قبيلة آبي أحمد الناقمة على أديس أبابا.. من هم الأورومو؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجال إثيوبيون يركبون خيولهم خلال حفل احتفالات عيد الشكر "إيريشا" في العاصمة أديس أبابا- 4 أكتوبر 2019 - REUTERS
رجال إثيوبيون يركبون خيولهم خلال حفل احتفالات عيد الشكر "إيريشا" في العاصمة أديس أبابا- 4 أكتوبر 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

لم يمضِ يومان على إعلان "جبهة تحرير تيجراي" تحالفها مع قوات إقليم أورومو، المناهضة أيضاً للحكومة الفيدرالية الإثيوبية، حتى بدأت الجبهة الزحف نحو العاصمة أديس أبابا، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ استعداداً لصد المهاجمين.

يُشكل هذا التحالف بين متمردي تيجراي ونظرائهم في الأورومو، التي تُعد أكبر قوميات البلاد، مزيداً من الضغط على الحكومة التي تسعى إلى بسط سيطرتها على كامل التراب الإثيوبي.

ولطالما كان الاختلاف الثقافي والعرقي أحد أبرز أسباب النزاعات التي شهدتها إثيوبيا عبر تاريخها، ولا سيما في ظل التنوع الكبير المتمثل في 100 لغة تقريباً، تتوزع على عدد من المجموعات الرئيسية، أبرزها "الأورومو" التي تلقي "الشرق" الضوء عليها في هذا التقرير.

أكثر من ثلث السكان

تُعد الأورومو أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، وتشكل أكثر من الثلث (34%) من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 115 مليون نسمة، والذين يتحدثون اللغة الأورومية، وهي من فرع من عائلة اللغات الأفرو آسيوية، المنتشرة بشكل رئيس في القرن الإفريقي (الصومال وإريتريا وجيبوتي وإثيوبيا)، وبعض أجزاء منطقة بحيرات إفريقيا الكبرى (تنزانيا وكينيا).

التوزع الجغرافي

على مساحة تقارب 600 ألف كيلومتر مربع من أراضي وسط إثيوبيا، تمتد منطقة "أوروميا" التي تقطنها مجموعة الأورومو. وتتكون المنطقة من عشرة أقاليم، أشهرها "شوا" الذي تقع في قلبه عاصمة البلاد أديس أبابا، وكذلك إقليم "هرر" الذي كان مملكة إسلامية طوال قرون عدة.

خلال القرن الـ16، هاجرت مجموعات من الأورومو  خلال موجة من الغزوات، واستقر بعضها على طول نهر تانا في كينيا، ومعظم مقاطعات وسط إثيوبيا وغربها، بما في ذلك جنوب منطقة أمهرة، وفي أقصى الشمال في منطقتي ويلو وتيجراي، قرب إريتريا.

ويعتمد الأورومو بشكل رئيس على الرعي الذي لا يزال أسلوب الحياة السائد لأعداد كبيرة منهم، وخصوصاً في المقاطعات الجنوبية. لكن في الشرق والشمال، أدى الاختلاط الطويل والتزاوج مع أقليتي السيدامو وأمهرة إلى تبني الزراعة المستقرة.

النظام الاجتماعي

تقول الموسوعة البريطانية للمعارف إن الأورومو أينما استقروا استوعبوا العادات المحلية وتزاوجوا، إلى درجة تأثر تماسكهم الثقافي الأصلي.

ولدى الأورومو تقويمهم الخاص المبني على ملاحظات فلكية، أما التراتبية الخاصة بنظامهم الاجتماعي، المعروف باسم "غادا"، فتمنح أهمية كبيرة لعامل السن، إذ يتربع على رأس الهرم الاجتماعي الأكبر سناً، الذين يُنظر إليهم باعتبارهم الأكثر حكمة، ولذلك يُستشارون في أوقات الحروب والزواج.

ويُعد آبي أحمد الذي وصل إلى رئاسة وزراء إثيوبيا عام 2018، أول شخص من الأورومو يتولى هذا المنصب، غير أن هذه المجموعة العرقية لم تعتبر ذلك مكسباً كبيراً في ضوء مطالبها السياسية.

احتجاجات

في عام 2015 خرجت مجموعات من الأورومو في احتجاجات مناهضة للحكومة، على خلفية نزاعات تتعلق بملكية بعض الأراضي، لكن سرعان ما توسعت رقعة الاحتجاجات للمطالبة بالحقوق السياسية والإنسانية، ما أدى إلى مصرع المئات واعتقال الآلاف.

اقرأ أيضاً: