
كشف تقرير أجرته شركة أبحاث إسرائيلية، عن حملة تقودها حسابات مزيفة على موقع "فيسبوك"، لتضخيم حملة مناهضة لإعادة فتح القنصلية الأميركية للفلسطينيين في القدس، وفقاً لما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
وكانت القنصلية الأميركية تقدم خدمات للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وغزة، وتعهَّد الرئيس الأميركي جو بايدن عندما تولى منصبه بإعادة فتحها مرة أخرى واستخدامها لإعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، بعدما أغلقها سلفه دونالد ترمب.
وذكر التقرير أنه منذ أغسطس الماضي، بدأت شبكة تضم ما لا يقل عن 320 حساباً حدَّدتها شركة الأبحاث الإسرائيلية الخاصة بالمعلومات المضللة "فيك ريبورتر" باعتبارها مزيفة، في مشاركة منشورات عمدة القدس في الإدارة الإسرائيلية نير بركات، على فيسبوك، والتي تدور حول قضية القنصلية، بما في ذلك صوره مع أعضاء في الكونجرس الأميركي مثل السيناتور تيد كروز والسيناتور ليندسي غراهام وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي.
وكان نير بركات، الطامح لخلافة رئيس الوزاء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على زعامة حزب "الليكود"، قد أمضى بعض الوقت في واشنطن خلال الأشهر الأخيرة، للضغط على النواب الأميركيين من أجل عدم إعادة فتح القنصلية التي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2019، بعد ما اعترفت إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل.
"فشل فيسبوك"
واعتبر الباحثون أن مثل هذه المشاركات المزيفة، يمكن أن تشكل التصور العام حول شعبية بركات، كما أنها تتلاعب بخوارزمية "فيسبوك" من خلال جعل هذه المنشورات تصل إلى جمهور أكبر بكثير مما كانت ستصل إليه في الوضع الطبيعي.
وأشاروا إلى أن البحث يسلط الضوء على فشل "فيسبوك" في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات المزيفة التي تضخم الحملات السياسية بشكل وهمي.
وقالت المديرة التنفيذية لـ"فيك ريبورتر" أشيا شاتز: "نعتقد أن هذا العمل مهم لنا كمواطنين وللديمقراطية عموماً، فمن المحبط أن تطبيقات مثل فيسبوك تتمتع بسلطة كبيرة على الديمقراطيات، لا تفعل المزيد للدفاع عنا والحفاظ على التطبيقات التي أنشأوها آمنة".
وأضافت شاتز أنه "استناداً إلى مدى تعقيد سلوك هذه الحسابات المزيفة التي تم اكتشافها"، فإنَّ فريقها لديه شكوك في أن الشبكة تتكون مما يسمى بـ"حسابات دمى الجورب" (أشخاص يفتحون حسابات عدة). وأشارت إلى أن هذه الشبكة تعمل على الأرجح لمصلحة وكالة رقمية، تتيح للعملاء تعزيز شعبيتهم الإلكترونية من خلال دفع الأموال، وذلك بدلاً من استخدام الروبوتات الآلية.
محاربة السلوك الزائف
وقالت "إن بي سي نيوز" إن مكاتب كروز ومكارثي وجراهام لم تستجب لطلبات التعليق من قبلها، فيما أكدت المتحدثة باسم "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك" مارغريتا فرانكلين، أن الشركة بذلت جهوداً لمعالجة السلوك الزائف على المنصة.
وأضافت فرانكلين: "لقد قمنا بإزالة غالبية هذه الحسابات بسبب الإعجابات والمشاركات المزيفة"، في إشارة إلى الشبكة التي حددتها "فيك ريبورتر".
وتابعت: "نلاحق مجموعة من الأنشطة المزيفة التي تواجه صناعتنا بأكملها، وذلك بدءاً من المشاركات الوهمية إلى العمليات الأكثر تعقيداً".
بركات ينفي
من جانبه، نفى جوش دريل، المتحدث باسم بركات وجود أي علاقة بين الأخير وأنشطة الشبكة، وقال إن "بركات، الذي يقود المعركة ضد إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، ليس بحاجة لمثل هذه الخدمات".
وأضاف: "هذا فضلاً عن أنه لم يستخدم أبداً حسابات وهمية، كما يقوول هذا الادعاء الكاذب، وإنما ينفذ حملته من خلال عقد لقاءات مع عشرات من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس، ويعبر عن موقفه في وسائل الإعلام الدولية التي يشاهدها عشرات الملايين من الأشخاص".
وأشار إلى أن صفحة بركات على فيسبوك لديها "أكثر من 180 ألف متابع، وتحتوي على مئات التعليقات والمشاركات على كل منشور".
وأوضحت "إن بي سي نيوز" أن بحث "فيك ريبورتر"، يُظهر كيف تم إنشاء معظم الحسابات في الشبكة في الأسبوع نفسه في أغسطس 2018، والتي يبدو أنها تخص مستخدمين من نيبال، بأسماء مستخدمين ولغات واهتمامات محلية، ولكن في صيف عام 2019، تم تغيير الحسابات حيث باتت تظهر وكأنها تابعة لإسرائيليين بأسماء عبرية.
ووفقاً لـ"إن بي سي نيوز" فإن غالبية الحسابات الموجودة في الشبكة المزيفة تتابع بعضها البعض، كما أنها قد روجت للمحتوى نفسه الخاص بشركات ومنتجات إسرائيلية، بما في ذلك صالون لتقليم الأظافر، وكتاب للأطفال، وشركة للتصميمات الداخلية، وهو ما تقول شاتز إنه يشير إلى أن الشبكة متاحة للتأجير من قبل العملاء الذين يسعون إلى تعزيز انتشارهم الرقمي.