
قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، الأربعاء، إن الولايات المتحدة رفضت مبادرة بلاده الهادفة إلى رفع جميع القيود الدبلوماسية الحالية المفروضة من الجانبين.
وأضاف في مقابلة مع قناة "روسيا 24" التلفزيونية وأوردتها وكالة "تاس" الروسية: "اقترحنا رفع جميع القيود الحالية، لكن لم يحظَ الاقتراح بدعم من وزارة الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض. لقد أثرت هذه المسألة خلال اتصالاتي".
وتابع: "يبدو لي، أن شخصاً ما هنا في واشنطن يعتقد أننا بحاجة إلى أن تكون علاقاتنا ببعضنا سيئة في هذا المجال. وبطبيعة الحال، لا يمكننا قبول وجهة النظر هذه"، مؤكداً أن هذه المشكلات "ستؤثر سلباً على الحياة اليومية للدبلوماسيين الروس".
وبحسب السفير الروسي، سيكون من المستحيل استئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين من دون تسويتها.
عقوبات "غير مستبعدة"
وعن العقوبات الاقتصادية الأميركية، أشار أنتونوف إلى عدم استبعاد العقوبات الاقتصادية الإضافية ضد روسيا، قائلاً: "لا أستطيع القول اليوم أو حتى غداً إنه لا يوجد احتمال لفرض عقوبات اقتصادية. مثل هذا الاحتمال موجود".
وأضاف: "الأميركيون يسعون إلى فرض مناهجهم على الأسواق الاقتصادية الدولية، نتذكر الوضع مع خط أنابيب نورد ستريم 2"، مشيراً إلى أن الشركات الروسية "اعتادت العمل بمثل هذه الظروف".
ووفقاً للدبلوماسي الروسي، فإن الأميركيين يسعون إلى تضييق التعاون مع روسيا في هذا المجال لمكافحة فيروسات برامج الفدية فقط، لكن مع ذلك، هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. نحن مقتنعون بأن التعاون في هذا المجال سيجعل من الممكن الارتقاء بالتعاون في مجال أمن المعلومات الدولي إلى مستوى جديد".
دعوة روسية
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، دعا الثلاثاء، واشنطن إلى زيادة أعداد التمثيل الدبلوماسي في موسكو، من أجل تطبيع الخدمات القنصلية.
ونقلت وكالة تاس الروسية، عن ريابكوف تصريحاته خلال منتدى "فورت روس" للحوار، التي قال خلالها: "تضاءل الوجود الدبلوماسي والقنصلي الأميركي في روسيا إلى مستوى لا يمكن فيه ببساطة تقديم بعض الخدمات الأساسية ذات الطابع القنصلي، مثل إصدار التأشيرات للمواطنين الروس، إذ يجب أن يسافر مواطنونا إلى الخارج لتقديم طلب للحصول على تأشيرة".
وأضاف: "هذا وضع لا يُطاق على الإطلاق. ندعو ونحض الجانب الأميركي على إرسال المزيد من الضباط على الأقل لضمان تطبيع الخدمة القنصلية هنا في روسيا إلى حد ما"، مؤكداً أن التدهور بعدد الأفراد الدبلوماسيين العاملين في أي من البلدين "قد يؤدي إلى إغلاق السفارات في كل من واشنطن وموسكو".
ورداً على العقوبات المناهضة لروسيا التي أعلنتها واشنطن في أبريل الماضي وطرد الدبلوماسيين الروس، فرضت موسكو قيوداً على توظيف مواطني روسيا ودول أخرى من قبل البعثات الدبلوماسية الأميركية.
وفي مايو الماضي، أعلنت السفارة الأميركية لدى موسكو أنها "ستقلص عدد الخدمات القنصلية، بما في ذلك تعليق النظر في وثائق التأشيرات غير المخصصة للسفر الدبلوماسي"، كما تباطأ إصدار التأشيرات للدبلوماسيين بشكل واضح منذ الأول من أغسطس الماضي، إذ تعمل السفارة الأميركية بطاقم مكون من 120 موظفاً فقط.
في غضون ذلك، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه "لا أحد يمنع السفارة الأميركية في روسيا من توظيف 455 دبلوماسياً أميركياً".