دانت فرنسا، الجمعة، إطلاق إيران صاروخاً إلى الفضاء الخميس، تزامناً مع المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين عملية الإطلاق، التي لا تنسجم مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2231"، مضيفة أن "هذه الأنشطة مؤسفة للغاية، وخصوصاً أنها تأتي في وقت نحرز فيه تقدماً في المفاوضات النووية في فيينا".
وكانت إيران أعلنت الخميس إطلاق صاروخ إلى الفضاء، لإرسال "ثلاث شحنات بحثية إلى الفضاء" وفق ما أعلن المتحدث باسم دائرة منظمة الدفاعات الفضائية في وزارة الدفاع أحمد حسيني، دون أن يحدد طبيعة هذه الشحنات.
قلق غربي
وتملك إيران واحداً من أكبر البرامج الصاروخية في الشرق الأوسط، وفي حين تشدد على الطبيعة العلمية لبرنامجها الفضائي، سبق لدول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة، إضافة إلى إسرائيل، أن أعربت عن قلقها منه، معتبرة أنه يسهم في تعزيز برنامجها للصواريخ البالستية الذي يثير أيضاً انتقادات دول الغرب.
وأتى الإعلان عن إطلاق الصاروخ في وقت تجري طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي انسحبت واشنطن منه أحادياً بعد ذلك بثلاثة أعوام.
وكان مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أعلن الجمعة أن هناك تقدماً على طاولة مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وأوضح أوليانوف أنه "لاحظ بعض التقدم على مسارين: على طاولة المفاوضات وفي التقييمات العامة للموقف في مباحثات فيينا".
"تكنولوجيا بالستية"
وأفادت ناطقة باسم الخارجية الأميركية الخميس، بأن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي، وهو أمر يمثّل مصدر قلق كبيراً في ما يتعلق بالانتشار" النووي.
وأضافت أن مركبات الإطلاق الفضائي "تتضمن تكنولوجيا متطابقة مع، ويمكن استبدالها، بتلك المستخدمة في الصواريخ البالستية، بما في ذلك أنظمة بمدى أبعد".
وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات لعملية انطلاق صاروخ من منطقة صحراوية، مهنئاً بـ"إنجاز جديد للعلماء الإيرانيين".
ولم تحدد المصادر الإيرانية المكان الذي انطلق منه الصاروخ. لكن تقارير صحافية أميركية ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري، استناداً إلى صور من الأقمار الاصطناعية وآراء من خبراء، أن إيران تستعد لعملية إطلاق صاروخ من مركز الإمام الفضائي في محافظة سمنان (وسط).
"أهداف بحثية"
وأشار المتحدث باسم دائرة منظمة الدفاعات الفضائية أحمد حسيني، في تصريحات أذاعها التلفزيون الإيراني، إلى أن الصاروخ "سيمرج" أطلق أجهزة البحث الثلاثة على ارتفاع 470 كيلومتراً.
وأضاف أن "الأهداف البحثية المقصودة من هذا الإطلاق تحققت. ونجح الإطلاق المبدئي، وسنجري إطلاقاً تشغيلياً قريباً". كما عرض التلفزيون الإيراني لقطات لما قال إنها عملية الإطلاق.
وفي تصريحات نقلتها قناة "العالم" الإيرانية، قال أحمد حسيني إن "بعد حصول البلاد على القدرات الفضائية المحلية، وامتلاك التقنيات لإطلاق أقمار صناعية صغيرة بواسطة صاروخي سفير وقاصد، ركزنا على صناعة صواريخ أقوى لحمل أقمارنا الصناعية".
تجارب سابقة
يأتي الإعلان عن إطلاق الصاروخ بعد نحو 11 شهراً من تأكيد وزارة الدفاع إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ مخصص لحمل قمر اصطناعي، ومزوّد بتقنية "أقوى" محرك يعمل بالوقود الصلب.
وهي ليست المرة الأولى تعلن فيها إيران إجراء عمليات إطلاق مماثلة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في يونيو الماضي، أن إيران فشلت في إطلاق قمر اصطناعي إلى الفضاء وتعتزم تكرار هذه المحاولة قريباً. إلا أن طهران نفت تلك المعلومات في حينه.
كما أعلنت طهران في فبراير 2020، فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، في ثاني اخفاق من نوعه خلال نحو عام، بعد فشل محاولة وضع قمر في المدار في يناير 2019 أيضاً.
إلا أن الحرس الثوري الإيراني أعلن في أبريل 2020، نجاحه في إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري حمل اسم "نور 1"، وحمله صاروخ "قاصد" إلى المدار على ارتفاع 425 كلم.