سحب أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، تمويلاً عسكرياً بقيمة مليار دولار لإسرائيل من مشروع قانون لتمويل الحكومة الأميركية بعد اعتراضات من الليبراليين في المجلس، ما يمهد الطريق لمعركة محتملة حول هذه المسألة في وقت لاحق من هذا العام.
واعترض بعض أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على بند في مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتوفير التمويل الإضافي حتى تتمكن إسرائيل من تجديد نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية". وتنتج شركة ريثيون الأميركية الكثير من مكونات القبة الحديدية.
وأجبر هذا الخلاف لجنة القواعد في مجلس النواب على التأجيل لفترة وجيزة قبل أن يتعهد قادة لجنة المخصصات بإدراج تمويل النظام الإسرائيلي في مشروع قانون للإنفاق الدفاعي في وقت لاحق من هذا العام. وقد يمهد ذلك الطريق لخلاف آخر حول المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وقال النائب الديمقراطي جمال بومان، إن أعضاء مجلس النواب لم يُتح لهم الوقت الكافي للنظر في الأمر.
وأضاف بومان، بحسب رويترز، "المشكلة هي أن القيادة تُلقي بشيء ما على طاولتنا وتعطينا نحو 5 دقائق لنقرر ما سنفعله، ثم نحاول المضي قدماً في ذلك".
ويناقش مجلس النواب تشريعاً لتمويل الحكومة الاتحادية حتى الثالث من ديسمبر، ورفع حد الاقتراض في البلاد.
"تأجيل فني"
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في بيان، سحب التمويل، بأنه "تأجيل فني"، مشيراً إلى أن زعماء الحزب الديمقراطي الأميركي، أكدوا له أنه سيتم تحويل مبلغ تمويل القبة الحديدية قريباً.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن موظف في الكونجرس لم تسمه، أنه "ستتم الموافقة في النهاية على التمويلات الخاصة بالقبة الحديدية، لكن سيتم إلحاقه بقانون التمويل الدفاعي لعام 2022".
كما نقلت الصحيفة عن عضو في الكونجرس أن النائبتين الديمقراطيتين ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وبيتي ماكولوم، ضغطتا على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من أجل إزالة تمويلات القبة الحديدية من مشروع قانون الإنفاق، وتمكنتا من النجاح في ذلك عبر وساطة قادتها النائبة روزا ديلاورو.
خلافات تمويل إسرائيل
وقدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية، وفقاً لتقرير هيئة أبحاث الكونجرس الأميركي العام الماضي. وهذا يعكس، بحسب رويترز، الدعم القوي الدائم لإسرائيل بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
واعترض بعض الديمقراطيين الليبراليين على هذه السياسة هذا العام، مستشهدين بسقوط ضحايا فلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو الماضي.
ومنذ التصعيد الأخير في غزة، أثارت مساعٍ أميركية لتمويل مشروع تطوير منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل، صراعاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، بعدما أبدى الديمقراطيون "التقدميون" تحفظاً أكبر للتعاون العسكري مع إسرائيل، بسبب القصف الذي استهدف المدنيين في قطاع غزة.
كما قادت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إلى جانب عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، الجهود لوقف المبيعات العسكرية المعلقة لإسرائيل، بقرار قُدم في كل من مجلسي النواب والشيوخ.