أعلنت القيادة العليا لمصلحة السجون في إسرائيل، السبت، بدء حملة "مسح هندسي"، الأحد، بحثاً عن أنفاق مشابهة للنفق الذي اكتشف في سجن جلبوع، والذي فر من خلاله 6 أسرى فلسطينيين، الأسبوع الماضي، في حين تعهدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، بأن يكون "أسرى جلبوع" ضمن صفقة قريبة لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، السبت، عبر موقعها الالكتروني، أنه تم إحضار الأسرى الأربعة لجلسة تمديد اعتقالهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بناء على طلب وحدة "نحشون" في مصلحة السجون، وبطريقة غير مألوفة للغاية، سيتم تقييد الأسرى حتى داخل أروقة المحكمة وخلال الجلسة.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى "الحفاظ على درجة عالية من الاستنفار ومواصلة التعاون حتى إتمام العملية"، في إشارة إلى الأسيرين اللذين لم تتمكن السلطات الإسرائيلية من القبض عليهما، وذلك بعد القبض على 4 من الأسرى الستة الفارين.
وأعلنت القيادة العليا لمصلحة السجون الإسرائيلية، السبت، بدء حملة "مسح هندسي"، الأحد، بحثاً عن أنفاق مشابهة للنفق الذي اكتشف في سجن جلبوع.
وقالت مصادر إسرائيلية إن مصلحة السجون أصدرت أوامرها بإجراء "مسح هندسي" لجميع السجون، بعد عملية هروب الأسرى الستة.
وذكرت قيادة مصلحة السجون في بيان أن العملية التي سيجريها الجيش بالتعاون مع فرق من خبراء الهندسة والبناء ستنطلق، الأحد، مع منح اهتمام خاص لسجن جلبوع الذي وقعت فيه عملية الهروب.
وقال الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في كلمة تلفزيونية إن صفقة التبادل القادمة "لن تتم إلّا بتحرير أبطال نفق الحرية".
وخاطب "أبو عبيدة"، أهالي جنين في شمال الضفة الغربية قائلاً، "لن نسمح للعدو بالتغوّل عليهم، وسنقوم بواجبنا الديني والوطني تجاههم"، متوعداً بعدم السماح لإسرائيل بـ"الاستفراد" بالأسرى، على حد قوله.
أسير يصل إلى جنين
ونقل موقع "والا نيوز"، عن الأمن الإسرائيلي قوله، إن أحد الأسيرين الفارّين اللذين لم يتم القبض عليهما، تمكن من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في منطقة جنين، فيما لا يزال الآخر في إسرائيل.
وذكر الموقع أن الأسيرين الفارين هما أيهم كممجي (35 عاماً)، ومناضل نفيعات (26 عاماً)، الذي ينتمي لبلدة "يعبد" في محافظة جنين، من دون أن يذكر بالتحديد مكان كل منهما.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية، السبت، اعتقال اثنين آخرين من الأسرى الفلسطينيين الستة، الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي، الاثنين الماضي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت زكريا الزبيدي ومحمد العارضة، في ساعات فجر السبت الأولى، بالقرب من جبل الطور في بلدة أم الغنم، بالقرب من الناصرة.
وفي وقت سابق، الجمعة، أعلن الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، القبض على يعقوب محمود قادري، ومحمود عبد الله العارضة، من دون مقاومة، قرب جبل القفزة جنوب الناصرة، بعد أن تعقبتهما قوات الشرطة، وبدأت عملية مطاردتهما بمرافقة طائرة مروحية.
التعاون الناعم
ونقل بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، عن بينيت قوله: "قمتم بعملية حازمة ومتسقة، ومفتاح النجاح كان التعاون الناعم والهادئ بين جميع القائمين على العمل".
ودعا إلى "الاستمرار في مشاركة المعلومات بشكل سريع وتوزيع المهام بشكل دقيق بين الأجهزة الأمنية، ما سيسمح بتغطية المناطق التي قد يوجد فيها الفاران الباقيان إلى أكبر حد ممكن".
وأشار البيان إلى أن بينيت أعرب عن "تقديره للمواطنين الذين أبلغوا الشرطة عن أماكن وجود الفارين"، داعياً إلى "مواصلة التحلي باليقظة والمسؤولية".
تداعيات إقليمية
وفي سياق آخر، تفقد رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، السبت القوات المشاركة في الجهود الرامية للقبض على السجناء الفارين من سجن جلبوع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على تويتر، إن رئيس الأركان تفقد غرفة العمليات المشتركة التي تقود الجهود للبحث عن السجناء الفارين، والتقى مقاتلي وحدة مارعول التي ساعدت في أعمال البحث عن الفارين.
وأشار إلى أن رئيس الأركان أجرى جلسة لتقييم الوضع مع قائد المنطقة الشمالية في الشرطة ومندوبي جهاز الشاباك وحرس الحدود ومصلحة السجون، إضافة إلى قادة الوحدات الخاصة.
وقال رئيس الأركان إن "التعاون بين أجهزة الأمن المختلفة والمعنية هو مفتاح القبض على الفارين"، مشيراً إلى أن "الحادث له تداعيات إقليمية، ونحن نستعد لكل السيناريوهات".
ولفت إلى أن هناك "آلاف الجنود في الميدان وفي مقرات القيادة وفي الاستخبارات يعملون للقبض على الفارّين المتبقيين"، مشيراً إلى أنهم سيستخدمون "قدرات تكنولوجية واستخباراتية ووسائل خاصة".