ماكرون يحث أوروبا على اتفاق أمني جديد في حوار "صريح" مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا- 19 يناير 2022 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا- 19 يناير 2022 - REUTERS
ستراسبورج -وكالات

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن على الاتحاد الأوروبي صياغة مقترحات في الأسابيع المقبلة لاتفاق أمني جديد يتفاوض عليه عندئذ مع روسيا، داعياً إلى "حوار صريح" مع موسكو.

وأضاف ماكرون مخاطباً المشرعين، في بداية رئاسة فرنسا التي تستمر ستة أشهر للاتحاد الأوروبي، إن على دول الاتحاد أن تحدد فيما بينها "نظاماً جديداً للاستقرار والأمن"، وبعد ذلك يمكنها مناقشة موسكو.
              
وأضاف ماكرون: "أمن قارتنا لا يتجزأ"، مشيراً إلى روسيا.
              
وتابع ماكرون، المؤيد لاستقلال الاتحاد الأوروبي استراتيجياً في مجال الدفاع، أن الاتحاد يجب أن يصل بنفسه إلى وضع يجعله "يحظى بالاحترام"، بما في ذلك عدم الاعتماد بشكل أساسي على روسيا في
إمدادات الطاقة.




تحالف جديد

وقال ماكرون الذي يتحدث في وقت تتنامى فيه المخاوف من حشد روسيا لقواتها على الحدود مع أوكرانيا، إن فرنسا وألمانيا تريدان مواصلة السعي لحل سياسي للتوتر المتعلق بأوكرانيا في إطار ما يطلق
عليه "صيغة نورماندي" التي تضم أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
              
ومن ناحية أخرى، قال ماكرون إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يراجع علاقاته مع دول البلقان الغربية، وأن يقدم لها فرصاً حقيقية للانضمام إليه.



              
وتابع أن على الاتحاد كذلك اقتراح تحالف جديد مع الدول الإفريقية، مشيراً إلى أن ذلك سيجري بحثه بين الاتحاد والدول الإفريقية في قمة تُعقد في فبراير.

واعتبر ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى تأسيس "نظام جديد للأمن والاستقرار" يستدعي عملية "إعادة تسلح استراتيجية" و"محادثات صريحة" مع روسيا.

وقال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج: "الأسابيع المقبلة يجب أن تقودنا إلى وضع اقتراح أوروبي لبناء نظام جديد للأمن والاستقرار. يجب أن نبنيه بين الأوروبيين ثم نشاركه مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي واقتراحه للتفاوض عليه مع روسيا".

"وحدة الصف"

قال ماكرون في مواجهة "الانقسامات بين الأوروبيين، علينا استعادة وحدة الصف وضرورة التحلي بالجرأة.. لدينا القوة للقيام بذلك ولدينا الإمكانات".

وأضاف أن هذه التطلعات سيتم تأكيدها طوال فترة الرئاسة الدورية الفرنسية للاتحاد الأوروبي التي بدأت في الأول من يناير، رغم أنه لم يشر إلى الأثر الذي قد تتركه عليها الانتخابات الرئاسية المرتقبة في فرنسا في 10 و24 أبريل.

ولم يعلن ماكرون ترشحه رسمياً بعد لولاية ثانية، فيما يتهمه معارضوه باستخدام الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي للقيام بحملته بدون قول ذلك مباشرة.

ومنذ انتخابه عام 2017 والذي احتفل به على وقع نشيد الاتحاد الأوروبي، يقدم ماكرون نفسه قائداً للموالين لأوروبا في مواجهة "القوميين" و"الشعبويين".

وأكد في خطابه أنه "لا العودة إلى القومية ولا تفكك هوياتنا سيوفران أجوبة على هذا العالم القادم" الذي يتميز "بعودة مآسي التاريخ".

وأكد أن الأولوية هي "الدفاع عن سيادة القانون، التي هي كنزنا وإعادة إقناع الشعوب التي ابتعدت عنها" في كل مكان.

ومن أجل تعزيز دولة القانون، عبّر ماكرون عن رغبته في إدراج الحق في الإجهاض وحماية البيئة في ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي.

وأضاف: "يجب تحديث هذا الميثاق ليكون أكثر وضوحاً" بشأن هاتين الأولويتين، فيما انتخب النواب الأوروبيون، الثلاثاء، المحافظة المالطية روبرتا ميتسولا، المعارضة للإجهاض، رئيسة للبرلمان الأوروبي.

ويقع الإجهاض تحت سلطة كل دولة، ومالطا هي الدولة الوحيدة بين الدول الأعضاء الـ27 التي تحظره بالكامل.

لكن ميتسولا تعهدت الدفاع عن المواقف الرسمية للبرلمان، بما في ذلك الحق في الإجهاض. وتحدثت بالفرنسية قائلة لماكرون إن بإمكانه أن يعتمد على النواب الأوروبيين "لتقديم ردود" على اقتراحات الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

انتقادات حادة لماكرون

لكن رئيسة كتلة الاشتراكيين في البرلمان إيراتشي جارسيا بيريز توجهت إلى ماكرون بالقول إن هذه الرئاسة "لن تدخل التاريخ بفضل مواهبك الخطابية، لكن بفضل ما سنكون جميعاً قادرين على تحقيقه".

من جهته، قال مانفريد ويبر، زعيم مجموعة حزب الشعب الأوروبي المحافظة: "أوروبا في أيدٍ أمينة للأشهر الستة المقبلة.. لكننا بحاجة إلى أعمال ملموسة".

كانت الأجواء هادئة عموماً إلى أن تحدث يانيك جادو، الداعم للبيئة والمرشح الوحيد للرئاسة الفرنسية المنتخب نائباً في البرلمان الأوروبي، لينتقد بشدة أداء ماكرون.

وقال: "أوروبا الخاصة بك لن تكون أبداً لنا.. ستدخل التاريخ على أنك الرئيس، الذي لم يتحرك بشأن المناخ، تفضل المماطلة بدلاً من إطلاق تعبئة عامة".

ورد زعيم كتلة "تجدد أوروبا" في البرلمان الأوروبي، الفرنسي ستيفان سيجورنيه، بعنف قائلاً: "يا له من عارٍ أن يتم تحويل هذا البرلمان إلى جمعية وطنية فرنسية (البرلمان الفرنسي)". ثم ذكرت رئيسة البرلمان ميتسولا بأن النقاش "ليس نقاشاً وطنياً"، أي لا يتعلق بفرنسا وحدها.

وركز نائب أوروبي فرنسي آخر هو جوردان بارديلا من "التجمع الوطني" (يمين متطرف) انتقاداته على ملف الهجرة الذي أصبح موضوعاً رئيسياً في حملة الانتخابات الفرنسية، مؤكداً أن الدول الأوروبية "يجب ألا تختفي وألا تستبدل وألا تغرق".

تلته فرنسية أخرى هي مانون أوبري (يسار متشدد) سخرت من الرئيس الفرنسي، واصفةً إياه "بالدكتور إيمانويل، الذي قطع الكثير من الوعود، والسيد ماكرون الذي لا يبالي بشأن حالة الطوارئ المناخية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات