
قالت روسيا الأربعاء، إنها سترد على ألمانيا التي استدعت السفير الروسي وطردت اثنين من الدبلوماسيين الروس، بسبب قضية قتل شيشاني في 2019 بأمر من موسكو.
وفي بيان عبر تطبيق تيليجرام للتراسل، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن تحرك ألمانيا "عدواني"، وإن موسكو ستصدر بياناً آخر قريباً.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أفادت الأربعاء، بأن بلادها استدعت السفير الروسي سيرغي نيتشاييف، وطردت اثنين من موظفي السفارة، بعدما ذكرت محكمة أن موسكو أمرت بقتل مواطن جورجيّ من أصل شيشاني في برلين عام 2019.
وأشارت بيربوك إلى أنها أجرت في اليوم السابق محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وتحدثت على إثرها لصالح "حوار مفتوح" مع موسكو.
وقالت بيربوك، بحسب وكالة "فرانس برس"، "لقد أُبلغ السفير (الروسي في ألمانيا) بأن اثنين من دبلوماسيي سفارة روسيا أُعلنا شخصين غير مرغوب فيهما"، مؤكدة أن هذه الجريمة التي ارتكبت في وضح النهار في برلين في أغسطس 2019، شكلت "مساساً خطيراً بسيادة الدولة الألمانية".
توتر العلاقات
من جهته، قال السيناتور الروسي فلاديمير دزاباروف لوكالة "ريا نوفوستي"، إن قرار برلين بطرد دبلوماسيين روسيين من ألمانيا "سيمنع الحكومة الجديدة من إقامة علاقات مع موسكو".
وأدين الكولونيل السابق في جهاز المخابرات الروسية "FSB" فاديم كراسيكوف، بقتل زليمخان خانجوشفيلي بثلاث طلقات نارية، في حديقة كلينير تيرجارتن بوسط برلين.
ووفقاً لمطالب المدعين الفيدراليين، قضت المحكمة بأن جرائم كراسيكوف (56 عاماً) خطيرة جداً، ومن المرجح ألا يتمكن من أن يحظى بإطلاق سراح مبكر بعد 15 عاماً من السجن، كما هو شائع في نظام العدالة الألماني، حسبما أوردت صحيفة "واشنطن بوست".
وقال القاضي أولاف أرنولدي، إنه "في يونيو 2019 على أبعد تقدير، اتخذت أجهزة الدولة في الحكومة المركزية الروسية قراراً بتصفية تورنيك خانجوشفيلي في برلين".
وقاد خانجوشفيلي ميليشيا في الشيشان في الفترة ما بين عامي 2000 و2004، وقاتل الروس الذين وصفوه بأنه "إرهابي".
وتعليقاً على الحكم، قال السفير الروسي في ألمانيا سيرجي نيتشايف للصحافيين: "نعتبر هذا الحكم قراراً متحيزاً وله دوافع سياسية ويؤدي بشكل خطير إلى تفاقم العلاقات الروسية الألمانية الصعبة بالفعل"، كما أوردت وكالة "ريا نوفوستي" الحكومية الروسية.
وأشار إلى أن المحاكمة "نسجت رواية سخيفة حول تورط الدولة الروسية، ولكن لم يتم تقديم دليل مقنع على ذلك إطلاقاً"، واصفاً الإدانة بأنها "عمل غير ودي"، مركداً أن "روسيا سترد".
وخلصت السلطات الألمانية في ديسمبر 2019، إلى تورط عملاء روس أو مرتبطين بهم في جريمة القتل، ما أدى إلى طرد دبلوماسيين روسيين من برلين.
ومن المرجح، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، أن تؤدي هذه القضية إلى تفاقم التوترات بين البلدين، المتوترة بالفعل بسبب دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو واضطهاده لزعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني.
تحذيرات ألمانية
وكان وزير الخارجية الألماني السابق هايكو ماس هدد باتخاذ مزيد من الإجراءات رداً على ذلك، فيما قالت الحكومة الألمانية المنتخبة حديثاً في بيان، إنها ستنتظر الحكم النهائي لكنها أضافت أنه "من المتوقع أن نرد وفقاً لذلك".
وبحسب الصحيفة، لاحظ الشهود كراسيكوف وهو يقترب من الضحية من الخلف على دراجة، وأطلق النار على الشاب البالغ من العمر 40 عاماً بكاتم صوت مرتين في جسده، وعندما كان الضحية ممدداً على الأرض، أطلق رصاصة أخيرة في مؤخرة رأسه.
وشوهد القاتل بعد ذلك وهو يغير ملابسه في الأدغال ويهرب، لكن تم القبض عليه بعد ذلك بوقت قصير.
ويؤكد محامو كراسيكوف، أن الأدلة ضد موكلهم "مشكوك فيها"، وأن "هويته لم يتم إثباتها بشكل كافٍ".
وكانت جريمة القتل هذه هي الأحدث في سلسلة عمليات قتل أثارت اتهامات بأن روسيا تغتال خصومها السياسيين حتى وهم في الخارج.
واتهمت بريطانيا موسكو بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق، سيرجي سكريبال، وابنته في سالزبوري بإنجلترا بغاز أعصاب في عام 2018.
واستُهدف معارضو الزعيم الشيشاني المتحالف مع روسيا رمضان قديروف على وجه الخصوص من قبل القتلة المأجورين على مر السنين.
وكان آخرهم ماميخان عمروف، الذي اغتيل بالرصاص خارج مركز تسوق في النمسا في يوليو 2020.
اقرأ أيضاً: