إريك آدامز.. شرطي سابق من أصول إفريقية يفوز برئاسة بلدية نيويورك

time reading iconدقائق القراءة - 6
عمدة مدينة نيويورك الأميركية إريك آدامز في حفل ليلة الانتخابات في بروكلين - 2 نوفمبر 2021.  - REUTERS
عمدة مدينة نيويورك الأميركية إريك آدامز في حفل ليلة الانتخابات في بروكلين - 2 نوفمبر 2021. - REUTERS
نيويورك -أ ف ب

فاز الشرطي السابق ذو الأصول الإفريقية، المناهض للعنصرية، إريك آدامز، الثلاثاء، برئاسة بلدية نيويورك، في مسيرة خارجة عن المألوف للأميركي المنحدر من بروكلين، والذي ارتكب جنحاً في شبابه قبل أن يصبح سياسياً في الحزب الديمقراطي.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإن هذا المنصب يعد "الأكثر حساسية" في الولايات المتحدة بعد منصب رئيس الولايات المتحدة، وبحسب نتائج غير رسميّة صادرة عن مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك، سيحصل آدامز على أكثر من 70% من الأصوات.

وهزم آدامز البالغ من العمر 61 عاماً، منافسه الجمهوري كورتيس سليوا (67 عاماً)، حسبما توقعت استطلاعات الرأي، وسيكون بذلك ثاني رئيس بلدية من أصول إفريقية في تاريخ العاصمة الاقتصادية والثقافية للولايات المتحدة، بعد ديفيد دينكينز في الفترة من عام 1990إلى عام 1993.

ويغادر الديمقراطي بيل دي بلازيو منصبه في 31 ديسمبر المقبل وشعبيته في أدنى مستوياتها، رغم أنه تمكن، من بين أمور أخرى، من إخراج مدينة تعد أكثر من 8 ملايين نسمة من فوضى الوباء الذي سجل أكثر من 34 ألف وفاة فيها.

وأعلنت محطّات أميركية عدة فوز آدامز في السباق، وذلك بُعيد إغلاق صناديق الاقتراع الأربعاء، في تمام التاسعة من مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي (الواحدة من صباح الأربعاء بتوقيت جرينتش).

وكانت مكاتب الاقتراع فتحت في دوائر نيويورك الخمس من الساعة السادسة صباحاً حتى التاسعة مساء، أمام 5.5 مليون ناخب، وبحسب مكتب الانتخابات، فإن نحو 170 ألف شخص صوتوا بشكل مبكر في الفترة من 23 إلى 31 أكتوبر الماضي. في حين تعد نسبة المشاركة التي يصعب توقعها عموماً "ضعيفة" في انتخابات محلية.

"الملائكة الحراس"

وفي آخر أيام الحملة التي تمحورت حول انعدام الأمن، خاض آدامز مواجهة تلفزيونية مع منافسه الجمهوري سليوا الذي لا يزال يعتمر قبعة حمراء وأنشأ عام 1979 نوعاً من الميليشيا باسم "الملائكة الحراس"، التي كانت تسيّر دوريات طوعاً للتصدي للاعتداءات في الشوارع، إلى جانب الشرطة.

وانتقد سيلوا، منافسه آدامز لعدم لقائه نقابات الشرطة، ولأنه ناقش بدلاً من ذلك مكافحة الجريمة مع قادة عصابات نيويورك السابقين.

لكن الشرطي السابق تعهد بأن يكون "حازماً" في مواجهة الجرائم والجنح التي وصلت مؤشراتها الى الحد الأقصى في 2020، قبل أن تهدأ هذا العام.

والتحق آدامز بالجناح اليميني في الحزب الديمقراطي، خلافاً لعضوة الكونجرس عن نيويورك اليسارية المتشددة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، ويقول عن نفسه، إنه مقرب من أوساط الأعمال في نيويورك، الرئة المالية للعالم.

يشار إلى أن رئيس بلدية نيويورك يدير أكبر موازنة بلدية في الولايات المتحدة، بلغت 98.7 مليار دولار في السنة المالية (2021 - 2022)، مخصصة جزئياً للخروج من أزمة جائحة كورونا.

على غرار أسلافه، سيسيطر آدامز على شرطة نيويورك، أكبر قوة شرطية في البلاد بـ 36 ألف عنصر، كما سيتعين عليه متابعة إصلاحاتها.

 مهمات في انتظار آدامز

وأصبح آدامز شرطياً حين كانت نيويورك مكاناً خطراً في ثمانينات القرن الماضي، وأمضى في السلك الشرطي 22 عاماً وبلغ رتبة كابتن، وفي 1995 أسس نقابة تحارب العنصرية.

وفي مدينة دفعت ثمناً باهظاً في معركة محاربة الوباء، سيتعين على آدامز إدارة إعادة فتح المدارس والمكاتب والمتاجر وعودتها إلى عملها المعتاد. 

وكذلك محاربة التفاوت الاجتماعي الصارخ والإسكان السيئ والبنية التحتية المتداعية ومخاطر التغير المناخي، إلى جانب إغلاق سجن "رايكرز آيلاند"، المكتظ الذي يشهد أعمال عنف وسط ظروف صحية سيئة.

وبعد مغادرته الشرطة في 2006، انتخب عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ثم رئيساً لدائرة بروكلين، وهي المنصة التي تفتح الطريق نحو رئاسة بلدية نيويورك. 

وأصبح آدامز نباتياً في 2016 من أجل معالجة مرض السكري لديه، كما أصدر كتاباً عن الطهو لإقناع الأميركيين المنحدرين من أصول إفريقية بأن يحذوا حذوه.

ويحتفظ آدامز بذكرى مهنته السابقة، ويروي منذ سنوات أنه حين ارتكب جنحة وهو في الـ15 عاماً من عمره، تم توقيفه بعنف، وقرر منذ ذلك الحين "تغيير النظام من الداخل".

وواجهت شرطة نيويورك في تاريخها في معظم الأحيان اتهامات بـ "غض الطرف" عن عناصر يمارسون العنف وعنصريين وفاسدين، إذ وصل الأمر إلى حد تقديم دعاوى قضائية عن قمع تظاهرات مناهضة للعنصرية نظمتها حركة "بلاك لايفز ماتر" العام الماضي بعد مقتل جورج فلويد على أيدي شرطي في مينيابوليس.