هذا ما سيناقشه بلينكن مع وزيري خارجية الإمارات وإسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المكسيكي في مكسيكو سيتي، 8 أكتوبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المكسيكي في مكسيكو سيتي، 8 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

تتصدر "طموحات إيران النووية وتطلعات الصين العالمية" جدول أعمال اجتماع ثلاثي مرتقب بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيريه الإسرائيلي والإماراتي يائير لبيد والشيخ عبد الله بن زايد، والمقرر عقده الأربعاء، بحسب تقرير لصحيفة "ذي هيل" الأميركية.  

ويستضيف وزير الخارجية الأميركي وزيري الخارجية الإسرائيلي والإماراتي في واشنطن بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاقات أبراهام، وهي اتفاقات التطبيع التي نسّقتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأسست لإقامة علاقات ثنائية بين إسرائيل والإمارات. 

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن بشكل منفصل كلاً من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ليعقب ذلك اجتماع ثلاثي يتم خلاله إعلان تشكيل مجموعة عمل مشتركة حول قضايا التعايش الديني والمياه والطاقة، علماً أنه لم يصدر أي إعلان رسمي إماراتي بشأن اللقاء المذكور.

ومنذ الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات في أغسطس 2020، تبادلت إسرائيل والإمارات السفراء، ووقعتا أكثر من عشر اتفاقيات ثنائية.  

وبحسب "ذي هيل"، يمثل اجتماع واشنطن "محاولة للبناء على العلاقات القائمة بين الأطراف الثلاثة"، في ضوء ما تواجهه هذه الدول من قضايا ملحة تتعلق بأمنها الإقليمي، مثل إيران والاستقرار العالمي، مع تركيز الولايات المتحدة على جهود الصين لكسب موطئ قدم في الشرق الأوسط. 

"تعاون مرفوض"

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله في إفادة للصحافيين، الثلاثاء: "كما أشار وزير الخارجية مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم، سنكون صرحاء مع أصدقائنا الإسرائيليين بشأن المخاطر التي تهدد مصالح أمننا القومي المشترك في ما يتعلق بالتعاون الإسرائيلي الوثيق مع الصين". 

وتعمل الشركات الصينية في مشروعات البنية التحتية الإسرائيلية، وما زالت تقدم عطاءات للعمل في مزيد من المشروعات. 

الشهر الماضي، دشنت شركة صينية مملوكة للدولة إدارتها لميناء في مدينة حيفا، حيث تتولى الشركة الصينية إرساء السفن وإجراء تدريبات بحرية مشتركة مع إسرائيل خارج المدينة الساحلية، وهو المشروع الذي لاقى، في وقت سابق، رفضاً ومقاومة أميركيين. 

"مخاوف بشأن إف-35"

وفي سياق متصل، أفادت تقارير بأن مسؤولي الاستخبارات الأميركية أثاروا مخاوف من أن تهدد العلاقات بين الإمارات والصين أمن برنامج مقاتلات "إف-35"، إذ من المقرر أن تتسلم أبوظبي هذه المقاتلات المتطورة كجزء من المفاوضات الأصلية الخاصة باتفاقات أبراهام. 

ورفض مسؤول في الخارجية الأميركية، الثلاثاء، تسليط الضوء على أي مخاوف محددة بشأن علاقات إسرائيل والإمارات مع الصين. وقال إن "الولايات المتحدة تنظر إلى الصين كمنافس يتحدى النظام الدولي الحالي المستند إلى قواعد". 

النووي الإيراني

وفي ما يتعلق بإيران، وجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات مخففة لإدارة بايدن لعزمها العودة إلى الاتفاقية النووية التي تم توقيعها عام 2015، والمعروفة باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، والتي تهدف إلى الإشراف على الأنشطة النووية الإيرانية، والسعي إلى تقويض قدرة طهران على صناعة قنبلة نووية.    

وناقش وزير الخارجية الإسرائيلي، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، "الحاجة إلى طرح خطة بديلة للاتفاقية النووية"، بحسب بيان الاجتماع الصادر عن السفارة الإسرائيلية في واشنطن. 

وقال مسؤول وزارة الخارجية الأميركية: "عندما يتعلق الأمر بالاجتماع الثلاثي، سيناقش القادة مجموعة من القضايا الإقليمية وسيتطرقون إلى هذا الأمر"، في إشارة إلى إيران. وأضاف: "سنركز بقوة أيضاً على جدول الأعمال الإيجابي لجني ثمار التطبيع كاملة". 

سوريا ولبنان واليمن

واعتبر المسؤول الأميركي أن "تحقيق الوحدة بين شركاء الولايات المتحدة في هذه المنطقة بطرق جديدة سوف يبعث أيضاً برسالة قوية". 

كما سيناقش بلينكن في اللقاء الثنائي الذي سيجمعه بنظيره الإماراتي جهود وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية اليمنية، و"الرغبة المشتركة" بين البلدين في تطبيق حزمة إصلاحات في لبنان "لإنقاذ الاقتصاد اللبناني المتدهور".   

ومن المرجح أن يشهد الاجتماع الثنائي بين الوزيرين مناقشة نقطة خلاف أخرى تتعلق بموافقة الإمارات على دفع عجلة التعاون مع سوريا، في وقت يخضع الرئيس السوري بشار الأسد لحزمة من العقوبات الأميركية على خلفية الحرب الأهلية الوحشية المستمرة في البلاد منذ عقد من الزمان.  

وقال المسؤول في الخارجية الأميركية: "يظل تركيزنا على تقليل معاناة الشعب السوري، والعمل مع حلفائنا للمضي قدماً في طرح حل سياسي أشمل للصراع، يمثل فيه مبدأ المحاسبة على الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد مكوّناً أساسياً". وأَضاف: "كما سيتطرق الاجتماع الثلاثي إلى الفلسطينيين، وجهود الدفع بعلاقات سلمية مع الإسرائيليين، والتصدي للأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها قطاع غزة".  

وأكد المسؤول الأميركي أن المشرّعين الجمهوريين "رفعوا منذ بضعة أسابيع التعليق عما يقدر بـ50 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية والتنموية المخصصة للفلسطينيين، مع استمرار التمويل".