العراق.. تجدد الاحتجاجات وإجراءات حكومية لمنع الصدام

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر من القوات العراقية قرب المنطقة الغضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد. 6 نوفمبر 2021. - AFP
عناصر من القوات العراقية قرب المنطقة الغضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد. 6 نوفمبر 2021. - AFP
بغداد / دبي- الشرق

بعد ليلة دامية الجمعة، عاد المئات من المحتجين إلى محيط المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط العاصمة العراقية بغداد، للاعتراض على نتائج الانتخابات الأولية، في وقت أمر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتشكيل مقر متقدم، للعمل على إدارة منطقة الاعتصام قرب الجسر المعلق في بغداد، وحمايتها، ومنع الاحتكاك بين القوات الأمنية والمحتجين.

وأفاد مراسل "الشرق" في بغداد، بأن عشرات المحتجين عادوا السبت إلى المنطقة الخضراء من جهة الكرخ، لنصب مجلس العزاء بعد وفاة شخض متأثراً بجراحه إثر الاشتباكات مع الأجهزة الأمنية الجمعة، مشيراً إلى أن أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي وأمين عام "منظمة بدر" هادي العامري وصلا إلى مجلس العزاء، وسط اجراءات أمنية مشددة. 

ووفقاً لمصدر لوكالة الأنباء الفرنسية، أسفرت احتجاجات الجمعة، عن وفاة شخص أصيب "بالرصاص"، فيما أصيب 125 آخرون بجروح "غالبيتهم من القوات الأمنية" وفقاً لوزارة الصحة العراقية.

وتداولت مواقع مقربة من الفصائل الموالية لإيران، بأن رصاصاً حياً أطلق على المتظاهرين، محملةً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقادة أمنيين المسؤولية عن تدهور الأوضاع.  

منع الاحتكاك

من جهته، أمر الكاظمي، السبت، بتشكيل مقر متقدم برئاسة ضابط برتبة عليا وممثلين عن الأجهزة الأمنية من بينها هيئة "الحشد الشعبي"، للعمل على إدارة منطقة الاعتصام قرب الجسر المعلق في بغداد، وحمايتها، ومنع الاحتكاك بين القوات الأمنية والمحتجين، وفقاً لما أفادت به قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان.

وشدد البيان على "ضرورة التزام المتظاهرين بقواعد حرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي"، داعياً القوات الأمنية العراقية إلى "ضبط النفس والالتزام بأفضل الممارسات المهنية لحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان".

مظاهرات هادئة

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإن مظاهرات السبت جرت وسط أجواء هادئة، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "كلا كلا للتزوير" وصوراً لقادة أمنيين كتب عليها "مجرم حرب" ورددوا شعارات "نعم نعم للحشد" و"الموت لأميركا".

وقام المتظاهرون بنصب الخيام في الحديقة الموازية لواحدة من البوابات الأربع للمنطقة الخضراء، استعداداً لاعتصام جديد، فيما انتشرت القوات الأمنية في المكان.  

اتصالات لتطويق التوتر

وتأتي ذلك، فيما استمرت الاتصالات بين الأطراف العراقية في محاولة لتطويق التوتر الذي تسببت به المواجهات التي شهدتها المنطقة الخضراء، الجمعة، بين قوى أمنية ومتظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران كانوا يعترضون على نتائج الانتخابات النيابية الأولية، حاول المحتجون خلالها اقتحام المنطقة المحصنة في وسط العاصمة.

وبعد فترة من الهدوء، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في "كتائب حزب الله"، أن الصدامات تجددت ليلاً في محيط المنطقة الخضراء، متهماً "القوات الأمنية بإضرام النار في خيم المعتصمين".

ونتيجة للصدامات، أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيق عليا، تضم في عضويتها أمن "الحشد الشعبي"، للنظر في الاشتباكات، وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إن "اللجنة باشرت تحقيقاتها فور صدور الأمر".

"حق التظاهر السلمي"

إلى ذلك، بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان السبت، مع الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أحداث العنف في تظاهرات الجمعة، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".

وأوضح مجلس القضاء الأعلى في بيان أن زيدان استقبل الخزعلي وأكد له "حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي مكفول دستورياً"، فيما شدد الخزعلي خلال اللقاء على "محاسبة المتسببين في قتل وجرح المتظاهرين وفقاً للقانون".

نتائج الانتخابات أولية

ولم تصدر بعد النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر، إذ لا تزال المفوضية العليا للانتخابات في المراحل الأخيرة لإعادة فرز الأصوات بناء على طعون قدمت لها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية للانتخابات.

وحاز تحالف الفتح الممثل لـ"الحشد الشعبي"، على نحو 15 مقعداً فقط من أصل 329 في الانتخابات، بحسب النتائج الأولية، فيما كان عدد أفراد كتلته في البرلمان المنتهية ولايته 48. وندّد قياديون في التحالف بـ"تزوير" في العملية الانتخابية.

ويقول مراقبون لـ"فرانس برس" إن "الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكوّنة للحشد، لا سيما خلال تظاهرات أكتوبر 2019 التي طالبت بإسقاط الطبقة السياسية ونددت بنفوذ إيران".

وسبق أن بدأ مئات من مناصري "الحشد الشعبي"، قبل أكثر من أسبوعين اعتصاماً قرب المنطقة الخضراء، احتجاجاً على "تزوير" يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة. وأثار ذلك مخاوف من حصول توترات سياسية وأمنية.

اقرأ أيضاً: