أعلنت الحكومة السورية، السبت، اغتيال مدير مكتب شؤون الجولان السوري المحتل في رئاسة مجلس الوزراء، مدحت الصالح، وذلك جراء استهدافه برصاص جنود إسرائيليين، أثناء عودته إلى منزله في موقع عين التينة، مقابل بلدة مجدل شمس بريف محافظة القنيطرة.
وأعربت رئاسة مجلس الوزراء السوري في بيان، عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا العمل الإجرامي الجبان".
وأضافت: "هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد الشعب السوري إلا تصميماً وإصراراً على الاستمرار في مقاومة المحتل حتى تحرير كامل الجولان السوري المحتل".
اتهامات إسرائيلية
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن تل أبيب "اعتبرت الصالح عنصراً استخباراتياً مهماً يعمل لصالح الحكومة السورية في مرتفعات الجولان"، مشيرةً إلى أن السلطات الإسرائيلية "استجوبت أي شخص التقى بالصالح قبل عودته إلى الجولان المحتل، وذلك للاشتباه في اتصاله بعميل أجنبي".
وأضافت أن السكان المحليين أفادوا بتحليق كثيف للمروحيات والطائرات بدون طيار في مجدل شمس السبت.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على اغتيال الصالح، وذلك حسبما تشير صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، تماشياً مع سياسته المتمثلة في عدم الاعتراف بأفعال محددة في سوريا، باستثناء تلك التي تكون رداً على هجمات تتبناها الحكومة السورية.
وبحسب الصحيفة، "عمل الصالح في الماضي على تجنيد أشخاص من بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي يرفض سكانها عموماً الجنسية الإسرائيلية ولا يزالون يتعاطفون مع دمشق، لجمع المعلومات الاستخبارية في إسرائيل".
وزعمت الصحيفة أن "الصالح خدم في السنوات الأخيرة في المخابرات السورية، وكان يركز في مهامه على جهود الحكومة الرامية لاستعادة مرتفعات الجولان"، التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
كما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن تل بيري، رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما المختص بالشؤون الأمنية، قوله إن "مدحت الصالح الذي كان يعيش في مدينة جرمانا قرب العاصمة دمشق، يعتبر ناشطاً في المخابرات السورية، وشارك في تجنيد مصادر معلوماتية في إسرائيل".
وأضاف بيري: "إذا كان (الصالح) بالفعل قُتل على يد إسرائيل، فمن المحتمل أنه كان متورطاً في التخطيط لهجوم ضد إسرائيل في مرحلة متقدمة".
وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا، كان آخرها ليلة الأربعاء الماضي، وفق ما أكدت آنذاك وسائل إعلام سورية.
من هو مدحت الصالح؟
وكالة الأنباء السورية "سانا"، أفادت بأن الصالح من مواليد قرية مجدل شمس في الجولان المحتل عام 1967، اعتقلته القوات الإسرائيلية أول مرة في عام 1983، ثم بعد الإفراج عنه اعتقلته مجدداً عام 1985 بتهمة الانتماء إلى المقاومة، حيث قضى 12 عاماً داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وبعد أن أفرجت إسرائيل عنه في عام 1997، عمل الصالح على تأسيس لجنة لدعم الأسرى والمعتقلين، قبل أن يتم انتخابه عضواً في مجلس الشعب السوري عام 1998 عن الجولان المحتل، حيث تولى بعد ذلك موقع مدير مكتب الجولان المحتل في رئاسة مجلس الوزراء.
وتعرض الصالح، وفقاً لـ"سانا"، لعدة محاولات اغتيال منها عام 2011، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية النار عدة مرات على منزله في عين التينة، وهو متزوج وله ولد اسمه جولان.
واستنكرت تيارات فلسطينية عملية اغتيال الصالح، وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان "ندين جريمة اغتيال الأسير المُحرّر مدحت الصالح، وهذا الاغتيال الجبان لن يفت من عضد أهلنا المقاومين في الجولان، ويأتي في سياق استهداف المناضلين على الأرض السوريّة، وندعو كل قوى المقـــاومة العربيّة للتوحّد في ذات الخندق لمواجهة عدوان الاحتلال".
اقرأ أيضاً: