تقرير: واشنطن اقترحت على إسرائيل عقد اتفاق نووي "مؤقت" مع إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد (يسار) ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال لقائهما في العاصمة الأميركية واشنطن- 12 أكتوبر 2021 - الشرق
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد (يسار) ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال لقائهما في العاصمة الأميركية واشنطن- 12 أكتوبر 2021 - الشرق
دبي-الشرق

بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مع نظيره الإسرائيلي، إيال هولاتا، فكرة إبرام اتفاق مؤقت مع إيران، لكسب المزيد من الوقت للمفاوضات النووية، حسبما ذكرت 3 مصادر إسرائيلية وأميركية لموقع "أكسيوس".

ونقل الموقع الأميركي في تقرير الأربعاء، عن مصادر لم يسمها، أن سوليفان ناقش خلال الأسابيع الأخيرة، فكرة اتفاق مؤقت أثناء بحثه الخطوات المقبلة بشأن الملف النووي الإيراني خلال مكالمات هاتفية مع نظيره هولاتا.

وقال مصدران أميركيان مطلعان على تفاصيل المكالمات، إن المسؤولين كانا "يستطلعان الآراء" فقط، وإن سوليفان كان ينقل فكرة طرحها أحد حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين.

وأضاف المصدران أن الفكرة كانت، أنه في مقابل تجميد إيران على سبيل المثال، تخصيب اليورانيوم إلى 60٪، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة، أو تقديم إعفاءات من العقوبات على السلع الإنسانية.

"ليست فكرة جيدة"

على الجانب الآخر، ذكر مسؤول إسرائيلي، أن هولاتا قال لسوليفان إنه يعتقد أنها ليست فكرة جيدة، مشدداً على التخوّف الإسرائيلي من أن أي اتفاق مؤقت سيصبح اتفاقاً دائماً، يسمح لإيران بالحفاظ على بنيتها التحتية النووية ومخزون اليورانيوم.

وقال مصدر مطلع على المحادثات، إنه خلال اتصال آخر مع سوليفان، الثلاثاء، شدد هولاتا أيضاً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، يجب أن يضغطوا من أجل إصدار قرار إدانة بحق إيران في اجتماع الأسبوع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

في المقابل، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، للموقع، إن تفاصيل هذه القصة غير دقيقة، لكنه لم يحدد أي تفاصيل، ولم ينفِ أن فكرة اتفاق مؤقت قد نُوقشت.

وأشار الموقع إلى أنها كانت فكرة مبدئية فقط، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما زالت تصر على استعادة الاتفاق النووي الكامل لعام 2015. 

ولكن المقترح يعطي فكرة على الأقل، بحسب أكسيوس، عن بعض أساليب التفكير داخل الإدارة، قبل المحادثات النووية في فيينا المقرر استئنافها في 29 نوفمبر الجاري.

وأوضح الموقع أن المبرر المنطقي لعقد اتفاق مؤقت، هو أن التقدم النووي الكبير الذي أحرزته إيران، "جعلها قريبة للغاية" من مستويات تخصيب اليورانيوم اللازمة لصنع سلاح نووي.

زيارة مالي لإسرائيل

وكان المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، زار إسرائيل هذا الأسبوع، والتقى هولاتا ووزير الدفاع بيني جانتس والخارجية يائير لبيد، وكلاهما أكد أن السبيل الوحيدة لإعادة إيران إلى اتفاق 2015، هي زيادة وليس تخفيف الضغط على طهران، بحسب مسؤول إسرائيلي رفيع.

وأضاف المسؤول، أن مالي أوضح أن إدارة بايدن تعتقد أيضاً أنه لا بد من فرض مزيد من الضغط على إيران، وأن الخلاف الرئيسي يكمن في توقيت اتخاذ خطوات أخرى ضدها.

في غضون ذلك، قال مصدر أميركي مطلع على سياسة الإدارة الأميركية، إن نهج الولايات المتحدة هو الذهاب إلى فيينا بحسن نية، ومعرفة ما تقترحه إيران.

وأضاف المصدر، أنه إذا قدم الإيرانيون مطالب مبالغ فيها، حينئذ سيتسنى للولايات المتحدة أن تطلب من القوى العالمية الأخرى بما في ذلك روسيا والصين زيادة الضغط.

ولفت "أكسيوس" إلى أن موقف إيران التي ستتوجه إلى المحادثات هو أنه يجب على الولايات المتحدة تعويض طهران عن انسحابها من الاتفاق، ورفع جميع العقوبات (وليس النووية فقط) المفروضة منذ عام 2015 دفعة واحدة، وليس على مراحل، وتقديم تأكيدات أن أي إدارة مستقبلية لن تتراجع عن الاتفاق.

زيارة جروسي 

وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد موفد "الشرق" في فيينا، بأن جروسي سيزور طهران الاثنين، للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ثم لقاء رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الثلاثاء.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أفاد بدعوة جروسي لزيارة طهران ولقاء عبد اللهيان، وذلك بعدما أبدى جروسي "قلقه" من عدم تواصله مع مسؤولي الحكومة الجديدة.

يأتي ذلك، في وقت كشفت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران استأنفت إنتاج معدات متطوّرة لبرنامجها النووي، "دون رقابة" من الوكالة الذرية، فيما اعتبرت أنه تطوّر يُمثل تحدياً جديداً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما تستعد للمحادثات النووية مع طهران نهاية الشهر الجاري.

ونقلت الصحيفة الأميركية في تقرير، الثلاثاء، عن دبلوماسيين، وصفتهم بأنهم مطلعون على أنشطة إيران النووية، قولهم إن طهران استأنفت إنتاج معدات أجهزة طرد مركزي متقدمة، في موقع "لم تتمكن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من مراقبته أو الوصول إليه لعدة أشهر".

اقرأ أيضاً: