تفاؤل في أول أيام محادثات طالبان مع المجتمع المدني الأفغاني بأوسلو

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون خارج وزارة الخارجية في أوسلو يحتجون على المحادثات مع ممثلي طالبان حول المساعدات الطارئة وحقوق الإنسان، 23 يناير 2022 - AFP
متظاهرون خارج وزارة الخارجية في أوسلو يحتجون على المحادثات مع ممثلي طالبان حول المساعدات الطارئة وحقوق الإنسان، 23 يناير 2022 - AFP
دبي/ أوسلو- الشرقأ ف ب

اختتم وفد من حركة طالبان الأفغانية، الأحد، اليوم الأول من محادثات مع ممثلين عن المجتمع المدني الأفغاني، في العاصمة النرويجية أوسلو، وسط تفاؤل بـ"كسر الجليد" بين الحركة التي تنفرد بحكم أفغانستان والمجتمع المدني، وذلك عشية جولة أخرى يجريها ممثلون للحركة مع دبلوماسيين غربيين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناشطة المدافعة عن حقوق النساء جميلة أفغاني، التي حضرت الاجتماع، قولها إن اللقاء كان "إيجابياً لكسر الجليد. لقد أثبت ممثلو طالبان حسن نية (...) لنر إذا كانت أقوالهم ستقترن بأفعال".

وتعقد المحادثات التي سهّلتها النرويج، خلف أبواب مغلقة في فندق "سوريا موريا" على أطراف أوسلو، ومن المقرر أن تستمر 3 أيام يتم خلالها التركيز على حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في أفغانستان.

ونشر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، بياناً مشتركاً عقب الاجتماع، قال فيه إن "المشاركين في المحادثات استمعوا لآراء بعضهم البعض وتبادلوا وجهات النظر حول الظروف الحالية في البلاد، وأكدوا أن أفغانستان هي الوطن المشترك لجميع الأفغان".

وأكد المشاركون، بحسب البيان، أن "جميع الأفغان بحاجة إلى العمل معاً لتحقيق نتائج سياسية واقتصادية وأمنية أفضل في البلاد".

وأضاف البيان: "أقر المشاركون في الاجتماع بأن التفاهم والتعاون المشترك هما الحل الوحيد لجميع مشكلات أفغانستان"، مشيراً إلى أن "جميع المشاركين أكدوا بصوت واحد أن هذه الاجتماعات في مصلحة البلد".

النرويج: لا نعترف بطالبان

وتدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بشكل كبير منذ أغسطس، عندما عادت طالبان إلى السلطة بمجرد بدء الانسحاب الأميركي، بعد 20 عاماً من الوجود في البلاد.

وتوقفت فجأة المساعدات الدولية، لتفاقم معاناة ملايين الأشخاص الذين كانوا يواجهون الجوع بعد موجات جفاف شديد متكررة.

وأطيح بحكم الحركة المتشددة في 2001، لكنها عادت  إلى السلطة في أغسطس، مع إحكام سيطرتها على البلد في ظل استكمال القوات الدولية انسحابها النهائي من أفغانستان.

ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان. وشددت وزيرة الخارجية النروجية أنيكين هويتفيلدت على أن المحادثات "لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافاً بها".

وأضافت: "لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع، لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ".

مظاهرات في أوسلو

وبالتزامن مع انطلاق المحادثات، تظاهر العشرات أمام مقر وزارة الخارجية النروجية، الأحد، هاتفين "لا لطالبان" و"طالبان إرهابيون" و"حياة الأفغان مهمة".

وقالت شالا سلطاني المشاركة في التظاهرة "إنه استهزاء بكل الأفغان الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم هناك"، متسائلة "كيف يمكنهم دعوة إرهابيين قتلوا كثراً للجلوس والبحث في السلام".

ومن المقرر أن يعقد ممثلو طالبان لقاءات، الاثنين، مع ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيما سيخصص الثلاثاء للمحادثات الثنائية مع مسؤولين نروجيين.

وقال الناطق باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد لـ"فرانس برس"، السبت، إن طالبان تأمل أن تساهم المحادثات في "تبديل أجواء الحرب (...) إلى وضع سلمي".

وجاء في تغريدة، الأحد، للمبعوث الأميركي الخاص توماس ويست أنه "في موازاة البحث مع حلفائنا وشركائنا والمنظمات الإنسانية في سبل حل الأزمة الإنسانية، سنواصل اعتماد دبلوماسية هادئة مع طالبان (بما تقتضيه) مصلحتنا الدائمة بأن تكون أفغانستان مستقرة وتحترم حقوق الإنسان وجامعة" لكل الأطراف المحلية.

انتقادات لمشاركة حقاني

ويضم أعضاء الوفد القادم من كابول أنس حقّاني، زعيم "شبكة حقّاني"، الفصيل الأكثر عنفاً في حركة طالبان، والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان.

وسجن حقّاني، الذي يعد مسؤولاً رفيعاً لكن من دون أي صفة حكومية رسمية، عدة سنوات في مركز اعتقال باجرام التابع للولايات المتحدة خارج كابول، قبل أن يُطلق سراحه في تبادل للسجناء عام 2019.

وكانت المساعدات الدولية تموّل نحو 80 في المئة من ميزانية أفغانستان إلى أن توقفت في أغسطس، فيما جمّدت الولايات المتحدة أصولاً بقيمة 9,5 مليار دولار في المصرف المركزي الأفغاني.

في الأثناء، قفزت معدلات البطالة ولم تُدفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي منذ أشهر.

واليوم يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55 في المئة من السكان، وفق بيانات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أنها تحتاج إلى 4,4 مليار دولار من الدول المانحة هذه السنة للتعامل مع الأزمة الإنسانية.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، أنه "سيكون من الخطأ إخضاع الشعب الأفغاني لعقاب جماعي لأن السلطات بحكم الأمر الواقع لا تتصرف بشكل مناسب".

وما زال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف ينوي قادة طالبان حكم أفغانستان، بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.

وتصر طالبان على أنها باتت أكثر اعتدالاً، لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.

وأفادت وزيرة المناجم والنفط الأفغانية السابقة نرجس نيهان التي تقيم حالياً في النروج إنها رفضت دعوة للمشاركة. وصرحت لفرانس برس بأنها تخشى أن تؤدي المحادثات إلى "تطبيع طالبان (...) وتقويتها بينما لا يمكن أن تتغير إطلاقاً".

واختفت ناشطتان هذا الأسبوع بعد اعتقالهما من منزليهما في كابول عقب مشاركتهما في تظاهرة، وفقاً لـ"فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات