أعرب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الخميس، عن عزم بلاده معالجة ملف الأزمة مع السعودية ودول الخليج والتي وصفها بـ"الصعبة"، وفق "القواعد السليمة"، داعياً وزير الإعلام في حكومته جورج قرداحي إلى "تحكيم ضميره وتغليب المصلحة الوطنية العامة على الشعارات الشعبوية"، وذلك على خلفية تصريحاته بشأن حرب اليمن.
وأضاف ميقاتي خلال مؤتمر صحافي: "مخطئ جداً من يعتقد أنه يمكنه أخذ اللبنانيين بعيداً عن عمقهم العربي وعلاقتهم الوطيدة على كل الأصعدة، خاصة مع السعودية"، مؤكداً أن بلاده "لا تدار بلغة المكابرة بل بكلمة سواء، توحد اللبنانيين وسط عمل واحد لإنقاذ وطنهم".
ودعا رئيس الوزراء اللبناني "الجميع إلى اختصار الطريق وعودة الحكومة إلى العمل بشكل طبيعي"، مشيراً إلى أن "اجتماع مجلس الوزراء ليس المكان المناسب للإملاءات والتهديدات، والصوت المرتفع واستخدام لغة الوعيد والتهديد".
وطالب ميقاتي وزراء حكومته بـ"التزام التضامن والتقيد بمضمون البيان الوزراء الذي حدد القواعد الأساسية لعمل الحكومة وسياستها"، مشيراً إلى أن "كل ما يقال خارج هذه الثوابت مرفوض ولا يُلزم الحكومة بشيء".
توجهات حكومة ميقاتي
وأعرب ميقاتي عن عزم بلاده "معالجة العلاقة مع السعودية ودول الخليج وفق القواعد السليمة"، قائلاً: "لن أترك هذا الملف عرضة للسجال السياسي، وسنسعى للتعاون مع جميع المخلصين، للعودة عن القرارات المتخذة بما يعيد العلاقة اللبنانية العربية والخليجية إلى طبيعتها".
ودعا ميقاتي قرداحي لـ"تحكيم ضميره وتغليب المصلحة الوطنية العامة على الشعارات الشعبية"، مضيفاً: "يبقى رهاني على حسّه الوطني لتقدير الظرف لمصلحة اللبنانيين وعدم التسبب بضرب الحكومة وتشتيتها".
وقال رئيس الوزراء اللبناني: "مهمتنا إجراء الانتخابات النيابية، فهي ستحدد مهمات البلاد الفعلية"، مشيراً إلى أن "الحكومة واجهت تعطيلاً من الداخل".
وأضاف: "إننا اعتقدنا بأن الواقع المؤلم الذي يمر به وطننا، سيدفع الجميع إلى التعالي عن الحسابات والاعتبارات الضيّقة، والمشاركة الفاعلة في العملية الإنقاذية، لكن هذا الأمر لم يحدث للأسف".
وتابع: "إذا كان سلوك من اختاروا البقاء خارج الحكومة أو ينتهجون خط المعارضة يمكن فهمه وتبريره ، فإن ما يجدر التوقف عنده هو نهج التفرّد والتعطيل الذي تعرضت له الحكومة من الداخل".
خارطة الطريق
وقال ميقاتي، الخميس، إنه بحث مع الرئيس ميشال عون سبل الخروج من الأزمة الحالية القائمة مع دول الخليج والتي يعيشها لبنان، مشيراً إلى أنهما اتفقا على "خارطة طريق" لحل الأزمة.
وأضاف ميقاتي في كلمة له عقب لقائه عون في "قصر بعبدا": "بحثت مع الرئيس عون تطورات توتر العلاقات مع دول الخليج"، مشيراً إلى أنه "وضع عون بالأجواء التي أحاطت زيارتي إلى جلاسكو (قمة المناخ) واجتماعاتي مع مختلف الجهات الدولية".
وسبق أن أعربت الولايات المتحدة، الأربعاء، عن أملها بأن تستعيد السعودية وحلفاؤها من الدول الخليجية العلاقات مع لبنان، مشيرةً إلى تفهمها لمخاوف الرياض.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نعتقد أن العلاقات الدبلوماسية وقنوات الاتصال بين لبنان وشركائه يجب أن تبقى مفتوحة".
وبعد تصريحات جورج قرداحي بشأن اليمن، أعلنت السعودية، الجمعة الماضية، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، ومغادرة السفير اللبناني لدى المملكة خلال 48 ساعة، كما قررت وقف الواردات اللبنانية كافة إلى السعودية.
كما قامت الكويت والبحرين بطرد كبار المبعوثين في عاصمتيهما، بينما استدعت الإمارات العربية المتحدة جميع دبلوماسييها من بيروت.
أزمة دبلوماسية جديدة
ودخل لبنان في أزمة وسجال جديدين على خلفية تصريحات أطلقها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، والتي أشار فيها إلى أن حكومة بلاده "غير قادرة على تحجيم دور حزب الله"، لافتاً إلى أن "هذه مسألة إقليمية".
وقال إن "الحوار مع الرياض هو السبيل الوحيد للمضيّ قدماً لحل الخلافات".