توعد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، في مقابلة بثت السبت، بأن تمارس واشنطن وشركاؤها ضغوطاً على طهران، إذا استخدمت المحادثات التي تستأنف في فيينا، الاثنين، "ذريعة" لتسريع برنامجها النووي.
وقال مالي لـ"بي بي سي ساوندز": "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها، ثم تعود وتقول إنها تريد شيئاً أفضل، فلن ينجح ذلك، وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك".
وذكر مالي الذي يرأس وفد التفاوض الأميركي "إذا كان هذا هو موقف إيران، أي محاولة استخدام المفاوضات كغطاء لتعجيل البرنامج النووي، وكما أقول التباطؤ في المحادثات النووية، فسيتعين علينا الرد بطريقة لا نفضّلها"، مضيفاً "يجب ألا يتفاجأ أحد إذا كان هناك ضغط متزايد على إيران في هذه المرحلة".
واعتبر مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد رضا غائبي، الخميس، أن الجولة المقبلة من المفاوضات الرامية لاستعادة الاتفاق النووي "فرصة فريدة لأطراف الاتفاق والولايات المتحدة من أجل إثبات حسن نواياهم بالعودة إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتهم، عبر إلغاء جميع إجراءات الحظر بطريقة فعالة".
إلغاء الحظر
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن غائبي، خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة، أن بلاده تعتقد أن المفاوضات "يجب أن تكون موجهة نحو النتائج، لذلك من المهم أن تتضمن نتيجة هذه الجهود ضمان إلغاء جميع إجراءات الحظر المفروضة، بطريقة فاعلة وقابلة للتثبت منها".
ودعا غائبي إلى رفع الحظر المفروض على بلاده، لافتاً إلى أن توقع المزيد من ضبط النفس من بلاده "غير منطقي، ما لم يحدث ذلك"، مضيفاً:"الوفد الإيراني في المفاوضات أوضح خلال الاجتماعات السابقة لمجلس الحكام الأسباب والعوامل التي أدت إلى الوضع الحالي بشأن الاتفاق النووي"، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء "فارس".
تهديدات إسرائيلية
وتأتي التصريحات الإيرانية في وقت تصعّد إسرائيل، التي تشدد على أنها ليست طرفاً في الاتفاق النووي وغير ملتزمة ببنوده، لهجتها ضد إيران.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الخميس، إلى أن إسرائيل تعمل على تطوير قدراتها في حال رغبت بتنفيذ ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك إلى جانب جهودها لتحسين بنود أي اتفاقية مستقبلية بين القوى الدولية وطهران، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وحول السيناريو الأفضل لأي اتفاق نووي جديد مع طهران، قال جانتس إن "إسرائيل تريد اتفاقاً يعالج ليس فقط مسألة تخصيب اليورانيوم، وإنما الصواريخ والأنشطة الإيرانية في الإقليم، بما في ذلك دعمها لوكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن "الاتفاقية الجيدة هي تلك التي تسد الثغرات الموجودة في الاتفاقية الحالية من حيث التخصيب النووي وأنظمة الإطلاق ومدة الاتفاقية، إضافة إلى أنشطة إيران في المنطقة"، على حد وصفه.
وتستأنف الاثنين المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران والدول الكبرى، بعد توقف دام 5 أشهر.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب واشنطن من الاتفاق المبرم عام 2015، والذي بموجبه تم رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، فيما أعاد ترمب فرض عقوبات صارمة عليها، ووسّعت طهران بعدها تملصها من بنود الاتفاق وعززت نشاطها النووي.