دبي-الشرق
عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت، لبحث تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس السيسي في تصريحات خلال لقاء بينيت، إن اللقاء تناول الحديث حول "قطاع (غزة) وأهمية الحفاظ على السلام ووقف إطلاق النار"، مشيراً إلى "أهمية الاستقرار والدعم الاقتصادي للقطاع، وتحسين أحوال الناس سواء في الضفة الغربية أو غزة".
وصرح بأن الطرفين بحثا قضية سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا على نهر النيل، مشيراً إلى تواجد "تفاهم مشترك" بين مصر وإسرائيل، مجدداً تأكيد القاهرة على معالجة الأزمة بـ"التفاوض والحوار وصولاً إلى اتفاق"، مع اعتبار القضية "حياة أو موت" بالنسبة إلى المصريين.
ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بـ"بالصريحة والشجاعة"، مشيراً إلى "العزم على استمرار الحوار"، من أجل البلدين والمنطقة، وأوضح أن مصر تسعى دائماً من أجل "السلام والاستقرار والبناء والتنمية والتعمير، بعيداً عن أي شكل من الأشكال التي تؤدي إلى عكس ذلك".
السلام الشامل
كان السيسي استقبل بينيت بمدينة شرم الشيخ، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، وآيال هولاتا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والفريق أول آلي جيل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وشيمريت مائير كبيرة المستشاريين والسفيرة الإسرائلية بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية بسام راضي، بأن السيسي أكد دعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة.
وأشار السيسي إلى أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة.
تبادل تجاري.. وقضية الأسرى.. وأمن غزة
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الجانبين ناقشا سلسلة من الملفات، بما فيها سبل تعميق وتعزيز التعاون بين البلدين، لا سيّما توسيع رقعة التجارة المتبادلة.
ونقل البيان عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله: "بعد مرور أكثر من 4 عقود على إبرام معاهدة السلام بين البلدين، لا تزال تُشكّل حجر أساس في أمن الشرق الأوسط واستقراره".
وقدم بينيت، الشكر للرئيس السيسي، على "الدور المصري المهم في المنطقة"، مشيراً إلى "الدور الملموس الذي تلعبه مصر في الحفاظ على الاستقرار الأمني في قطاع غزة، وفي إيجاد حل لقضية الأسرى والمفقودين".
وقال بينيت، قبل مغادرته مدينة شرم الشيخ، متوجهاً إلى إسرائيل: "أنهيت زيارة أولى للرئيس المصري، كان اللقاء مهماً جداً، وجيداً جداً".
وأضاف: "في بداية اللقاء، صنعنا البنية التحتية لإقامة علاقة متينة، تمهيداً لمواصلة الاتصالات بيننا"، مشيراً إلى تناول "سلسلة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والسبل لتعميق العلاقات وتعزيز مصالح بين البلدين".
زيارة استثنائية
وتعد زيارة بينيت إلى مصر هي الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي منذ عشر سنوات، إذ كانت الزيارة الأخيرة في 6 يناير 2011، عندما أجرى الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو محادثات في شرم الشيخ لبحث الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وكان رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل التقى في مايو الماضي، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، لبحث سبل استمرار وقف النار في جميع المناطق الفلسطينية، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وقالت الوكالة إن كامل وجانتس بحثا أيضاً قضية المحتجزين من الجانب الإسرائيلي لدى حركة حماس.
وأضافت أن جانتس أكد رغبته في "تحقيق السلام على المدى الطويل والتنمية المستدامة بما يدعم استقرار الأوضاع بالمنطقة".
وأفادت بأن جانتس طلب من كامل نقل الشكر للرئيس السيسي على "جهود مصر في استعادة الهدوء والاستقرار في المنطقة، وعلى العلاقات الأمنية الخاصة بين البلدين".
اقرأ أيضاً:
