أعلنت روسيا أن مناورات "زاباد-2021"، التي تنفذها مع بيلاروسيا، تستفيد من "تجربة قتال الإرهابيين في سوريا"، علماً بأن 200 ألف جندي يشاركون فيها، بما في ذلك آلاف على حدود روسيا مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي لفت إلى تعزيز موسكو قدراتها ووجودها العسكري قرب حدود دوله.
وأفادت وكالة "سبوتنيك" بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيحضر المرحلة الرئيسة للمناورات، في مقاطعة نيجني نوفغورود الروسية، وتشمل "قيام وحدات من القوات المسلحة الروسية، بصدّ هجوم العدو الافتراضي ودحر القوات المعادية المهاجمة، بمساعدة وحدات عسكرية من بيلاروسيا وأرمينيا والهند وكازاخستان وقرغيزستان ومنغوليا".
وبثّ تلفزيون الجيش الروسي (زفيزدا) أن المشاركين في تلك المرحلة "يستفيدون من تجربة قتال الإرهابيين في سوريا، ويأخذون في الاعتبار التغييرات التي أدخلتها قوات الدول الأجنبية على تكتيكاتها"، علماً بأن "زاباد (الغرب)-2021" بدأت في 10 سبتمبر وتستمر حتى 16 منه.
إنزال ليلي بمظلات
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات إنزال جوي نفذت للمرة الأولى خلال المناورات، "عملية إنزال ليلي كبير بالمظلات"، شملت أكثر من 600 شخص وإنزال 30 ناقلة جند مدرعة بمظلات، بحسب شبكة "روسيا اليوم".
وأشارت إلى تنسيق تنفيذ العملية، بمساعدة أنظمة ملاحة حديثة وأجهزة للرؤية الليلية، مضيفة أن المظليين استولوا على مطار ميداني، وحيّدوا عناصر عدو مفترض، بمساعدات المدفعية والطيران الحربي.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن رسلان بوكوف، رئيس "مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات"، وهو شركة استشارية دفاعية تتخذ موسكو مقراً، قوله: "بالنسبة إلى بوتين، تستهدف هذه التدريبات تركيز القوات بسرعة. قوات الناتو أقوى بكثير من القوات الروسية، لكن الجانب الذي يمكنه التركيز وتحريك قواته بشكل أسرع، لديه فرصة أكبر" في تحقيق النصر خلال أي نزاع.
"الناتو" وروسيا
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مناورات "زاباد-2021" تُنفذ غالباً في غرب روسيا، وتشمل 200 ألف جندي، إضافة إلى 80 مقاتلة ومروحية، و760 مركبة مدرعة و15 سفينة.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن الأمين العام لحلف "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، قوله: "زاباد تأتي في إطار نمط أوسع: روسيا أكثر حزماً، تعزّز بشكل كبير قدراتها العسكرية ووجودها العسكري قرب حدودنا".
وحضّ الحلف موسكو على أن تكون أكثر شفافية بشأن المناورات، زاعماً أنها قلّلت من عدد القوات المشاركة، كما ذكرت وكالة "رويترز".
وذكرت وزارة الدفاع البيلاروسية أن روسيا تكثّف وجودها العسكري في بيلاروسيا، من خلال نشر مقاتلات من طراز "سوخوي-30 إس إم"، للقيام بدوريات مشتركة. كذلك بدأت قوات صاروخية مضادة للطائرات، مهمات مشتركة في غرب بيلاروسيا، المتاخم لـ"الناتو".
"عدوان هجين"
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بيلاروسيا قاومت حتى الآن طلبات موسكو لاستضافة قاعدة روسية على أراضيها، مستدركة أن التدريبات تأتي في ظلّ توتر متصاعد في المنطقة، إذ أعلنت بولندا حالة طوارئ، بعدما اتهمت مينسك باستخدام طالبي لجوء كسلاح، إثر زيادة العبور عبر الحدود لمهاجرين من العراق وأفغانستان. كذلك تخوض لاتفيا وليتوانيا، وهما عضوان في "الناتو"، مواجهة مشابهة مع بيلاروسيا، بشأن تدفق مهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وشكا الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، لدى مخاطبته القوات المشاركة في المناورات، من "عدوان هجين لا ينتهي من الغرب إزاء بيلاروسيا وروسيا"، مضيفاً: "نستعد للدفاع عن أرضنا". وتابع أنه يسعى لشراء أسلحة جديدة من روسيا، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي ومقاتلات متطوّرة، لافتاً إلى أن روسيا وبيلاروسيا "قريبتان جداً من قوات الناتو".
وذكرت "بلومبرغ" أن موسكو عزّزت علاقاتها مع مينسك، بعدما أدت حملة شنّها لوكاشينكو لكبح احتجاجات مناهضة للحكومة، إثر انتخابات رئاسية اعتبرتها المعارضة مزوّرة، إلى فرض الغرب عقوبات على بيلاروسيا.
وخلال محادثات مع لوكاشينكو في موسكو الأسبوع الماضي، تعهد بوتين بمزيد من الدعم المالي وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، لكن لوكاشينكو ذكر أن غالبية الساعات الثماني لنقاشهما، خُصّصت للتعاون العسكري بين البلدين. وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه ولوكاشينكو التزما بالدفاع المشترك عن "دولة الاتحاد" بين روسيا وبيلاروسيا، وحدودها مع بولندا وليتوانيا.
أسلحة روسية لمينسك
وأفاد الموقع الإلكتروني للرئيس البيلاروسي بأن الاجتماعات في موسكو ناقشت تزويد مينسك بأنظمة دفاع صاروخي روسية متطورة، من طراز "إس-400". وأشار لوكاشينكو إلى نشر أنظمة "إس-300"، لحماية بيلاروسيا من الغرب، مستدركاً أن بلاده تحتاج إلى نظام أكثر تطوّراً، لتأمين حدودها الجنوبية مع أوكرانيا، علماً بأن المشتريات العسكرية قد تتجاوز المليار دولار، بحسب وكالة الأنباء الروسية البيلاروسية (بيلتا).
وأعرب لوكاشينكو عن رغبته في حصول بلاده على عشرات المقاتلات والمروحيات الجديدة من روسيا، بحلول عام 2025. وتعجز مينسك عن دفع تكاليف هذه الأسلحة، لكن موسكو قدّمت سابقاً قروضاً مخفّضة، لمشتري الأسلحة منها.
اقرأ أيضاً: