نبّه الجنرال ديفيد طومسون، نائب قائد العمليات في القوات الفضائية الأميركية، إلى أن قدرات واشنطن في الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، "ليست متقدمة" مثل تلك التي تملكها الصين أو روسيا. في الوقت ذاته، شدد قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال جون أكيلينو، على وجوب أن تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها بوتيرة أسرع، في ظلّ توتر متصاعد وعمليات عسكرية صينية متزايدة.
يأتي ذلك بعدما فاجأت الصين الولايات المتحدة باختبارها صاروخاً قادراً على حمل رؤوس حربية نووية، حلّق حول الكرة الأرضية في الصيف الماضي. كذلك اختبرت روسيا صاروخاً في القطب الشمالي، في 18 الشهر الجاري. وبثت شبكة "سي إن إن" أن واشنطن نفذت اختبارات فاشلة لصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، في أكتوبر الماضي.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بتوغل مقاتلات صينية قرب تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتهدد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
وقبل أيام، استخدمت سفن تابعة لخفر السواحل الصينية مدافع مياه ضد زورقين فلبينيين يحملان إمدادات إلى شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينج، يشرف على سياسة خارجية صارمة وتوسيع جيش بلاده، التي بات لديها ثاني أضخم موازنة عسكرية في العالم، بعد الولايات المتحدة، وتطوّر غواصات ومقاتلات لا ترصدها الرادارات، وصواريخ بالستية يمكنها حمل رؤوس نووية.
"برنامج صيني لا يُصدّق"
وأقرّ طومسون، خلال مشاركته في "منتدى هاليفاكس للأمن الدولي" بكندا، بأن تخلّف الولايات المتحدة عن الصين وروسيا قد يشكّل خطراً على أمنها القومي. وقال: "علينا اللحاق بالركب بسرعة كبيرة، إذ إن لدى الصينيين برنامجاً لا يُصدّق تفوق سرعته سرعة الصوت. إنه تطوّر مقلق جداً... ويعقّد بشكل كبير مشكلة التحذير الاستراتيجي" من هجوم وشيك.
وحذر طومسون من أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت "تغيّر اللعبة" بالنسبة إلى الدفاع والأمن القوميّين. وأضاف: "لم تعُد لديك هذه القدرة على التكهنّ. لذلك فإن كل عملية إطلاق من نوع معيّن، بصرف النظر عن المكان الذي يتجه إليه (الصاروخ)، يمكنها الآن أن تشكّل تهديداً"، كما أفاد موقع "ذي هيل".
ووَرَدَ في مذكرة أعدّتها "خدمة أبحاث الكونجرس"، وسلّمتها إلى الكونجرس الأميركي في 19 أكتوبر الماضي، أن الولايات المتحدة متخلّفة عن الصين وروسيا لأن "أغلبية الأسلحة الأميركية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لم تُصمّم لاستخدامها برأس نووي، عكس تلك الموجودة في روسيا والصين". وأضافت: "نتيجة لذلك، يُرجّح أن تتطلّب الأسلحة الأميركية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، دقة أكبر، وسيكون تطويرها أكثر صعوبة من الناحية الفنية، مقارنة بالأنظمة الصينية والروسية النووية".
"تكافؤ عسكري" مع واشنطن
أكيلينو قال لصحافيين، خلال مشاركته في المنتدى ذاته: "انظروا إلى ما قاله الصينيون. الرئيس شي كلّف قواته بأن تكون على مستوى من التكافؤ العسكري مع الولايات المتحدة، بحلول عام 2027. هذه هي كلماته"، بحسب "أسوشيتد برس".
واعتبر أن على الولايات المتحدة وحلفائها العمل معاً بشكل متكرر أكثر في المياه الدولية، لبناء إمكانية تشغيل تفاعلي من أجل التمكّن من العمل معاً بسرعة إذا لزم الأمر. وأضاف: "علينا نقل القدرات (العسكرية) بشكل عاجل وأكثر سرعة".
ولفت أكيلينو إلى أن الصينيين "يعملون بوتيرة متسارعة جداً"، مضيفاً: "نكافح من أجل قيمنا وقدرتنا على أن نكون أحراراً. هذه هي الرهانات. الفارق بين الحرّ والمنفتح، أو الاستبدادي والمغلق. أيّ منطقة المحيطين الهندي والهادئ تودّون أن تكونوا جزءاً منها؟ الأمر واضح بالنسبة إلى الدول ذات التفكير المتشابه".
حرية الملاحة الدولية
وتروّج الولايات المتحدة وحلفاؤها لمنطقة حرة ومفتوحة في المحيطين، الهندي والهادئ، من أجل ضمان السلام والملاحة الحرة والنظام الدولي القائم على القواعد، في الممرات البحرية الدولية الأساسية، في خطوة انضمّت إليها أيضاً اليابان وأستراليا والهند، في إطار مجموعة "الرباعية" (كواد) التي تُعتبر محاولة لكبح النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن بريطانيا وفرنسا ودول أخرى باتت تهتم بالمنطقة، وأجرت فيها أخيراً تدريبات عسكرية مشتركة. في المقابل، تدافع الصين عن نشاطاتها البحرية المتنامية، معتبرة أن لديها حقاً في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.
اقرأ أيضاً: