
قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، الجمعة، إن إصرار تركيا على تطبيق "حل الدولتين" للأزمة القبرصية "لا يسمح لنا باستئناف المفاوضات".
وأشار أناستاسياديس في تغريدة على تويتر إلى رفض أنقرة تعيين مبعوث أممي جديد للقضية القبرصية، على الرغم من موافقة نيقوسيا وزعيم القبارصة الأتراك، خلال اجتماع عقد في نيويورك الشهر الماضي، وذلك بدلاً من المبعوثة الأممية المنتهية ولايتها، جان هول نوت.
وأضاف الرئيس القبرصي أنه أبلغ نظراءه الأوروبيين بـ"الأفعال التركية الأخيرة" في مدينة فاروشا الحدودية، مع المنطقة التي يسيطر عليها القبارصة الأتراك، بالإضافة إلى ما وصفه بـ"التحرش" بسفينة أبحاث قبرصية بالبحر المتوسط، تعمل بمشروع أوروبي بمجال الطاقة، والتطوير المرتقب "لقاعدة بحرية في شبه جزيرة كارباسيا المحتلة"، وذلك خلال القمة الأوروبية التي عقدت في بروكسل الخميس والجمعة.
وتابع أن القمة الأوروبية بحثت قضية الهجرة، مؤكداً أن الحدود الأوروبية بحاجة إلى الحماية، مضيفاً: "لن يتسامح الاتحاد الأوروبي مع محاولات دول ثالثة لاستخدام المهاجرين وسيستجيب بشكل حاسم. لطالما واجهت آثار مثل هذه التهديدات من قبل تركيا".
وفي سبتمبر الماضي، قال الرئيس القبرصي إنه سيواصل دعم الاقتراح الذي تدعمه الأمم المتحدة والذي يقوم على إعادة توحيد قبرص في فيدرالية تضم منطقتين، وطرح أناستاسيادس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، العودة إلى دستور عام 1960 الذي دخل حيز التنفيذ بعد استقلال قبرص عن بريطانيا، وينص على أن يكون رئيس الجزيرة قبرصياً يونانياً وأن يكون نائب الرئيس قبرصياً تركياً.
أجريت آخر جولة من المحادثات بين أناستاسياديس وزعيم القبارصة الأتراك في جنيف أبريل الماضي، برعاية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي قال بعد الاجتماع إنه "ليس هناك أرضيّة مشتركة تذكر بين الطرفين"، وحاول إعادة عقد اجتماع بين الطرفين نهاية سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يأتي حديث الرئيس القبرصي بالتزامن مع ما نقلته صحيفة "إيكاثميريني" اليونانية، الجمعة، عن مصدر دبلوماسي يوناني قوله إن تصريحات تركيا بخصوص خطط تنقيب قبرصية في البحر المتوسط "غير مقبولة واستفزازية".
توتر بحري
وذكرت وكالة الأنباء القبرصية في وقت سابق الجمعة، أن سفينة الأبحاث Nautical Geo وصلت إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص، تحمل علم مالطا، وأنها ستجري أبحاثها في إطار مشروع خط أنابيب شرق المتوسط المموّل من الاتحاد الأوروبي بمشاركة من قبرص واليونان وإيطاليا وإسرائيل.
واتهمت تركيا اليونان وقبرص، الخميس، باتخاذ خطوات من شأنها "تصعيد التوتر"، متوعدة بالتدخل ضد أي تحرك من نيقوسيا للحفر في شرق المتوسط، وفق ما نقلت "إيكاثميريني".
وأشارت وزارة الخارجية التركية في بيان إلى محاولات إرسال سفن أبحاث "للجرف القاري التركي"، متوعدة بالرد على التحديات في "الميدان وعلى الطاولة (المفاوضات)"، وأنها لن تسمح "بانتهاك حقوقها". وقال إن تركيا ستستمر في الرد إذا ما واصلت قبرص الحفر.
وأبعدت عناصر تابعة للبحرية التركية، مطلع الشهر الجاري، سفينة أبحاث قبرصية إلى خارج ما تقول إنه الجرف القاري التابع لها في البحر الأبيض المتوسط.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ غزت تركيا ثلثها الشمالي في عام 1974 رداً على انقلاب قام به قوميون قبارصة بهدف ضمها إلى اليونان. وتوقفت المفاوضات بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ عام 2017.