أبل وجوجل في مرمى الانتقادات بعد حذف تطبيق المعارضة الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل يمر أمام شعار "جوجل" على واجهة مقر شركة "ألفابت" في مدينة زيوريخ السويسرية  - REUTERS
رجل يمر أمام شعار "جوجل" على واجهة مقر شركة "ألفابت" في مدينة زيوريخ السويسرية - REUTERS
سان فرانسيسكو -أ ف ب

اعتبر مدافعون عن حرية التعبير وحقوق الإنسان أن ما وصفوه بـ"استسلام" شركتي أبل وجوجل، للضغوط السياسية، يعني أن خدمة الإنترنت أصبحت "في أيدي الأنظمة الاستبدادية"، وذلك بعد أن خضعت شركتا التكنولوجيا العملاقتان لطلب موسكو سحب تطبيق للمعارضة من منصتيهما. 

وأزالت المجموعتان ومقرهما كاليفورنيا، تطبيقاً للهاتف المحمول، صممته حركة المعارض المسجون أليكسي نافالني، لإبلاغ الناخبين بأسماء المرشحين المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين. 

وقال مصدر مطلع على القضية إن الأمر انتهى باستسلام أبل أمام "مضايقات وتهديدات بالاعتقال" ضد موظفين محليين، كما خضعت جوجل "تحت ضغوط غير مسبوقة"، بحسب مصدر آخر.

ولم يعد من الممكن استخدام التطبيق، سوى لمن قاموا بتحميله سابقاً، ودون إمكانية تحديثه. 

"حدود جديدة للرقابة"

وقالت محامية التكنولوجيا لدى جمعية "أكسيس ناو" غير الحكومية ناتاليا كرابيفا، إن "متاجر التطبيقات هي الحدود الجديدة للرقابة، إننا نشهد هجوماً جديداً على الحقوق الرقمية، وهي طريقة جديدة لتقويض أمن البنية التحتية، وحرية التعبير، وهذا مقلق جداً".

وتابعت: "على جوجل وأبل تحمل مسؤولياتهما، انطلاقاً من حضورهما الواسع" مبدية أسفها؛ لأنهما لم تعبرا عن موقفيهما بشكل رسمي، وتركتا السلطات الروسية "تنعم بانتصارها عليهما".

وكتبت كرابيفا على تويتر: "يجب أن نقول الحقيقة، الأوامر التي خضعت لها الشركتان تنتهك القانون الدولي، ونُفذت بالإكراه، إنهما تتعرضان لهجوم من الحكومات الاستبدادية، لكن يجب ألا ننسى أن ملايين المستخدمين يعتمدون عليهما".

ونظراً لأنه لم يُسمح تقريباً لأي شخص مناهض لبوتين، الترشح للانتخابات التشريعية، التي بدأت، الجمعة، وتستمر 3 أيام، وضع أنصار نافالني استراتيجية تُعرف باسم "التصويت الذكي" تهدف إلى دعم المرشح الأوفر حظاً، في مواجهة مرشح حزب "روسيا الموحدة" الحاكم. 

فالتطبيق يتيح معرفة المنافس الذي ينبغي اختياره، في كل دائرة انتخابية في الماضي. وحقق هذا النهج بعض النجاح، في عام 2019 خاصة في موسكو.

وقالت كرابيفا: "تتعرض وسائل الإعلام لضغوط كبيرة، والمعارضون مهددون بالسجن، أو بما هو أسوأ، لذلك يعتبر الناس عمالقة الإنترنت آخر فضاءات الحرية، فهم ممتنون لهذه الشركات ويعتمدون عليها".

وتابعت: "إنهم يشعرون بالخيانة فعلاً، لهذا القرار المفاجئ صباح أول يوم انتخابي، دون أي تفسير".

رفض إزالة المحتوى

واشتدت الضغوط في الأسابيع الأخيرة، وغرّمت المحاكم الروسية شركات فيسبوك وتويتر وجوجل، لرفضها إزالة المحتوى، كما اتهمتهم موسكو بـ"التدخل في الانتخابات".

ويرى بعض النشطاء أن المشكلة ما كانت ستحظى بكل هذا الحجم، لو أن أبل وجوجل لم تكونا مهيمنتين، فمنصة أندرويد التابعة لجوجل تمثل نحو 85% من تدفق الإنترنت عبر الهواتف الجوالة في العالم، بينما تمثل منصة أبل نحو 15%، لذلك عندما تتنازلان عن فضائهما، فإنهما تتنازلان عن الفضاء كله.

وقال إيفان غرير من جمعية "فايت فور ذا فيوتشر" المدافعة عن حق الوصول إلى الإنترنت، إن "الأداء الاستبدادي لمنصة أبل، يجعل من السهل على الأنظمة الاستبدادية القضاء على المبادرات الديمقراطية". 

وأضاف: "ما لم تعدل الشركة لوائحها، سيبقى متجر تطبيقات أبل، وسيلة سهلة لخنق أي ميل للمعارضة".

واعتمدت الحكومة الروسية مؤخراً، لوائح جديدة، لإجبار المنصات على تزويدها بمعلومات معينة يفترض أن تبقى سرية. 

ويحذر المراقبون من أن الأساليب التي لجأت إليها روسيا، قد تلهم دولاً أخرى لتحذو حذوها، وقالت كاثرين ستونر أستاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد الأميركية: "دعونا ننظر إلى الديكتاتوريات الناشئة، مثل المجر، التي يمكنها أن تلجأ إلى مثل هذه الأدوات أيضاً". 

وأضافت: "على شركات التكنولوجيا أن تفكر في كيفية عملها في هذه الأسواق، وإلى أي مدى تقبل تقويض الحريات".

اقرأ أيضاً: