أعلن رئيس الوزراء الكمبودي، هون سين، دعمه نجله الأكبر كخليفة محتمل له، في خطوة قارنها أبرز زعماء المعارضة بعمليات توريث الحكم في كوريا الشمالية.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن هون سين، هو أحد أقدم الزعماء في العالم، إذ تولّى السلطة في عام 1979.
وأضافت أن عهده شهد حملة قمع واسعة استهدفت المعارضة والمجتمع المدني ووسائل إعلام، وبدأت في الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية في عام 2018. وذكّرت بقوله سابقاً إنه يخطّط للبقاء في الحكم، حتى يشعر بوجوب التنحّي.
وأشارت الوكالة إلى أن نجل رئيس الوزراء، هون مانيت (44 عاماً)، هو نائب قائد "القوات المسلحة الملكية الكمبودية" ورئيس مشارك لهيئة الأركان، مضيفة أنه تخرّج من أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في الولايات المتحدة، عام 1999، ونال الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بريستول البريطانية.
وقال هون سين، الخميس، "أعلن اليوم أنني أدعم ابني ليكون رئيساً للوزراء، لكن ذلك يتم من خلال انتخابات". ودافع عن فكرة تأسيس سلالة سياسية، قائلاً: "حتى اليابان لديها سلالتها الخاصة، مثل (رئيس الوزراء السابق شينزو آبي). جدّه كان رئيساً للوزراء وزار كمبوديا. والد آبي كان وزيراً للخارجية، وآبي كان رئيساً للوزراء".
"لسنا كوريا الشمالية"
في المقابل، اعتبر زعيم المعارضة في كمبوديا، سام رينسي، أن تصميم هون سين على توريث الحكم لنجله يعكس خوفه من خسارته الحصانة التي يتمتع بها، عندما لا يعود زعيماً للبلاد، ورأى أن مهمة هون مانيت ستتمثل في حماية والده. رينسي المقيم في المنفى بفرنسا منذ عام 2015، أبلغ "رويترز" أن خطة هون سين لتوريث الحكم ستفشل، لأن كمبوديا ليست "ملكية خاصة" لأسرته "وليست كوريا الشمالية أيضاً".
ويشغل "حزب الشعب الكمبودي" بزعامة هون سين، كل المقاعد الـ125 في البرلمان، بعدما حلتّ المحكمة العليا أبرز قوى المعارضة، "حزب الإنقاذ الوطني الكمبودي"، قبل انتخابات 2018، لاتهامه بالتآمر للإطاحة بالحكومة.
إقصاء حاملي الجنسية المزدوجة
وأقرّ البرلمان الكمبودي الشهر الماضي، تعديلاً للدستور يمنع حاملي جنسية مزدوجة من تولّي مناصب حكومية عليا، في خطوة بادر بها هون سين وتستهدف معارضيه البارزين، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضافت أن الحكومة تبرّر هذا الإجراء بأنه يستهدف إظهار ولاء المسؤولين لوطنهم، وتجنّب تدخل أجنبي في شؤون البلاد. وتابعت أن كثيرين من زعماء المعارضة يحملون جنسية مزدوجة، فيما أن لا معلومات بشأن حمل أيّ من قياديّي حزب هون سين، جنسية مزدوجة.
جاء ذلك بعدما أغضب رينسي رئيس الوزراء، إثر إعلانه أن الأخير سعى إلى شراء الجنسية من قبرص. وذكرت "أسوشيتد برس" أن رينسي يحمل الجنسية الفرنسية، مشيرة إلى أنه يقيم قرب باريس لتجنّب سجنه في كمبوديا، بتهم يعتبر أن دوافعها سياسية. وكتب على "فيسبوك" الشهر الماضي: "هذا القانون سيكون مفصّلاً لاستهدافي، إذ أوضح هون سين أنه يريد منعي قطعاً من (تولّي) رئاسة الوزراء، انتقاماً مني".
ولطالما أدانت دول غربية ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، هون سين لقمعه معارضيه وجماعات مدافعة عن الحقوق المدنية ووسائل إعلام، بحسب "رويترز". وفي يونيو 2020، قال رئيس الوزراء إن الحزب الحاكم سيكون طيلة قرن، قوة مهيمنة على الساحة السياسية في كمبوديا. وأبلغ المعارضة أن عليها الانتظار حتى الحياة التالية، إذا أرادت الاستحواذ على السلطة.
شاهد أيضاً: