قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الأحد، إن الاتفاق السياسي الذي وقعه مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يمكن أن يفتح الطريق للتحول الديمقراطي، إذا تم التعامل معه بجدية، فيما قال البرهان إن إنه ملتزم بحماية الفترة الإنتقالية، وبدعم الحكومةالتي سيشكلها حمدوك.
وأكد حمدوك خلال لقائه عدداً من أعضاء لجان المقاومة بالعاصمة والولايات، أنه وقع الاتفاق "لحقن الدماء، والمحافظة على المكتسبات المهمة التي تمت خلال العامين الماضيين، وأبرزها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والعودة المستحقة للمجتمع الدولي، إضافة إلى استئناف مسار التحول المدني الديمقراطي".
وشدد حمدوك، بحسب بيان صادر عن مكتبه، على "انعدام مصلحة شخصية له من التوقيع على الاتفاق السياسي، وإنما مصلحة الوطن"، معتبراً أنَّ "هذا الإعلان لو مشينا فيه بجدية وصرامة له القدرة على فتح الطريق للتحول الديمقراطي".
وأشاد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، بدور لجان المقاومة في حراسة الثورة، وأهمية التعامل مع هذا الاتفاق الإطاري الذي يمثل مدخلاً لخلق مشروع وطني، باعتبار أن هذه هي الضمانة الأساسية للتحول المدني الديمقراطي.
وكشف حمدوك أن "الحكومة القادمة تمثل حكومة كفاءات"، معرباً عن تمنياته بأن يحرص الشباب على المشاركة فيها، مشيراً إلى أنها "ستولي مشروع الجزيرة الزراعي (بين النيلين الأزرق والأبيض)، أهمية قصوى لإعادته أفضل من سيرته الأولى"، بوصفه يمثل "رافعة للاقتصاد السوداني".
وحث رئيس الوزراء الشباب على "الاستمرار في قضايا البناء القاعدي لوضع لبنات التحول الديمقراطي، والشروع فوراً في انتخابات المحليات لتصبح مختبرات للديموقراطية المحلية".
ودعا حمدوك الشباب "للمساهمة في إعداد الميثاق الوطني بما يُحصن ما تبقى من عمر الفترة الانتقالية، والعمل مع بقية القوى الشبابية والسياسية والمجتمعية، لمعالجة قضية أساسية متمثلة في الاستحقاق الانتخابي، وما يترتب عليه من عمليات مثل المؤتمر القومي الدستوري".
وشدد حمدوك على أن حماية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان "تُعتبر مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة الجميع، بمن فيهم الأطراف الموقعة ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة".
ودعا إلى "ضرورة تضافر الجهود المشتركة لمسألة بناء السلام وتحقيقه بصورة شاملة، واستكماله بالحوار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد نور".
وأكد الحضور من أعضاء لجان المقاومة بالعاصمة والولايات، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء، دعمهم للفترة الانتقالية، كما دعوا إلى مواصلة مثل هذه اللقاءات بصورة دورية.
التزام البرهان
وقال البرهان خلال لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي لشؤون القرن الإفريقي أنيت ويبر، في العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، إنه يدعم "الجهود المبذولة لعقد حوار شامل مع كافة القوى السياسية بالبلاد، باستثناء المؤتمر الوطني المحلول".
وأكد البرهان أنه ملتزم بحماية الفترة الإنتقالية "وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة"، وبدعم حكومة الكفاءات الوطنية التي من المنتظر أن يشكلها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وتطرق خلال لقاء المبعوث الأوروبي لضرورة "استكمال هياكل السلطة الانتقالية بما فى ذلك تشكيل المجلس التشريعى الانتقالي، وتشكيل المفوضيات والمجالس، خصوصاً المتعلقة بعملية إجراء الانتخابات"، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة.