفي 6 مارس الماضي، أغلق آلاف المزارعين طريقاً سريعاً ضخماً على أطراف نيودلهي، لإحياء ذكرى مرور 100 يوم على الاحتجاجات ضد القوانين.
تشديد الأمن
والثلاثاء، قال مسؤولون حكوميون، إن السلطات في هاريانا شددت الإجراءات الأمنية وقطعت خدمات الإنترنت الهاتفي.
وشارك أكثر من نصف مليون في احتجاج بولاية أوتار براديش، أكبر ولاية هندية من حيث عدد السكان، الأحد، في أكبر تجمع حتى الآن للمطالبة بإلغاء القوانين الجديدة التي صدرت في سبتمبر من العام الماضي.
شاهد أيضاً: