تقرير: إيران تستأنف إنتاج معدات متطوّرة لبرنامجها النووي

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (يمين)، يرافقه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في زيارة إلى محطة بوشهر للطاقة النووية - 8 أكتوبر  2021  - AFP
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (يمين)، يرافقه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في زيارة إلى محطة بوشهر للطاقة النووية - 8 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران استأنفت إنتاج معدات متطوّرة لبرنامجها النووي، "دون رقابة" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما اعتبرت أنه تطوّر يُمثل تحدياً جديداً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما تستعد للمحادثات النووية مع طهران.

ونقلت الصحيفة الأميركية في تقرير، الثلاثاء، عن دبلوماسيين، وصفتهم بأنهم مطلعين على أنشطة إيران النووية، قولهم إن طهران استأنفت إنتاج معدات أجهزة طرد مركزي متقدمة، في موقع لم تتمكن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من مراقبته أو الوصول إليه لعدة أشهر.

وأضاف الدبلوماسيون، أن إيران استأنفت العمل على نطاق محدود في أواخر أغسطس بمصنع تجميع بمدينة كرج غربي طهران، وسرعت منذ ذلك الحين إنتاجها، ما سمح لها بتصنيع عدد مجهول من القطع المستخدمة في أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطوراً.

وأوضح الدبلوماسيون، أن إيران أنتجت في الوقت الراهن كميات كبيرة من معدات أجهزة الطرد المركزي منذ أواخر أغسطس، وذكر أحدهم أنها أنتجت أجزاء لما لا يقل عن 170 جهاز طرد مركزي متطوّر.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود المتجددة أثارت مخاوف في صفوف دبلوماسيين غربيين، يقولون إنها يمكن أن تتيح لإيران البدء سراً في نقل أجزاء أجهزة الطرد المركزي إلى أماكن أخرى، إذا اختارت بناء برنامج سري للأسلحة النووية، على الرغم من أنهم يشيرون إلى أنه لا يوجد دليل في هذه المرحلة على أنها فعلت ذلك.
 
وكانت إيران أوقفت العمل في كرج خلال يونيو، وشددت التدابير الأمنية بشكل كبير بعد هجوم تخريبي ألقت طهران باللائمة فيه على إسرائيل، التي لم تعترف بمسؤوليتها عنه، هو الأحدث في سلسلة تفجيرات استهدفت منشآتها النووية خلال العامين الماضيين، حسب الصحيفة.
 
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي لتدوير اليورانيوم المخصب إلى مستويات أعلى من النقاء؛ إما للاستخدام المدني أو بنقاوة 90% للأسلحة النووية.



"بدون رقابة"

وقال الدبلوماسيون، إن جميع الأعمال الأخيرة في كرج تمت دون أي رقابة رسمية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين، قوله إن إيران قامت بتركيب أجهزة الطرد المركزي التي أُنتجت أجزائها الرئيسية في كرج بموقع "فوردو" شديد التحصين تحت سطح الأرض.

وأضاف الدبلوماسي، أنه لا يوجد دليل على أن أجزاء أجهزة الطرد المركزي، نُقلت إلى مكان آخر، مُرجحاً أنه "مع زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي غير الخاضعة للرقابة، تزداد احتمالية حدوث هذا السيناريو".

وذكر الدبلوماسيون، أنه لا يوجد دليل على أن إيران لديها برنامج نووي سري، ولا تزال المنشآت النووية الإيرانية الأساسية، بما في ذلك "فوردو" و"نطنز"، التي تنتج اليورانيوم المخصب، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتقول إيران إن أنشطتها النووية سلمية.

في المقابل، لم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طلب للتعليق من جانب الصحيفة. ومن المتوقع أن تصدر الوكالة تقريرها الأخير عن البرنامج النووي الإيراني هذا الأسبوع. ولم يصدر رد فوري من بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تعقيد المحادثات

"وول ستريت جورنال" توقعت أن جهود إيران في كرج، تفرض تعقيداً جديداً للمحادثات النووية الصعبة بالفعل، بسبب الخلافات الرئيسية بين واشنطن وحكومة طهران الجديدة في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي بشأن استعادة الاتفاق النووي.

وحذر دبلوماسيون غربيون من أنه دون فهم واضح لما تمتلكه إيران من مواد ومعدات الآن، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق يضمن قيوداً فعالة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع معظم العقوبات الدولية.

وتراجعت إيران تدريجياً عن معظم التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، منذ أن أعادت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرض عقوبات شاملة في نوفمبر 2018.

وفي فبراير الماضي، قلصت إيران إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على العديد من مواقعها النووية، بما في ذلك كرج.

ويعد إنتاج إيران لأجهزة الطرد المركزي قضية حاسمة في المحادثات التي تبدأ في 29 نوفمبر الجاري، لإحياء الاتفاق النووي، الذي تأمل إدارة الرئيس بايدن في استعادته بعد أن انسحب منه سلفه ترمب في مايو 2018.

والاتفاق الأصلي مبني على فكرة أنه يجب إبقاء إيران على بعد عام واحد على الأقل من القدرة على إنتاج وقود نووي كافٍ لإنتاج قنبلة واحدة، وهو ما يسمى "وقت الاختراق".

توترات مع "الطاقة الذرية"

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، قامت إيران بتركيب أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطوّر، قادرة على تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، ما ساعد في تقليل "وقت اختراق" طهران الحالي إلى أقل من شهر، وفقاً للصحيفة.

وفي ظل تصاعدت التوترات مع إيران بشأن المراقبة منذ شهور، كررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخاوف الغربية في الأسابيع الأخيرة من أن الأنشطة النووية الإيرانية لم يعد يجري تتبعها بشكل كامل.

وحذرّت الوكالة في سبتمبر الماضي، من أن امتناع إيران عن إعادة الكاميرات إلى كرج "يُعرّض للخطر بشكل خطير" قدرتها الوكالة على ضمان المعرفة المستمرة بشأن البرنامج النووي.

موقف "متشدد"

يأتي ذلك الكشف بعد أيام على إعلان طهران أنها لن تتفاوض على قدراتها النووية أو الصاروخية.

ونشرت وكالة "رويترز" تقريراً أفاد نقلاً عن مسؤولين ومحللين، بأن إيران تتجه لاتخاذ موقف "متشدد" عند استئناف المحادثات النووية المرتقبة يوم 29 نوفمبر في فيينا، لأنها "تراهن على امتلاكها اليد العليا" لتخفيف العقوبات.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري وكبير المفاوضين في محادثات فيينا، الجمعة، إن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لديها إطار عمل واضح، مؤكداً أن بلاده "لن تقبل التفاوض في ما يتعلق بقدراتها" الصاروخية أو الأمنية. 

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "جارديان" البريطانية، استبعد باقري إدراج المناقشات بشأن برنامج إيران الصاروخي والأمني في الاتفاق، مشيراً إلى أن "علاقات إيران مع الدول الأخرى لا تحتاج إلى ولي أمر"، في حين نفى أن يشكل موقفه التفاوضي الصارم "صعوبة في التوصل إلى اتفاق في فيينا".

اقرأ أيضاً: