
قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، الجمعة، إن أفعال الصين "المقلقة" لا تتفق مع حديثها عن الترويج للسلام والازدهار في المنطقة.
وأضاف في كلمة أدلى بها في كانبيرا، وأوردتها وكالة "رويترز": "كلنا على دراية بالمزاعم المتكررة للحكومة الصينية عن أنها ملتزمة بالسلام والتعاون والتنمية، ومع ذلك نشهد انفصالاً كبيراً بين الأقوال والأفعال. تابعنا عن كثب انخراط الحكومة الصينية في أنشطة مقلقة بصورة متزايدة".
تصريحات داتون تأتي بعد تتبع سفينة للبحرية الصينية تبحر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأستراليا، إذ أكدت أستراليا مراقبتها لسفينة استخبارات صينية أبحرت في أغسطس الماضي بالمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، لكن ليس في مياهها الإقليمية.
وضرب داتون أمثلة على أفعال ترتكبها الصين وتتعارض مع أقوالها وهي "إضفاء الطابع العسكري على بحر الصين الجنوبي وعدائيتها في الآونة الأخيرة تجاه تايوان وسن قانون للأمن القومي في هونج كونج".
في المقابل، قالت السفارة الصينية في كانبيرا إن داتون "يُحرف سياسة بكين الخارجية ويضلل الشعب الأسترالي ويؤجج الصراع والانقسام بين الشعوب والدول".
الصين و"آسيان"
وكانت بكين وافقت على إعلان، أصدرته مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان"، في عام 2002، بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، لكنها ماطلت بشأن إقرار مدوّنة سلوك ملزمة قانوناً، تقيّد طموحاتها في المنطقة.
كما "تجاهلت الاتفاق السياسي ودفعت بالأمر الواقع الإقليمي في البحر الجنوبي"، علماً أن "آسيان" تضمّ 10 دول، يقطنها 625 مليون شخص، ويبلغ إجمالي ناتجها المحلي 3 تريليونات دولار.
وبعد مواجهات بحرية، استمرّت إحداهاً أشهراً، بين الصين والفلبين، حول "سكاربورو شول" في عام 2012، الذي احتلته بكين، شعرت الأخيرة بـ "فرصة تاريخية لتسيطر بالكامل على قلب آسيا البحري"، وفق معهد "أسبينيا".
وفي العام التالي، أطلقت الصين مشروع هندسة جيولوجية، يُعتبر سابقة في أعالي البحار، ممّا أدى بسرعة إلى تحويل الحواجز الرملية المتنازع عليها، والجزر المرجانية، والصخور، إلى جزر ضخمة تتضمّن مهابط طائرات عسكرية ومرافق عسكرية حديثة"، في "سبراتلي" و"باراسيل".
يشار إلى أن الجزر الصغيرة في البحر الجنوبي تُثير "نزاعاً إقليمياً شرساً" بين 6 دول أساسية، هي بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، ما قد يشعل "حريقاً إقليمياً أوسع"، إذ تتنافس على "مسائل مرتبطة بالسيادة ولا حلّ قانونياً سهلاً لها". كذلك "تتعمق الخلافات، نتيجة تفشي القومية"، فيما تتصارع الصين والولايات المتحدة للسيطرة على النظام الدولي.