أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، في نيو دلهي بالهند بوصفها "قوة كبرى"، في وقت أعلن الحليفان التقليديان تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون في مجال الطاقة.
وعقد بوتين محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات للتعاون، أبرزها اتفاقية تعاون تقني في مجال الدفاع مدتها عشر سنوات، وعقد نفطي مدته عام.
وترسم اتفاقية التعاون العسكري والتقني خطط التعاون بين موسكو ونيو دلهي للسنوات العشر القادمة، وتشمل توريد أسلحة ومعدات عسكرية، فضلاً عن إنتاج مشترك لبعض الأسلحة في الهند.
تصنيع بندقية كلاشينكوف
وتم إبرام اتفاقية لتصنيع بندقية شركة كلاشينكوف الروسية الحديثة من طراز "أ كا 203" في الهند، تستهدف توريد وتصنيع 600 ألف بندقية من هذا النوع في مصنع مشترك، لتلبية الطلب الهندي على هذا السلاح.
وقال رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، دميتري شوجاييف، إن روسيا والهند تتفاوضان على زيادة إنتاج مقاتلات من طراز "سو30 - إمكي".
ولطالما كانت روسيا مزوداً رئيسياً للأسلحة إلى الهند، التي تتطلع لتحديث قواتها المسلحة. ومن أهم العقود القائمة حالياً بين الطرفين عقد منظومة "إس 400".
وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان في أعقاب القمة إن عمليات التسليم "بدأت هذا الشهر وستستمر".
وتم توقيع الاتفاق البالغة قيمته أكثر من 5 مليارات دولار في 2018، لكن الأمر يهدد بزعزعة العلاقة بين نيو دلهي وواشنطن.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات بموجب "قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات" الهادف لكبح جماح روسيا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين للصحافيين "أصدقاؤنا الهنود شرحوا بوضوح أنهم دولة ذات سيادة وبأنهم سيتخذون القرار بشأن الأسلحة التي سيشترونها ومن سيكون شريك الهند".
الطاقة والفضاء
هيمنت قضايا الدفاع والطاقة على المحادثات الروسية الهندية، فيما حضر أيضاً رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "روسنفت" إيجور سيتشين، نظراً لوجود "عدد من اتفاقيات الطاقة المهمة" المطروحة على طاولة النقاش.
وقالت روسنفت في بيان، إنها ستزود الهند بما يصل إلى مليوني طن من النفط، من خلال مرفأ نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود بجنوب روسيا.
وقد أبدت شركة Nayara Energy الهندية اهتماماً بمشاركة شركة "روس نفط" الروسية في إنتاج مادة البولي بروبيلين في الهند.
وفي مجال الأبحاث الفضائية وقعت موسكو ونيودلهي اتفاقاً بشأن تدابير "حماية التقنيات" فيما يتعلق بالتعاون في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية، بما في ذلك استكشاف الكواكب، إلى جانب إنشاء وتشغيل مركبات الإطلاق والبنية التحتية الفضائية.
ورحب الطرفان بتوسيع التعاون بين شركة "روسكوزموس" الروسية والمؤسسة الهندية لأبحاث الفضاء، بما في ذلك في مجال برامج الفضاء المأهولة والملاحة عبر الأقمار الصناعية، واتفقا على استكشاف آفاق تطوير التعاون متبادل المنفعة في تطوير مركبات الإطلاق.
تطوير التبادل التجاري
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عزمهما زيادة التجارة المتبادلة بين البلدين إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2025.
وتم الاتفاق بين موسكو ونيودلهي على تبسيط الإجراءات الجمركية، ومواصلة العمل لتعزيز الحسابات المالية المتبادلة باستخدام العملات الوطنية لكلا البلدين.
وتعقد الهند وروسيا عادة قمماً سنوية، لكن آخر اجتماع شخصي بين زعيمي البلدين جرى على هامش قمة مجموعة بريكس 2019. وقال بوتين في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية وإلى جانبه مودي "نعتبر الهند قوة كبرى، دولة صديقة، وصديقاً موثوقاً".
وكانت الهند مقربة من الاتحاد السوفيتي السابق إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت ووصفها الطرفان بأنها "شراكة استراتيجية خاصة ومميزة".
اقرأ أيضاً: