قالت مجلة "ناشيونال إنتريست" الأميركية، الأربعاء، إن حركة طالبان ارتكبت عدة أخطاء خلال الشهر الماضي قوضت شرعيتها أمام الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي، مشيرة إلى أن تلك الأخطاء قد "تعجل في نهاية حكمها لأفغانستان".
واعتبرت المجلة في تقرير أعده أروين راحي المستشار السابق لحاكم ولاية برفان الأفغانية، إلى أن الهدوء الذي تشهده طالبان خارج وادي بانجشير، والذي شهد مقاومة ضد الحركة خلال الفترة الماضية، ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، كما هو الحال عادة في أفغانستان، مشيرةً إلى أن "فترة شهر العسل التي تقضيها طالبان حالياً ستنتهي قريباً".
أخطاء طالبان
ورصدت المجلة عدة أخطاء قالت إن طالبان ارتكبتها في شهرها الأول بالحكم، لافتةً إلى أن أول تلك الأخطاء كان إطلاق سراح جميع السجناء بعد الاستيلاء على السجون ومراكز الاحتجاز التي كانت خاضعة لإدارة الحكومة السابقة في جميع أنحاء أفغانستان.
وأضافت: لو أفرجت طالبان عن أعضائها فقط، لكان ذلك مبرراً في سياق الصراع. لكنها رأت أن إطلاق طالبان سراح الآلاف من "المجرمين والإرهابيين المحترفين"، مثل زعيم تنظيم داعش في خراسان، عمر فاروقي وغيره من أعضاء التنظيم، هو "أمر لا يمكن تبريره".
وبيّنت أنه بعد أن أصبح عدد كبير ممن وصفتهم بـ"الإرهابيين المتشددين الذين يشكلون تهديداً أمنياً كبيراً"، أحراراً فإن ثمة شكوكاً حول ما إذا كانت طالبان قادرة أو تريد إعادة اعتقالهم.
وقالت المجلة، إن الخطأ الثاني الذي ارتكبته طالبان هو مهاجمة وداي بانجشير بدلاً من محاولة التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض مع المقاتلين فيه.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الحركة أعلنت انتصارها في بانجشير، فإن احتفالها سابق لأوانه، حيث لا تزال "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود، التي تقع في ذلك الوادي وتعرف التضاريس جيداً، تحتفظ بمنطقة الجبال، موضحةً أن إزاحة الجبهة تعد مهمة صعبة لا يُضمن فيها نجاح طالبان.
المجلة الأميركية رأت أن استمرار الجبهة في الصمود أمام طالبان، من المرجح أن ينشر حركة المقاومة ضدها إلى أجزاء أخرى من أفغانستان.
وذكرت "ناشيونال إنتريست" أن الخطأ الثالث الذي ارتكبته طالبان هو سماحها للجنرال فايز حميد المدير العام للاستخبارات العسكرية الباكستانية، بالظهور علناً في كابول، مشيرة إلى أن عامة الأفغان يشككون منذ فترة طويلة بأن طالبان تعمل من أجل تعزيز مصالح باكستان في أفغانستان.
وعلى الرغم من نفي باكستان وطالبان لهذه الادعاءات، قالت المجلة إن زيارة حميد العلنية إلى أفغانستان أضرت بشدة بسمعة طالبان، وأثارت تساؤلات خطيرة حول تأثير الاستخبارات الباكستانية فيها.
وأكدت أن أياً كان الغرض والدوافع وراء زيارة حميد، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت أو ربما وقتاً طويلاً لتلافي آثار هذه المسألة.
وذكرت المجلة أن الخطأ الرابع والأخطر الذي ارتكبته طالبان حتى الآن، هو الإعلان عن تشكيل حكومة أحادية العرق تقريباً، من جماعة البشتون، الذين تتراوح نسبتهم بين 40 و45% من سكان أفغانستان، ويشكلون أكثر من 90% من التعيينات الوزارية في حكومة طالبان.
ورأت المجلة أنه لاسترضاء منتقديها المحليين والأجانب، وصفت طالبان حكومتها بأنها "حكومة مؤقتة يفترض أن تحل محلها هيئة أكثر دواماً في وقت ما في المستقبل".
"ناشيونال إنتريست" قالت إنه "بالنظر إلى سجل طالبان في خرق وعودها، ليس هناك أمل كبير في أن تفي بوعدها هذه المرة".
واعتبرت المجلة الأميركية، أنه إضافة إلى هيمنة البشتون على حكومة طالبان، فإنها تخضع كذلك لهيمنة الملالي، مبينةً أن معظم أفراد الحكومة لا يتمتعون بتعليم عالٍ أو مهني، أو خلفيات تعليمية ذات صلة بحقائبهم الوزارية.