تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الخميس، بحضور دبلوماسيين أوروبين خلال وجودهم في تجمع حمصة الفوقا البدوي، الذي هدمه الجيش الإسرائيلي الأربعاء، بإعادة بناء التجمع.
وقال اشتية، فيما كان يساعد السكان في إعادة بناء حظيرة للأغنام في الموقع الواقع في شمال شرق الضفة الغربية المحتلة: "هم (إسرائيل) يهدمون ونحن نبني.. ثابتون هنا في هذه الأرض كثبات الأوتاد".
دعم شامل
وأضاف اشتية: "سنقدم كل دعم مادي وسياسي ومعنوي للسكان، كي يبقوا على هذه الأرض، نريد لهذه الأرض أن تبقى ولهذا الاحتلال أن يزول". ودعا اشتية الإدارة الأميركية الجديدة إلى اتخاذ موقف واضح من الإجراءات الإسرائيلية.
وقال: "رسالة إلى الإدارة الأميركية التي أعلنت بشكل واضح أنها ضد الاستيطان هذا الإجراء الذي يجري في حمصة، تحدٍّ جدي وحقيقي لكل ما يقال في الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وأضاف: "هذا العالم الذي يتحدث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، مطالب اليوم بأن يحمي الإنسان، وأن يحمي أرض الإنسان". وتابع: "نقول للعالم إننا بحاجة إلى حماية دولية حقيقية، لأن العدوان على أهلنا مستمر، واليوم محاولة لاغتيال هذه الأرض بتهويدها، ولكننا سنبقى أوفياء لها".
رسالة أوروبية
وقال سفين كون فون بوغسدوف، ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية: "زرنا هذا الموقع عندما تم هدمه في شهر نوفمبر، وتواصلنا مع السلطات الإسرائيلية في القدس وتل أبيب، ومن خلال مقر الاتحاد في بروكسل حول الوضع في هذه المنطقة".
وأضاف في كلمة له خلال وجوده في حمصة الفوقا: "أوصلنا رسالة الاتحاد الأوروبي بضرورة احترام القانون الدولي، في ما يتعلق بهذه المنطقة والإجراءات التي تمت فيها، ولكن ها نحن مجدداً موجودون في هذه المنطقة، ما يؤكد أن الاتصالات لم يكن لها تأثير".
وأوضح ممثل الاتحاد الأوروبي أن هدم حمصة الفوقا "يعني أن هناك أكثر من مئة عائلة، منهم 40 طفلاً يواجهون برد الشتاء القارس وجائحة كورنا، هذا مخالف لكل مبادئ القانون الدولي". وتابع: "نحن هناك اليوم لنستمع لسكان حمصة ونرى ما يمكننا القيام به لمساعدة التجمع".
ووقف عدد من أفراد الجيش الإسرائيلي على مقربة من الدبلوماسيين والمواطنين في الموقع، واكتفوا بمراقبة الوضع.
وقال محمد أبو عواد (47 عاماً) أحد سكان التجمع البدوي لرويترز، إن الصليب الأحمر الدولي أوصل لهم بعض الخيام. وأضاف: "نخشى أن يأتي جيش الاحتلال الإسرائيلي ويصادرها، كما فعل الليلة الماضية عندما عمل على مصاردة ما تم إعادة بنائه"، مؤكداً: "سنبقى على هذه الأرض ولا يوجد مكان آخر نذهب إليه".
وقالت إسرائيل إنها عرضت على السكان نقلهم لمكان آخر، يبعد كيلومترات عدة عن حمصة الفوقا، وهو ما رفضه السكان.