
عرض موقع المرشد الإيراني مقطع فيديو يحاكي عملية لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، انتقاماً لاغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سُليماني، فيما عبر أعضاء من الحزب الجمهوري عن غضبهم، ودعوا إلى وقف أي مفاوضات مع إيران.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن مقطع الفيديو يعد جزءاً من مسابقة لإحياء ذكرى اغتيال سليماني في 3 يناير 2020 في غارة أميركية بطائرة مسيرة في العاصمة العراقية بغداد.
ويبدأ الفيديو بلقطة من منزل ترمب في بالم بيتش بولاية بفلوريدا، حيث يمارس الرئيس الأميركي السابق لعبة الجولف، في حين تظهر طائرة مسيرة يتم التحكم فيها عن بعد وتتسلل إلى المنزل بمساعدة عسكري إيراني يقوم بإلغاء تنشيط الكاميرات الأمنية ويتم تحديد الهدف، فيما ينتهي الفيديو بعبارة "الانتقام حتمي" متبوعة بصورة لسليماني.
واحتج المشرعون الجمهوريون في الكونجرس على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب السماح بمثل هذه الإجراءات، في حين دعوا إلى "وقف أي تفاوض مع إيران.
ودعا عضو مجلس الشيوخ، الجمهوري ليندسي جراهام لوقف التفاوض مع إيران، مستشهداً بمقطع الفيديو، قائلاً في سلسلة تغريدات على تويتر: "لا أصدق أن شريط الفيديو الذي صُور برعاية المرشد الإيراني، والذي يهدد علناً باغتيال دونالد ترمب، لم تردَّ عليه إدارة بايدن".
من جانبه، كتب النائب الجمهوري راني جاكسون على "تويتر" في إشارة إلى مقطع الفيديو: "كيف يمكن السماح لهؤلاء الأشخاص بالنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا يُسمح بذلك للرئيس ترمب"، مضيفاً: "شركات التكنولوجيا الكبرى تعطي منبراً لأسوأ منتهكي حقوق الإنسان. إنه أمر محرج حقاً".
وفي 3 يناير الجاري، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة مما وصفها بـ"المماطلة في محاكمة ومعاقبة" ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو، على اغتيال سليماني، متوعداً بالانتقام لـ"دماء سليماني".
وقال رئيسي، في كلمة خلال مراسم إحياء الذكرى الثانية لاغتيال سليماني إثر غارة أمريكية في محيط مطار بغداد في 3 يناير 2020، إن "أميركا زعمت أنها ستقضي على قاسم سليماني باغتياله، لكننا نقول لهم إن سليماني ولد من جديد".
وتجري إيران مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات.
وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، تحقيق بعض التقدم، مع التأكيد على استمرار تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.
وتشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام جميع التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءاً من 2019، رداً على انسحاب واشنطن.