
قال الجيش الأوكراني إنه رصد زيادة ملحوظة في الأسلحة التي يجمعها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق البلاد، في "انتهاك لاتفاقية مينسك"، وسط اتهامات أميركية لموسكو بالتخطيط لعمليات تخريبية لغزو أوكرانيا، رغم نفي روسيا لتلك "المزاعم".
وأشار المكتب الإعلامي للجيش الأوكراني، إلى أن جماعات روسية مسلحة، نشرت 275 مركبة عسكرية في الأربع وعشرين ساعة الماضية في أجزاء من دونتسك ولوهانسك، التي تقع تحت سيطرة تلك الجماعات منذ 2014، وتضمنت تلك المركبات دبابات ومركبات مزودة بمدافع رشاشة ومدافع هويتزر، حسبما نقلت "بلومبرغ".
واعتبر الجيش الأوكراني، أن روسيا بتسليحها للانفصاليين فإنها "تمهد وبشكل منهجي، لمزيد من التصعيد على خط المواجهة".
ويمتد خط المواجهة بين أوكرانيا والانفصاليين، على طول المناطق التي يسيطرون عليها في شرق البلاد.
وتأتي تلك التطورات فيما يتصاعد التوتر بين البلدين، ويتهم الغرب موسكو بنشر ما يزيد على 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، تمهيداً لغزو جديد، مهدداً بعقوبات موجعة غير مسبوقة. لكن روسيا نفت مراراً نيتها غزو أوكرانيا، وأصرت على أن أي تموضع لقواتها داخل أراضيها شأن داخلي سيادي.
"عمليات تخريبية"
واتهمت الولايات المتحدة الجمعة روسيا بالتخطيط لعمليات تخريبية في أوكرانيا، من خلال إرسال عناصر مسلحة إلى شرق أوكرانيا لاستهداف الموالين لها، واستخدام ذلك ذريعة لتبرير غزو محتمل لأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، خلال إحاطة إعلامية، مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة لديها معلومات بشأن هذه العمليات التخريبية، وأن الجانب الروسي "يستخدم معلومات مضللة عن ملف حقوق الإنسان في أوكرانيا تجاه الموالين لموسكو كذريعة لهذا الغزو إذا فشلت الحلول الدبلوماسية في تحقيق أهدافها".
وأعلن المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي للصحافيين أنه: "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا تعمل بالفعل لخلق ذريعة لغزو محتمل، والتحرك ضد أوكرانيا"، مشدداً على أن هذه المعلومات "موثوق بها".
ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأحد، قائلاً إن روسيا تنتظر أدلة من الولايات المتحدة بشأن اتهامها بوضع مخطط لغزو أوكرانيا، مشيراً إلى أن التوتر على الحدود مع أوكرانيا مرتفع جداً، ولهذا تصر روسيا على تلقي رد ملموس على مبادرتها الخاصة بالضمانات الأمنية.
وأضاف بيسكوف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أوردتها وكالة "تاس" الروسية الرسمية: "هناك الكثير من التوتر على الحدود.. وهو خطير للغاية على قارتنا، ولهذا السبب نحن نصر على أن نتلقى رداً مباشراً على مخاوفنا من قبل الغرب".
محادثات "غير ناجحة"
وتطالب روسيا الغرب بضمانات أمنية بعدم توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، شرقاً بضم أوكرانيا للحلف أو جورجيا أو أي دولة سوفييتة سابقة، وعدم نشر حلف الناتو لأي عتاد أو جنود على أراضٍ مجاورة لروسيا.
وعقدت الولايات المتحدة وحلف الناتو محادثات دبلوماسية مكثفة الأسبوع الماضي، بشأن أوكرانيا والضمانات الأمنية في 10 و12 و13 يناير بجنيف وبروكسل وفيينا، لكن المحادثات التي شهدت مشاركة وفود رفيعة المستوى، لم تشهد أي انفراجة مع رفض الغرب للمطالب الأساسية الروسية في الضمانات الأمنية، إذ شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على أن "باب الناتو سيبقى مفتوحاً" وأن المطالب الروسية "غير مقبولة بداية".
في حين رأت روسيا أن المحادثات "غير ناجحة" وأنه لا حاجة لعقد المزيد من المحادثات"، وهدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن بلاده قد تنشر عتاداً عسكرياً إذا فشلت المحادثات الأمنية معتبراً أن المطالب الأميركية بسحب القوات الروسية المحتشدة قرب الحدود مع أوكرانيا "غير مقبولة"، واصفاً تهديدات واشنطن بفرض عقوبات بأنها "متغطرسة وسخيفة".