توجّهت المديرة الماليّة لشركة "هواوي" منج وانزو التي كانت تخضع للإقامة الجبريّة في كندا منذ ثلاث سنوات، الجمعة إلى الصين، بعد أن أمرت قاضية كنديّة بإطلاق سراحها إثر التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و"هواوي".
واستقلّت منج (49 عاماً) طائرة متّجهة إلى مدينة شنجن، حسب ما أظهرت لقطات تلفزيونيّة، بعد فترة وجيزة على إطلاق سراحها بموجب التسوية.
وأمرت قاضية كنديّة الجمعة بإطلاق سراح منج، منهيةً بذلك إجراءات تسليمها، في جلسة استماع قصيرة بالمحكمة العليا في فانكوفر.
وعُقدت جلسة الاستماع هذه بحضور منغ، بعد ساعات قليلة على التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و"هواوي" تسمح للمديرة الماليّة لشركة الاتّصالات الصينيّة العملاقة، المحتجزة منذ ثلاث سنوات في كندا، بالعودة إلى الصين.
ووافقت وانزو التي تخضع للاحتجاز بكندا منذ 2018 على طلبات الادعاء المؤجلة، ومثلت المديرة المالية افتراضياً أمام محكمة فيدرالية أميركية بنيويورك بعد ظهر الجمعة من مقر محكمة كندية بفانكوفر، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وقد تسدل جلسة اليوم الستار على قضية أثارت توتراً كبيراً في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وكندا.
ودفعت مينج وانزو أمام المحكمة ببراءتها من تهم الاحتيال والتآمر لارتكاب جريمة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، بينما تتواصل الجلسة.
وسوف تقر مينج بحسب المصدر ببعض التهم وسيؤجل الاعاء القضية، إلى أن يتم إسقاط التهم الموجهة إليها في النهاية، ولن تضطر مينج إلى الإقرار بالذنب في التهم الموجهة إليها كجزء من الصفقة ذاتها.
اعتقال واتهامات
واعتقلت السلطات الكندية مينج البالغة من العمر 49 عاماً في ديسمبر 2018 بمطار فانكوفر الدولي بناءً على طلب الولايات المتحدة.
ومينج ليست مجرد مسؤولة رفيعة المستوى بالشركة ولكنها ابنة مؤسسها أيضاً، ورئيسها التنفيذي، رين جونج في.
وأدانت وزارة العدل الأميركية، مينج وهواوي، في يناير 2018، إذ تتهمها وتتهم عملاق تكنولوجيا الاتصالات هواوي، بمحاولة سرقة أسرار تجارية، وعرقلة تحقيقات جنائية وتفادي العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران على مدار عقد.
تهديد الأمن القومي
وجاءت الاتهامات الموجهة إليها كجزء من جهود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لربط هواوي بالحكومة الصينية، بعد شكوك أميركية بأن الشركة تعمل لتحقيق طموحات بكين السياسية والاقتصادية وتقويض مصالح الولايات المتحدة.
وصنفت واشنطن مارس الماضي، "هواوي" ضمن شركات تعتبر تهديداً للأمن القومي، ما خيب الآمال بإمكان حصول تليين في المواقف مع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة.
واعتبرت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (إف سي سي)، أن هواوي تشكل "خطراً غير مقبول" على الأمن القومي، على غرار "زِد تي إي"، و"هَيْتيرا كوميونيكيشنز"، و"هانغتشو هيكفيجن ديجيتال تكنولوجي"، و"داهوا تكنولوجي".