ألمانيا.. حزب "ميركل" يبدأ حملة انتخابية "من الصفر" لتعويض غيابها

time reading iconدقائق القراءة - 4
أرمين لاشيت زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمرشح لمنصب المستشارية في ألمانيا يلوح لأنصاره خلال تجمع انتخابي في واريندورف - 18 سبتمبر 2021. - AFP
أرمين لاشيت زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمرشح لمنصب المستشارية في ألمانيا يلوح لأنصاره خلال تجمع انتخابي في واريندورف - 18 سبتمبر 2021. - AFP
بريمن (ألمانيا) -أ ف ب

أطلق المحافظون الألمان حملتهم الانتخابية لمرشحهم للمستشارية أرمين لاشيت، وهو تقليد تخلوا عنه بشكل شبه كامل لأعوام في ظل شعبية أنجيلا ميركل الجارفة، لكنهم اضطروا للعودة إليه مع حلولهم في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي.   

وفي ساحة سوق مدينة بريمن شمالي البلاد، صعد مرشح المعسكر المحافظ أرمين لاشيت إلى المنصة على أنغام الموسيقى التصويرية للجزء الثالث من فيلم "روكي"، في مسعى لاستلهام روح العودة والانتصار من بطل الفيلم.

وبعد أن تقدم عليه في استطلاعات الرأي منافسه الاشتراكي الديمقراطي، وضع لاشيت معسكره في موقف ضعيف لم يشهده منذ فترة طويلة بعد أربع ولايات متتالية لميركل.

وقال الناشط في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في بريمن، هانز جورج فريدريش: "لم أكن أتوقع أن يكون التنافس حاداً إلى هذه الدرجة. عليه أن يعرّف بنفسه"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".

صراع الأخوة 

من جهتها، قالت كرستين إيكاردت، رئيسة مكتب محلي للحزب: "علينا أن نبدأ من الصفر، علينا أن نقنع"، مضيفة أنها "حملة حقيقية هذه المرة، لم يعد الأمر محسوماً مثل السابق".

أما الوزير السابق بيرند نيومان، فيرى أن أرمين لاشيت "لم يدرك بشكل كافٍ افتقاره إلى الشعبية".

وفي المقابل، يعتبر نيومان أن مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي، أولاف شولتز، "معروف ويمكنه تسخير خبرته في الحكومة".

ويشغل شولتز منصب وزير المالية في الائتلاف الحاكم منذ عام 2018.

أما لاشيت فيرأس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا منذ عام 2017، وهي المنطقة الأكثر تعداداً بالسكان في ألمانيا، لكنه لم يشغل قطّ منصباً في الحكومة الفيدرالية.

وانتُخب لاشيت رئيساً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل أقل من عام، وقد رُشح للمستشارية بعد صراع مع حليفه زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر.

وبرر الناشط فريدريش الأمر، قائلاً إنه "لو كان هناك مرشح واحد فقط، لقيل لنا لا شيء يحدث في الحزب، لستم ديمقراطيين، ومع وجود اثنين من المرشحين، تم انتقادنا لعدم توحدنا".

لكن نشطاء الحزب يقرون بأن هذا التنافس "ترك بصمته تماماً مثل رحيل أنجيلا ميركل، الذي يخلف فراغاً سياسياً يتطلب قوة دفع جديدة".

من جانبه، قال النائب في برلمان بريمن الإقليمي، كلاس رومير: "أتوقع أن يكون الأمر صعباً، لأننا وجدنا أنفسنا في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي. لم يحدث ذلك لنا منذ فترة طويلة".

صفحة جديدة 

وأضاف رومير أن أكبر أحزاب ألمانيا، الذي هيمن على الحياة السياسية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، "يتجه نحو تغيير كبير، وهو أمر طبيعي بعد 16 عاماً في الحكم"، إذ يقارن هذه الصفحة الجديدة بنهاية حقبة هيلموت كول، عراب ميركل الذي تولى المستشارية بين عاميْ 1982 و1998.

من جانبها، قالت القيادية في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، تيريزا جرونينجر، إن "الأحزاب الرئيسية تضعف، نرى الاتجاه نفسه في أنحاء أوروبا. لقد ولى زمن الاستقرار والأغلبية الكبيرة".

يُشار إلى أن توجه ميركل الوسطي يحظى بتأييد أرمين لاشيت، وهو ليبرالي معتدل وداعم لأوروبا، ولكن في حملة انتخابية تستمر فيها قضية المناخ في اكتساب الزخم، يتعرض المرشح للانتقاد لافتقاره إلى الطموح والأفكار الجديدة. 

واكتفى لاشيت بالتعهد بمعالجة "العقبات البيروقراطية التي تعيق تنفيذ المشاريع المرتبطة بالتنمية المستدامة"، إذ قال في خطابه في بريمن، وسط صيحات استهجان أطلقتها مجموعة من النشطاء البيئيين الراديكاليين: "في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية، بما فيها سياسة المناخ، فإن الأولوية بالنسبة لألمانيا هي استعادة قوتها الاقتصادية بعد الوباء".

اقرأ أيضاً: