
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، إن المحادثات السعودية الإيرانية أسفرت عن "نتائج"، مؤكداً أنها تسير في اتجاه جيد، وفق ما ذكرته وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء.
وأضاف عبد اللهيان في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية خلال زيارته لبيروت، أن "المحادثات الإيرانية السعودية تسير في اتجاهها الصحيح وتوصلنا إلى اتفاق حتى الآن"، وتابع: "لم نقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وكان هذا قراراً اتخذته السعودية قبل بضع سنوات".
وقال الوزير الإيراني إن البلدين سيعلنان عن الاتفاقات والنتائج المترتبة على المحادثات بينهما "في الوقت المناسب"، مؤكداً الحاجة الى إجراء المزيد من الحوار بينهما.
وأكد ترحيب طهران باستمرار الحوار بين البلدين "الذي يصب في مصلحتهما ومصلحة المنطقة أيضاً"، واعتبر أن دور البلدين "مهم في إرساء الاستقرار والتنمية في المنطقة".
وتابع أن "دول المنطقة لن تسمح بوصول الحرب الاقتصادية الأميركية ضدها إلى نتيجة"، معرباً عن اعتقاده بأنه "يمكن التغلب على جميع المشاكل من خلال التعاون الإقليمي".
وأكد عبد اللهيان أن بلاده مستمرة في أداء دور "بناء" على صعيد المنطقة، مؤكداً أن "الحوارات الإقليمية تؤدي دوراً مهماً على صعيد تحقيق التقدم في المنطقة.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد، الأحد، أن المملكة عقدت جولة رابعة من المحادثات مع إيران، معرباً عن أمله بأن تضع المفاوضات التي وصفها بـ "الاستكشافية" أساساً لحل الخلافات العالقة بين البلدين.
وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مع ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في العاصمة الرياض، إن الجولة الرابعة من المحادثات مع الجانب الإيراني جرت يوم 21 سبتمبر من دون أن يحدد البلد الذي احتضنها.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد الهجوم على سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، إلا أن الأشهر القليلة الماضية شهدت خطوات دبلوماسية في اتجاه تسوية الخلافات بين البلدين.
ملفات أخرى
وتطرق وزير الخارجية الإيراني في تصريحاته إلى ملفات أخرى، من بينها الملف اللبناني، إذ أعلن استعداد بلاده لوضع كل إمكانياتها لإنشاء محطتين لإنتاج الكهرباء وإنشاء مترو الأنفاق في بيروت، وكذلك تأمين حاجات لبنان من الأدوية والأغذية والمستحضرات الطبية، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء. كما أكد أن طهران مستعدة لمواصلة إرسال الوقود والمشتقات النفطية إلى لبنان.
وتطرق وزير الخارجية الإيراني لمحادثات فيينا، قائلاً: "نعود إلى محادثات فيينا وفي الحكومة الجديدة نضع اللمسات الأخيرة على هذه المسألة، ويجب أن تتحقق مصالحنا بالكامل".
واعتبر أن السلوك الأميركي "هو المعيار الأساسي فيما يخص المحادثات النووية"، مؤكداً أن طهران ستقيم ذلك السلوك، وأضاف أن حكومة بلاده لن تجعل خططها التنموية "رهناً بما ستسفر عنه المحادثات النووية".
وزعم الوزير الإيراني أن إسرائيل تعيش "أياماً صعبة"، مضيفاً: "الكيان الصهيوني يعيش أياماً صعبة ولن نسمح بأن يتحول هذا الكيان إلى عنصر تهديد قرب الحدود الإيرانية، وقال إن "الكيان الصهيوني أضعف من أن يشكل تهديداً لإيران، ومع ذلك لن نقبل بحضوره أمنياً قرب حدودنا"، في إشارة للخلاف الأخير بين إيران وأذربيجان حول تدريبات عسكرية قرب الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة الوطن السورية، الجمعة، بأن وزير الخارجية الإيراني سيصل دمشق، السبت، قادماً من لبنان، في ثاني زيارة له إلى سوريا منذ توليه منصبه.
وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيكون في مقدمة مستقبلي عبد اللهيان والوفد المرافق، وسيجري مباحثات حول آخر التطورات الإقليمية والدولية، والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
كان عبد اللهيان قد بدأ زيارته إلى لبنان، الخميس، بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون، وقال حساب الرئاسة اللبنانية على تويتر، إن الرئيس عون أكّد لوزير الخارجية الإيراني دعم لبنان للجهود التي تُبذل لتعزيز التقارب بين دول المنطقة.
كما التقى وزير الخارجية الإيراني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي قال إن بلاده "بأمسِّ الحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع طهران والدول المجاورة".