
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، أن السلطات الإثيوبية أطلقت سراح 25 مواطناً سودانياً كانوا مسجونين في إقليم بني شنقول، بالتزامن مع زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى أديس أبابا.
وقال حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة في تدوينة على فيسبوك: إن "الخطوة تأتي تتويجاً للبرتوكولات الموقعة، نهاية العام الماضي، في مؤتمر تطوير العلاقات الحدودية بين إقليم النيل الأزرق وإقليم بني شنقول - قمز، تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين".
وصل حميدتي، السبت، إلى العاصمة الإثيوبية، في أول زيارة لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر بسبب منطقة حدودية متنازع عليها.
وتأتي زيارة دقلو والوفد المرافق له إلى إثيوبيا وتستمر يومين، لبحث مسار العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة، وفق ما ذكرت مصادر لـ"الشرق".
من جانبه قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عبر "تويتر": "سوف نسعى ببذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها وتعزيزها بما فيه الخير لبلدينا ولأبناء شعبينا".
لقاء حميدتي وفكي
واستقبل حميدتي بمقر إقامته في أديس أبابا، الأحد، موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث قدم له شرحاً مفصلاً لتطورات الأوضاع في السودان خاصة ما يتعلق بالأزمة السياسية في البلاد، كما أطلعه على جهود الحكومة لتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
من جانبه، أكد فكي اهتمام الاتحاد الإفريقي بالتطورات الجارية في السودان، معرباً عن استعداده للمساهمة في معالجة الأزمة في إطار تعظيم الحلول الإفريقية الإفريقية.
أزمتا الحدود وسد النهضة
وتشهد الحدود الإثيوبية السودانية توتراً شديداً، حيث يخوض الجيش السوداني مع القوات الإثيوبية وجماعات مسلحة تابعة لها معارك منذ إعلان انتشاره على أراضي الفشقة في نوفمبر 2020.
وكانت الخرطوم أعلنت قبل أقل من شهرين أنها فقدت 6 جنود في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة المتنازع عليها، متهمة "الجيش الإثيوبي وجماعات مسلحة تابعة له".
وفي المقابل، نسبت أديس أبابا ذلك إلى مقاتلي جبهة تحرير تيجراي الذين تحاربهم منذ أكثر من عام، في نزاع دفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى السودان.
وتطالب إثيوبيا بإعادة ترسيم الحدود مع السودان، بينما تتطلع الخرطوم إلى وضع علامات الحدود وليس إعادة ترسيمها، قائلة إنها تملك "الوثائق كافة" التي تثبت أن ترسيم الحدود بين البلدين "أمر محسوم بالفعل".
وترفض إثيوبيا الاعتراف بترسيم الحدود مع السودان، الذي تم عام 1902، وتطالب بإعادة التفاوض بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها.
ويشكل سد النهضة مصدر قلق للخرطوم والقاهرة اللتين يمر النهر عبر أراضيهما وتخشيان انخفاض إمدادات المياه.
وتأتي هذه الزيارة بينما تسود البلدين دوامةٌ من أعمال العنف، فالحرب الأهلية تتفاقم في إثيوبيا بينما يشهد السودان تظاهرات كبيرة منذ إجراءات 25 أكتوبر الماضي التي أسفرت عن سقوط أكثر من 70 شخصاً.
اقرأ أيضاً: