
أعلن مسؤول حكومي أفغاني، أن باكستان ستسمح للهند بإرسال 50 ألف طن من القمح عبر أراضيها، إلى أفغانستان، التي تعاني من أزمة جوع حادة مع شلل اقتصادها منذ استيلاء حركة "طالبان" على السلطة، في أغسطس الماضي.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن الناطق باسم وزارة التجارة والصناعة الأفغانية، سليمان شاه ظاهر، قوله إن إسلام آباد سمحت بمرور شحنات القمح براً، بعد نحو شهر على تقديم كابول طلباً بذلك. وأضاف: "سُوّيت المشكلة الآن، ويمكن للهند إرسال القمح إلى أفغانستان عبر (معبر) واجاه الحدودي في باكستان".
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المساعدات ستكون أول شحنة تقدّمها نيودلهي، التي لم تعترف بعد بنظام "طالبان" في البلاد، علماً أن باكستان وإيران والإمارات زوّدت أفغانستان بأغذية وإمدادات طبية.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، بعد لقائه وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي في إسلام آباد قبل أيام، إن بلاده "ستدرس بشكل إيجابي طلب الأشقاء الأفغان لنقل القمح، الذي عرضته الهند عبر باكستان على أساس استثنائي". وكانت باكستان رفضت الشهر الماضي طلباً قدّمته الهند في هذا الصدد، نتيجة توتر العلاقات بين البلدين.
ورجّح تقرير أعدّه "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة، أن يواجه أكثر من نصف سكان أفغانستان، وعددهم 40 مليوناً، نقصاً حاداً في الغذاء، لافتاً إلى أن 9 ملايين على حافة مجاعة.
أفغانستان والصين
جاء ذلك، بعدما دعا السفير الأفغاني في بكين جاويد قائم، الصين إلى السماح بدخول مزيد من المنتجات الزراعية إلى أراضيها، معتبراً أن توسيع التجارة سيخفّف من الأزمة الإنسانية التي تشهدها أفغانستان، أكثر من المساعدات المالية.
وقال لـ"بلومبرغ" إن قواعد تجارية أكثر مرونة على الجانب الصيني من الحدود وتحسين الخدمات اللوجستية، يمكن أن تساعد أفغانستان على توسيع صادراتها السنوية من المنتجات الزراعية، مثل الصنوبر، من 500 مليون دولار إلى ملياري دولار من التجارة السنوية مع جارتها.
وحث الصين على توسيع الشحنات الجوية من الصنوبر، التي استؤنفت الشهر الماضي، مضيفاً أن البلدين سيتوصلان خلال "أسبوع أو اثنين" إلى اتفاق مشابه بشأن الزعفران.
وتابع: "هذا ما نتوقّعه من الصين. ثمة مساعدة إنسانية من جهة، ولكن لأن الصين سوق جيدة جداً، وهي سوق ضخمة جداً، ما نتوقّعه حقاً هو التجارة".
"مساعدة عاجلة"
وتعهدت بكين حتى الآن بتقديم نحو 200 مليون يوان (نحو 30 مليون دولار) لمساعدة أفغانستان، بما يشمل الإمدادات الغذائية ولقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد.
وخاطب السفير الأفغاني ببكين القوى الكبرى، قائلاً: "نحتاج إلى مساعدة عاجلة. لا ينبغي أن تكون مجرد تعهدات".
وذكرت "بلومبرغ" أن قائم كان يتحدث بشكل مستقلّ إلى حد كبير عن حكومة "طالبان"، مشيراً إلى أن الدبلوماسيين الأفغان في بكين لم يعودوا يتقاضون رواتبهم و"يستمرون بشكل ما".
وامتنع السفير عن انتقاد أيديولوجيا الحركة، لكنه أثار تساؤلات بشأن بطء استئنافها للخدمات، وخصوصاً تعليم الفتيات. وأضاف: "لا أرى أي شيء يمنعهم من فعل ذلك. يجب أن يبدأ تعليم الفتيات منذ اليوم، لماذا ننتظر؟". واعتبر أن التأخير يعود إلى "مسائل داخلية" في "طالبان"، بين فصائل وصفها بـ"الساسة" و"المتشددين".
ورأى قائم أن الصين، التي لم تعترف رسمياً بعد بالحكومة الجديدة في كابول، كانت "تؤدي دوراً بنّاءً" في المحادثات مع الحركة. وأضاف: "هذه هي الحقيقة على الأرض: طالبان موجودة ولديها قطعة أرض يقيم فيها 35 مليون شخص. وعلينا أن نجد طريقة للوصول إلى الناس وإخراجهم من هذا الوضع الرهيب".