قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين، إنه متفائل بالوصول بإمكانية حشد الدول الغنية 100 مليار دولار، لتمويل الدول النامية على مكافحة التغير المناخي في 2021.
جاءت تصريحات جوتيريش، عقب قمة غير رسمية للمناخ انعقدت في مقر الأمم المتحدة بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام للأمم المتحدة، وحضرها قادة 15 بلداً، إضافة إلى آخرين شاركوا عن بعد بتقنية الفيديو كونفرانس، فيما كان زعماء الولايات المتحدة والصين والهند أبرز الغائبين.
وناقشت القمة سبل إنجاح مؤتمر المناخ (كوب 26) الذي تعقده الأمم المتحدة من 31 أكتوبر حتى 12 نوفمبر في جلاسكو البريطانية، وأبرزها خفض الانبعاثات والالتزام بالتمويل في ما يتعلق بالمناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في ندوة صحافية عقب القمة التي انعقدت وراء أبواب مغلقة، إنه طلب من الزعماء الذين شاركوا في القمة القيام بما هو مطلوب لإنجاح قمة المناخ "كوب 26" المرتقبة في مدينة جلاسكو البريطانية في 31 أكتوبر المقبل.
وأشار إلى أن "الدول المتقدمة تحتاج إلى الوفاء بوعودها وحشد 100 مليار دولار سنوياً لمكافحة التغيرات المناخية في العالم النامي من 2021 إلى 2025"، وذلك بعد أن فشلت في الالتزام بهذه الوعود عامي 2019 و2020.
وتابع جوتيريش أن حسابات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تفيد "بأننا نحتاج إلى ما يقرب من 20 مليار دولار" إضافية للوفاء بالتمويل الخاص لعام 2021.
وحذر من أن عدم الوفاء بهذا التعهد في 2021 قد يتسبب في أزمة ثقة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، مشدداً على أن "الدول المتقدمة بحاجة إلى سد هذه الفجوة".
وتساءل جوتيريش "هل سيحقق العالم المتقدم أخيراً (حلم) الدعم السنوي للدول النامية بمبلغ 100 مليار دولار؟"، مضيفاً: "لم نصل بعد إلى هذا الحد. لكن صدرت تصريحات مشجعة بهذا الخصوص اليوم".
جونسون: إحباط متزايد
وفي كلمته أمام المشاركين في القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يشعر "بالإحباط المتزايد"، لأن "الشيء الذي التزم به الكثير منكم لا يبدو أنه سيتحقق بالسرعة اللازمة".
وأشار جونسون إلى أن "أكبر الاقتصادات في العالم هي التي تسبب المشاكل المناخية، بينما الاقتصادات الصغرى تعاني من أسوأ العواقب".
وأقر رئيس الوزراء البريطاني بوجود تقدم في الوفاء بالتزامات الحد من الانبعاثات وحشد التمويل، لكنه شدد على أن "الهوة بين ما تم التعهد به ، وما تم تنفيذه بالفعل تظل شاسعة". وأضاف: "العديد من الاقتصادات الكبرى، بعضها ممثل هنا اليوم وبعضها غائب، متخلفة للغاية عن الركب".
ولفت جونسون إلى أن المملكة المتحدة قامت بالفعل بخفض انبعاثات الكربون إلى النصف وأوقفت استخدام الفحم في محطات توليد الطاقة، مشدداً على أن بلاده تبقى ملتزمة بتقليص الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050.
وتابع: "مع اقتراب مؤتمر (كوب 26)، فأنا بحاجة إلى أن أرى مستوى طموح مماثل (لبريطانيا) من جانب الاقتصادات الرئيسية الممثلة هنا".
وخاطب جونسون قادة الدول الاقتصادية الكبرى قائلاً: "سيكون الجميع في مؤتمر (كوب 26) تحت الأضواء. وعندما تنتهي القمة، سيتضح لنا جميعاً من هم القادة الذين يفتقرون إلى شجاعة" الوفاء بالالتزامات، "وسيشهد العالم وستتذكر شعوبكم، والتاريخ سيحكم عليكم".
وأضاف: "لذا يمكنكم أن تنظرو بعيداً ، ويمكنكم تقوموا بالحد الأدنى.لكن إذا أطعمت التمساح (تغير المناخ) بما يكفي فسوف يلتهمك في نهاية المطاف".
الاتحاد الأوروبي: نقترب من تحقيق أهدافنا
وأكدت رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، خلال القمة، بأن "الأوان لم يفت" من أجل تحقيق الأهداف المناخية والوفاء بالعودة التي التزمت بها الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ.
وقال فون دير لاين إن "علينا تحقيق نتائج في التخفيف (من آثار التغير المناخي)، والتأقلم مع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والتمويل".
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي "يسير في المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وفي حال تقفى الحلفاء خطواتنا، فإن العالم سيستطيع خفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة".
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية على ضرورة زيادة التمويل المتعلق بالمناخ لدعم البلدان النامية في مرحلة الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، بما لا يقل عن 100 مليار دولار سنوياً.
وأشارت في هذا السياق إلى أن الاتحاد الأوروبي يقوم بدوره في هذا الصدد، عن طريق منح 25 مليار دولار في السنة، مضيفةً: "ستكون هناك تمويلات إضافية".
مصر تتطلع إلى استضافة قمة 2022
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسمياً، الاثنين، خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو في القمة، تطلع مصر إلى استضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ المقرر عقدها في عام 2022.
وقال السيسي إن مصر تعرض استضافة مؤتمر تغير المناخ نيابة عن القارة الإفريقية، مضيفاً، أنها ستعمل على جعل هذا المؤتمر "نقطة تحول جذرية في عمل المناخ الدولي بالشراكة مع كافة الأطراف، وذلك لمصلحة القارة الأفريقية والعالم أجمع".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة السيسي في هذا الاجتماع الهام "جاءت في ضوء بدء مرحلة جديدة على صعيد عمل المناخ الدولي، لما أصبح يمثله تغير المناخ وتداعياته السلبية من تهديد يواجه البشرية".
وأكد الرئيس المصري على أهمية تحمل الدول المتقدمة لمسؤولياتها في خفض الانبعاثات تنفيذاً لالتزاماتها الدولية في إطار اتفاق باريس والاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، خاصةً مع ما شهدته مؤخراً مناطق شتى حول العالم من حرائق غابات واسعة النطاق، والتي أكدت أن تغير المناخ قد بات حقيقة مفزعة تستدعي التحرك الفوري لمواجهتها.
أبرز الغائبين
وكان معظم المشاركين في القمة من الدول الأكثر تضرراً بالتغير المناخي، مقابل عدد قليل من زعماء الدول الصناعية الكبرى، وأبرزها الولايات المتحدة والصين والهند.
وأفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية بأن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، إضافة إلى رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي كانوا أبرز الغائبين عن القمة، بالرغم من أنهم كانوا مدعوين للحضور.
ومثل الولايات المتحدة في القمة جون كيري، المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون تغير المناخ، فيما حضر من الهند وزير البيئة ، بوبندر ياداف.