
دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مواطنيه في جميع أنحاء البلاد، للانضمام إلى القتال ضد مقاتلي "جبهة تحرير شعب تيجراي"، بعدما أعلنت هذه الأخيرة سيطرتها على بلدتين استراتيجيتين في شمال شرق البلاد.
وقال جيتاشيو رضا، وهو ممثل بارز للجبهة ، الأحد، إن مقاتلين موالين لها استولوا على بلدة كومبولتشا في منطقة أمهرة، على بعد حوالي 250 كيلومتراً شمال شرق العاصمة أديس أبابا.
وجاء تقدم مقاتلي الجبهة بعد يوم من ورود تقارير، بأنهم سيطروا على بلدة ديسي القريبة، وبعد إعلان حكومة منطقة أمهرة عن خطط لإعادة توجيه كل الإنفاق لدعم الجيش الفيدرالي للدولة.
وقال آبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، في بيان: "يجب على شعبنا أن يُنحي جانباً أنشطته المعتادة، وينضم إلى القتال بكل موارده وأسلحته، في إطار الهيكل القانوني للتصدي للجبهة الإرهابية"، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ".
معارك عنيفة
الحكومة الإثيوبية نفت، الأحد، سيطرة الجبهة على المدينتين، مشيرة إلى أن قواتها "ما زالت تقاتل". وقال المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو في مؤتمر صحافي: "ثمة معارك عنيفة حالياً على جبهتي ديسي وكومبولشا".
وتمثّل السيطرة على ديسي مكسباً استراتيجياً لمقاتلي الجبهة، في مواجهة القوات الحكومية التي تحاول إخراجهم من أمهرة.
وديسي بلدة كبرى تقع على بعد حوالي 385 كيلومتراً من العاصمة أديس أبابا، وتعد أقصى منطقة في جنوب أمهرة تصل إليها قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، منذ دخلت الإقليم في يوليو الماضي.
واتهمت الحكومة الإثيوبية الاثنين، الجبهة، بإعدام نحو 100 شاب في مدينة كومبولشا حسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال مركز الاتصالات الحكومي على تويتر: "أعدمت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الإرهابية أكثر من 100 شاب من سكان كومبولشا دون محاكمة، في المناطق التي تسللت إليها. يجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن مثل هذه الفظائع".
تنديد غربي
ودعا ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، الاثنين، جميع الأطراف الإثيوبية لوقف القتال في شمال إثيوبيا، ورفع الحصار عن المساعدات الإنسانية، والامتناع عن خطاب الكراهية.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، في تغريدة على "تويتر"، عن قلق واشنطن من التقارير التي تفيد بسيطرة "جبهة تحرير تيجراي" على مدينتي ديسي وكومبولشا الإثيوبيتين، وقال إن القتال المستمر "يطيل أمد الأزمة الإنسانية في شمال إثيوبيا".
ودعا بلينكن جميع الأطراف، إلى "وقف العمليات العسكرية"، و"بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة".
وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها لتوسّع القتال في شمال إثيوبيا، وجددت دعوتها "جبهة تحرير تيجراي" بالانسحاب من منطقتي أمهرة وعفر، ووقف تقدمها في مدينتي ديسي وكومبولتشا، وما حولهما.
كما حضت واشنطن الجبهة على عدم استخدام المدفعية ضد المدن، وعبرت كذلك عن اعتراضها القوي على الضربات الجوية التي شنتها القوات الإثيوبية في عاصمة تيجراي ميكيلي، ومناطق أخرى من الإقليم.
وأشارت واشنطن إلى أن ما يصل إلى 900 ألف شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة في تيجراي، بينما "تُقيد الحكومة بوصول الإمدادات الإنسانية" إلى المنطقة، "بما في ذلك الأدوية والوقود والأموال لمنظمات الإغاثة".
أزمة إنسانية حادة
ويحتدم القتال في شمال إثيوبيا مع اقتراب الصراع من دخول عامه الثاني، إذ شن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، حملة عسكرية على قوات تيجراي في نوفمبر 2020، للرد على هجمات قالت الحكومة إنها استهدفت معسكرات للجيش نفّذتها الجبهة، الحزب الحاكم للإقليم سابقاً والذي هيمن على المشهد السياسي في البلاد على مدى 3 عقود، قبل وصول آبي إلى السلطة.
وتسبب القتال في أزمة إنسانية حادة مع صعوبة دخول المساعدات الإنسانية للإقليم، وقال تقرير أممي، إن عدد الأطفال الذين أدخلوا المستشفيات لإصابتهم بسوء تغذية حاد في إقليم تيجراي تضاعف هذه السنة، مقارنة مع عام 2020 على ما ذكرت الأمم المتحدة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في تقرير منتصف أكتوبر الماضي: "أدخل نحو 18 ألفاً و600 طفل دون سن الخامسة في تيجراي إلى المستشفيات، للمعالجة من سوء تغذية حاد بين فبراير وأغسطس من السنة الحالية، مقارنة بـ8900 في 2020، ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 100% بحسب منظمة اليونيسف".
وأضاف التقرير أن سوء التغذية لدى النساء الحوامل والمرضعات "لا يزال مرتفعاً جداً ويطال 63% منهن"، مشدداً على أن 897 شاحنة فقط تنقل مساعدات إنسانية وصلت منذ منتصف يوليو إلى هذه المنطقة البالغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة.