لبنان.. تصاعد المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في طرابلس والحرائق تطال مبنى البلدية

time reading iconدقائق القراءة - 6
أشخاص أمام بلدية طرابلس شمال لبنان بينما تندلع الحرائق داخلها جراء مواجهات بين محتجين وقوى الأمن- 28 يناير 2021 - REUTERS
أشخاص أمام بلدية طرابلس شمال لبنان بينما تندلع الحرائق داخلها جراء مواجهات بين محتجين وقوى الأمن- 28 يناير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

لليوم الثالث على التوالي، تتواصل المواجهات في مدينة طرابلس شمالي لبنان بين متظاهرين غاضبين بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وقوات الأمن التي نفذت انتشاراً واسعاً في المنطقة. 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن حريقاً اندلع في بلدية طرابلس، الخميس، جرّاء رمي المحتجين قنابل المولوتوف.

وفي ظل ارتفاع حدة التوتر ووقوع إصابات في صفوف المدنيين وعناصر الأمن، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع لدراسة الوضع الأمني في البلاد.

من جانبه قال رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في تغريدة له على تويتر، إن "ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى"، مضيفاً أن "الذين أقدموا على إحراق طرابلس مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها، وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش".

وأضاف في تغريدة أخرى أنه "من غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها"، "إننا نقف إلى جانب أهلنا في طرابلس والشمال، ونتساءل معهم لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجاً على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت ومن سيحمي طرابلس إذا تخلف الجيش عن حمايتها؟". 

ونشرت قوى الأمن الداخلي اللبناني مقطع فيديو يُظهر ما قالت إنه "قنابل مولوتوف ومفرقعات نارية تتساقط بكثافة على باحة مبنى بلدية طرابلس"، وأضافت في تغريدة مرافقة للفيديو "نحذر من مغبة التمادي بهذه الاعتداءات، ونطلب من الجميع مغادرة المكان حفاظاً على سلامتهم".

وأظهر مقطع فيديو آخر نشرته أيضاً قوى الأمن الداخلي نشوب حريق كبير في المحكمة الشرعية السنية داخل مبنى بلدية طرابلس بسبب إلقاء قنابل المولوتوف، وفق ما أعلنت، حيث وصلت سيارات الدفاع المدني لإطفاء الحرائق التي طالت مختلف طوابق المبنى، في حين قامت القوى الأمنية بملاحقة أشخاص تقول إنهم متورطون في العملية. 

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن مجموعة من المحتجين اقتحمت مركز العزم التربوي في مدينة طرابلس، والذي يضم مدرسة وجامعة العزم، مضيفة أنهم "بدأوا رشقه بالحجارة والعبث بمحتوياته".

وفي زحلة أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق الدولي (شتورا ضهر البيدر) عند مفرق جديتا العالي، وذلك باستخدام الإطارات المشتعلة في الاتجاهين من الطريق.

عون يدعو لاجتماع أمني

وذكرت رئاسة الجمهورية اللبنانية، في  حسابها على تويتر، أن الرئيس ميشال عون طلب عقد اجتماع لمجلس الأمن المركزي بهدف دراسة الوضع الأمني في البلاد.

وتأتي دعوة عون في ظل تصاعد التوتر في طرابلس، وبينما أبعد الجيش اللبناني المحتجين عن بلدية المدينة إلى ساحة عبد الحميد كرامي، أحصى الصليب الأحمر اللبناني أكثر من 100 مصاب خلال المواجهات بين المحتجين وقوى الأمن.

وفاة شاب متأثرا بجراحه

وفي وقت سابق، الخميس، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن شاباً من مدينة طرابلس توفي متأثراً بإصابته خلال المواجهات بين محتجين وقوى الأمن، ناقلة عن شقيقه أن الضحية لم يشارك في التظاهرات بل كان "يراقب ما يجري"

وأوقعت الاحتجاجات  226 جريحاً، وفق ما أعلنت الوكالة الوطنية، الأربعاء.

وعلى الرغم من أن المواجهات تركزت في طرابلس، إلا أن الاحتجاجات وإغلاق الطرقات وصلا إلى مناطق عدة منها العاصمة اللبنانية بيروت وصيدا، لكن القوى الأمنية تدخلت وفتحت الطرقات. 

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، يسري في لبنان حتى الثامن من فبراير إغلاق عام مشدد، يتضمن حظراً للتجول على مدار الساعة، في ظل قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين والوفيات منذ مطلع العام.

انتقادات للنخب السياسية

وفي إطار ردود الفعل، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش، إن زيادة مستوى العنف أثناء الاحتجاجات في مدينة طرابلس اللبنانية وسقوط عدد من المصابين "رسالة أخرى للنخب السياسية".

وأضاف في تغريدة على "تويتر" أنه "يجب على النخب السياسية تشكيل حكومة فعالة من دون مزيد من التأخير"، لافتاً إلى أنه "لم يعد بإمكان الناس تحمل السقوط إلى الهاوية".

من جهتها، نشرت "منظمة العفو الدولية" تغريدة لتقرير أصدرته اليوم يؤكد أن "قمع الاحتجاجات في لبنان" يتم بأسلحة فرنسية الصنع، مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف تصدير الأسلحة إلى لبنان. 

اقرأ أيضاً: