واشنطن تحاول الحصول على قرار قضائي جديد لتسليمها أسانج

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهر يحمل صورة لمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج في تجمع بميدان ترافالجار في لندن، 5 نوفمبر 2020 - AFP
متظاهر يحمل صورة لمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج في تجمع بميدان ترافالجار في لندن، 5 نوفمبر 2020 - AFP
لندن- أ ف ب

تنظر محكمة بريطانية، الأربعاء، في طعن تقدمت به الحكومة الأميركية ضد قرار صدر عن قاض بريطاني رفض طلب تسليم الولايات المتحدة مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج لتتم محاكمته بتهمة كشف أسرار عسكرية.

وحقق الأسترالي البالغ 50 عاماً والذي يعتبره أنصاره ضحية تعدٍ على حرية التعبير، خطوة كبيرة نحو الحرية في يناير الماضي، وذلك بعد 7 سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن وسنتين ونصف في سجن بيلمارش الشديد الحراسة، 

ورفضت القاضية البريطانية فانيسا بارايتسر حينذاك طلب التسليم بسبب مخاوف من انتحار أسانج الذي يواجه عقوبة السجن لمدة 175 عاماً في الولايات المتحدة، لكن الأخيرة حصلت على حق استئناف هذا القرار مشككة خصوصاً بصدقية خبير أدلى بشهادة لصالح أسانج وبصحته العقلية الهشة.

وأقر الطبيب النفسي مايكل كوبلمان بأنه خدع القضاء عبر "إخفاء أن موكله أصبح أباً فيما كان لاجئاً في سفارة الاكوادور في لندن".

وهذا الاستئناف الذي سيجري على مدى يومين، يشكل آخر الطعون في يد واشنطن التي لن يعود أمامها، في حال هزيمتها مجدداً، سوى اللجوء إلى المحكمة العليا البريطانية بدون أن تكون نتيجة ذلك مضمونة، ولكن في حال الانتصار، ستحال القضية على محكمة أدنى لاتخاذ قرار جديد.

تهديد بالسجن

يواجه الأسترالي الذي يحظى بدعم عدد من المنظمات المساندة لحرية الصحافة عقوبة قد تصل إلى سجنه 175 عاماً في الولايات المتحدة لنشره منذ 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سرية عن النشاطات العسكرية والدبلوماسية الأميركية، في العراق وأفغانستان على وجه الخصوص.

واعتُقل أسانج أبريل 2019 بعد 7 سنوات أمضاها في سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ إليها بعد انتهاك شروط كفالته، خوفاً من تسليمه إلى الولايات المتحدة أو السويد حيث واجه قضية بتهمة اغتصاب طعن فيها وأسقطت في ما بعد.

وقالت صديقته ستيلا موريس التي زارته في السجن، السبت الماضي، إن جوليان أسانج "في وضع سيئ جداً، وأنه لن يتحمل عملية تسليم".

وتابعت: "يريد جوليان أن يكون قادراً على العودة إلى أستراليا ورؤية عائلته، والدته التي لم يرها منذ 8 سنوات" مقرة في الوقت نفسه بأن ذلك الأمر سيكون صعباً لأن "أستراليا لم تفعل شيئاً لضمان سلامته".

ورأى رئيس تحرير موقع "ويكيليكس" كريستين هرافنسون في مؤتمر صحافي أنه سيكون من "غير المنطقي أن تتوصل المحكمة العليا في لندن إلى أي استنتاج غير تأكيد رفض تسليم أسانج إلى واشنطن".

ونزل مئات المتظاهرين، السبت الماضي، إلى الشوارع حاملين لافتات كتب عليها "لا تسلموا أسانج" و"الصحافة ليست جريمة" أو "10 سنوات هذا يكفي، أفرجوا عن أسانج الآن". وقد تجمعوا أمام المحكمة العليا في لندن إلى جانب صديقته موريس للمطالبة بالإفراج عنه.

بدايات "ويكيليكس"

واشتهر موقع "ويكيليكس" في 2009 بعد نشره مئات الآلاف من البرقيات المرسلة إلى الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001.

وتسمح المنظمة غير الحكومية التي أسسها جوليان أسانج عام 2006، بتحميل وثائق سرية بفضل تقنية التشفير، دون معرفة هوية الفاعل.

وصعدت المنظمة وتيرة التسريبات مع نشر مقطع فيديو يكشف مقتل مدنيين بنيران الجيش الأميركي في العراق، ثم آلاف الوثائق العسكرية عن أفغانستان.

وسبق أن نشر موقع "ويكيليكس"في نوفمبر عام 2010، بمساعدة 5 وسائل إعلام دولية كبرى (نيويورك تايمز وذي جارديان ودير شبيغل ولوموند وإل باييس)، أكثر من 250 ألف وثيقة سرية تكشف خفايا الدبلوماسية الأميركية، بعد العملية التي سُميت "كيبل غيت"، أصبح جوليان أسانج العدو الأول المعلن للولايات المتحدة.

واستهدفت "ويكيليكس"، عند انطلاقها، وهي ثمرة تعاون دولي بين علماء رياضيات، ومنهم منشقون صينيون خصوصاً، الأنظمة القمعية في آسيا والاتحاد السوفياتي السابق وإفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، لكن معظم التسريبات كانت بحق الولايات المتحدة وفي كثير من الأحيان لصالح روسيا.

ويشتبه في أن روسيا كانت وراء كشف رسائل البريد الإلكتروني الداخلية للحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، والتي نشرتها "ويكيليكس" في صيف 2016.

وكشف الموقع أيضاً حالات تجسس على حلفاء من قبل الولايات المتحدة (رؤساء فرنسيون، المستشارة الألمانية)، كما أتُهم الموقع بتعريض حياة الأشخاص الذين كشفت هويتهم للخطر بحجة الشفافية.