أول ظهور علني لقائد طالبان هبة الله أخوند زاده

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم حركة "طالبان" الملا هيبة الله أخوند زاده في صورة غير مؤرخة  - REUTERS
زعيم حركة "طالبان" الملا هيبة الله أخوند زاده في صورة غير مؤرخة - REUTERS
كابول -وكالات

نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين، أن القائد الأعلى لحركة طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده، الذي لم يظهر رسمياً في أي مناسبة منذ تعيينه في 2016، شارك في حفل مساء السبت في قندهار بجنوب أفغانستان.

وقالت حكومة طالبان في رسالة الأحد، إن "هبة الله أخوند زاده ظهر في تجمع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة، وتحدث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل"، كما ورد في تسجيل صوتي تناقلته حسابات لمسؤولين أفغان.

وفي هذا التسجيل الصوتي، يسمع صوت الملا أخوند زاده بشكل غير واضح وهو يتلو أدعية.

وذكر مصدر محلي أن الملا وصل إلى هذه المدرسة القرآنية في قندهار بموكب من سيارتين تحت حراسة مشددة جداً، ولم يُسمح بالتقاط صور له. 

وكانت حركة طالبان أعلنت في سبتمبر، أن قائدها الأعلى يقيم "منذ البداية" في قندهار، بعدما التزمت الصمت لفترة طويلة بشأن مكان وجوده. وأكدت حينذاك أنه سيظهر "قريباً علناً".

وأخوند زاده لم يكن معروفاً نسبياً قبل أن يتولى في 2016 قيادة الحركة خلفاً للملا أختر محمد منصور الذي قُتل في ضربة لطائرة مسيرة أميركية في باكستان. وكان مهتماً بالشؤون القضائية والدينية أكثر من المسائل العسكرية. 

من هو هبة الله أخوند زاده؟

ينتمي أخوند زاده (60 عاماً) إلى قبيلة نورزاي، وينحدر من معقل "طالبان" في منطقة بانجواي بمقاطعة قندهار جنوب البلاد، كما قال سيد محمد أكبر آغا، وهو عضو مؤسّس للحركة، مقيم في كابول ويقول إنه يعرف زعيمها، بحسب شبكة "سي إن إن".

وأضاف آغا أن أخوند زاده شارك في مواجهة الغزو السوفياتي لأفغانستان، مستبعداً أن يكون انخرط في النشاطات العسكرية على الخطوط الأمامية. وتابع أنه عمِل في جهاز القضاء، بين عامَي 1996 و2001، حين كانت "طالبان" تحكم البلاد. وبعد سقوطها إثر الغزو الأميركي، في عام 2001، عمل رئيساً للقضاء في الحركة.

أصبح أخوند زاده نائباً للملا منصور، عندما خلف الأخير الملا عمر، مؤسّس "طالبان"، في عام 2013. ونشِط في الإدارة اليومية للحركة، وأدى دوراً أساسياً في التفاوض على وقف للنار مع فصيل منشق من "طالبان".

ونقلت "سي إن إن" عن مايكل سمبل، وهو أكاديمي في جامعة كوينز بلفاست، أن أخوند زاده صاغ "فتاوى كثيرة استخدمها منصور لتأمين غطاء ديني لأفعاله"، علماً أن الأخير قُتل بضربة نفذتها طائرة مسيّرة أميركية، قرب الحدود الأفغانية – الباكستانية، وكان عائداً من إيران.

ونسبت الشبكة إلى مصدر في "طالبان" قوله، في عام 2016، إن أخوند زاده "سيعيد عهد الملا عمر"، من خلال "حياة بسيطة، والولاء، وترهيب الأعداء"، علماً أن آغا ذكر آنذاك أنه شخصية محترمة داخل الحركة، مضيفاً أن سلطته تنبع بشكل أساسي من سمعته بوصفه مدرّساً دينياً وعالم دين، ما يعني أن التفاوض معه سيكون أكثر سهولة من أسلافه، من أجل التوصّل إلى تسوية سلمية في أفغانستان.

لكن وكالة "فرانس برس" نقلت عن محللين أن دور أخوند زاده في قيادة "طالبان" سيكون رمزياً أكثر منه عملياً. وأضافت أنه تولّى مهمة حسّاسة تمثلت في توحيد الحركة، التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور، وكشف عن إخفائها لسنوات وفاة مؤسّسها الملا محمد عمر.

وتابعت أنه نجح في تحقيق وحدة الحركة، وكان يميل إلى التحفظ، مكتفياً ببثّ رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية، علماً أن زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بايعه.

وشدد أعضاء مجلس شورى الحركة، في مدينة كويتا الباكستانية، لدى إعلانهم اختيار أخوند زاده زعيماً لها، على أن الولاء له هو "واجب ديني".

وفي هذا الصدد، أعلن المجلس تعيين مولوي سراج الدين حقاني ومولوي محمد يعقوب نائبين له. وحقاني يتزعّم "شبكة حقاني"، التي اتُهمت بتنفيذ هجمات دموية في أفغانستان، وخصّصت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لاعتقاله، فيما أن يعقوب هو نجل الملا عمر، وفق "سي إن إن".

ولمدة 15 سنة، حتى اختفائه المفاجئ في مايو 2016، درّس أخوند زاده وألقى خطباً في مسجد بكوتشلاك، وهي بلدة في جنوب غربي باكستان، كما أفادت وكالة "رويترز".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أخوند زاده تعرّض لمحاولة اغتيال، قبل نحو 4 سنوات من تزعمه "طالبان"، واتهمت الحركة أجهزة الاستخبارات الأفغانية بتنفيذها.

ونقلت الصحيفة عن الملا إبراهيم، وهو من طلاب أخوند زاده، قوله: "خلال إحدى محاضراته في كويتا... وقف رجل بين الطلاب وصوّب مسدساً على مولوي هبة الله من مسافة قريبة، ولكن المسدس لم يعمل. كان يحاول إطلاق النار عليه، لكنه فشل، وهرع (أعضاء) طالبان للتصدي" للرجل. وذكر أن أخوند زاده لم يتحرّك خلال تلك الفوضى.

وخلال خطاب في يوليو الماضي، تحدث الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، عن لقاء مع أخوند زاده، لكنه لم يتذكّر اسمه. ووصفه بأنه "رجل فظّ"، وزاد أنه أبلغه أن الأميركيين "سيغادرون" أفغانستان.

اقرأ أيضاً: