بريطانيا تشتبه بوجود "جاسوسة صينية" في البرلمان.. وبكين تنفي

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل في البرلمان بلندن، بريطانيا، 15 ديسمبر 2021.  - via REUTERS
رئيس مجلس العموم السير ليندسي هويل في البرلمان بلندن، بريطانيا، 15 ديسمبر 2021. - via REUTERS
دبي-الشرق

حذّرت أجهزة الاستخبارات البريطانية من الاشتباه بأن جاسوسة صينية "انخرطت عن علم في أنشطة تدخل سياسي" داخل البرلمان، فيما نفت الصين هذه الاتهامات.

وبعث رئيس مجلس العموم (البرلمان)، ليندسي هويل رسالة إلى النواب، الخميس، مشيراً فيها إلى نشاط محامية صينية، يشتبه بأنها "جاسوسة" للحزب الشيوعي الحاكم في بكين.

واعتمد هويل في رسالة وجهها إلى المشرعين، على تحذير صدر من أجهزة الاستخبارات البريطانية "MI5"، إذ يشتبه أنها "تعمل لحساب الحزب الشيوعي الصيني، للتواصل والانخراط مع أعضاء البرلمان والكيانات السياسية".

وبحسب الرسالة التي حملت عنوان "تحذير أمني من التدخل"، فإن (الصينية) كريستين لي، تعمل بالتنسيق مع إدارة الجبهة المتحدة بالحزب الشيوعي، إذ تقوم هذه الجبهة بـ"اختيار الأفراد وتضعهم في مواقع مختلفة، بهدف تعزيز أجندة الحزب".

ونفت السفارة الصينية في لندن الاتهامات، وقالت: "لسنا بحاجة ولا نسعى إطلاقاً لشراء نفوذ، في أي برلمان أجنبي". وأضافت "نعارض بشدة خدعة ترهيب وتلطيخ سمعة الجالية الصينية في المملكة المتحدة"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

تبرعات

وتظهر بيانات اللجنة الانتخابية أن كريستين لي وشركتها للمحاماة، تبرعا بنحو ربع مليون جنيه إسترليني لحزب العمال في بريطانيا، منذ عام 2009.

وأشارت إلى أن "هذه التبرعات لم تكن فقط للحزب المركزي بالأساس، وإنما أيضاً لفروع الحزب في الدوائر الانتخابية"، كما تبرعت شركة المحاماة بمبلغ 5 آلاف جنيه إسترليني لحزب "الديمقراطيين الليبراليين" في عام 2013.

وبشكل منفصل، أظهرت بيانات اللجنة أن شركة لي تبرعت بنحو 430 ألف جنيه إسترليني لعضو البرلمان عن حزب العمال، باري جاردينر، منذ عام 2015.

وتم الإعلان عن التبرعات التي تلقاها وزير التجارة السابق في حكومة الظل، وليس هناك ما يشير إلى وجود مخالفات.  

حزب المحافظين

من جانبه، قال مصدر مطلع لوكالة "بلومبرغ"، إن لي "لم تكن فقط تستهدف أعضاء مجلس العموم من حزب العمال، وإنما أيضاً أعضاء في حزب المحافظين الحاكم"، مشيراً إلى أن "لديها اتصالات وتعاملات مكثفة مع أفراد من جميع ألوان الطيف السياسي البريطاني".  

وفي بيان صدر الخميس، قال باري جاردينر إن تبرعات لي استُخدمت لتمويل نفقات التوظيف، وإنه "تم اتخاذ خطوات" لضمان عدم اضطلاعها بأي دور في تعيين أو إدارة باحثيه، مضيفاً أنها توقفت عن تمويل أي من العاملين في مكتبه منذ يونيو 2020.

وأشار أيضاً إلى أن نجل لي "تطوع للعمل في مكتبه منذ سنوات"، ومن ثم تم تعيينه لاحقاً مساعداً شخصياً، قائلاً إنه "استقال من العمل بمكتبه في وقت سابق من هذا اليوم".

وأضاف أن الأجهزة الأمنية أكدت أنها لا تمتلك أي "معلومات استخباراتية، تفيد بأنه كان على علم بنشاط والدته غير القانوني، أو متورطاً فيه".

وقال: "بصفتي عضواً في البرلمان فرضت عليه الحكومة الصينية عقوبات، أقول إن هذه المسألة تثير قلقاً بالغاً". واشتكى من أنه لم يتم اعتقال لي أو ترحيلها، بل منعت فحسب من دخول البرلمان.

 جائزة من تيريزا ماي

رئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي، التي اتُهم حزب المحافظين الذي تنتمي له بالاستفادة من ملايين الجنيهات من الأموال الروسية، قدمت لكريستين لي جائزة في عام 2019، إقراراً بإسهاماتها في العلاقات الصينية البريطانية.

كما ظهرت لي في صورة مع ديفيد كاميرون، سلف ماي، خلال فعالية في عام 2015، وفي صورة أخرى مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن.

والعام الماضي، فرضت الصين عقوبات على 10 منظمات وأفراد في المملكة المتحدة، بينهم دنكان سميث، لما وصفته نشر "أكاذيب ومعلومات مضللة" بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانج.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، يعد هذا الكشف بمثابة "ضربة أخرى للعلاقات التي توترت في السنوات الأخيرة بين الصين والمملكة المتحدة" بشأن هونج كونج، التي كانت تعتبر مستعمرة بريطانية في وقت سابق، بالإضافة إلى اتهامات للصين بانتهاك السلطات حقوق الإنسان ضد أقلية الأويجور المسلمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات