
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، خلال استقباله في البيت الأبيض أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده مستمرة في المسار الدبلوماسي بهدف تخفيف التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية، معرباً عن استعداد بلاده لـ"أي سيناريو قد يحدث"، وأعلن سعيه لتصنيف قطر "حليفاً رئيسياً من خارج حلف ناتو".
ولفت بايدن خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، إلى أنه يعتزم إبلاغ الكونجرس قريباً بهذا التصنيف الذي تمنحه الولايات المتحدة للحلفاء المقربين من خارج حلف الأطلسي، الذين لهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأميرك.
وقال بايدن للصحافيين وأمير قطر جالس بجانبه: "قطر صديق وفي وشريك يعول عليه. وسأبلغ الكونجرس بأنني سأصنف قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف الأطلسي ليعكس ذلك أهمية علاقتنا. أعتقد أن ذلك تأخر كثيراً".
وأكد بايدن أن بلاده "تجري محادثات بناءّة مع أوكرانيا وستواصل الانخراط في المسار الدبلوماسي".
من جهته، قال أمير قطر "سأبحث الأمن الإقليمي مع الرئيس الأميركي، والقضية الفلسطينية".
ويأتي اللقاء بعد ساعات من لقاء أمير قطر بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، والذي أكد على "الشراكة الدفاعية بين واشنطن والدوحة"، مشيراً إلى أنها "حجر الزاوية لعلاقتنا الاستراتيجية".
وأعرب أوستن في بيان عن التزام بلاده بـ"جعل شراكتنا أقوى على الرغم من أنها قوية جداً"، معرباً عن أسفه من "تزايد التهديدات الإرهابية في المنطقة"، مشدداً على أن "التركيز في الفترة المقبلة سيكون حول التعامل مع التهديدات المشتركة، من خلال الجهود متعددة الأطراف والتي تجعل العمليات أكثر تكاملاً".
وأضاف: "سيسمح هذا التعاون لعلاقاتنا الدفاعية مع شركاء مثل قطر بالنمو وبشكل أقوى"، لافتاً إلى أن البلدين "يقفان معاً في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
وبيّن أنه ناقش مع أمير قطر "المصالح الأمنية الإقليمية المشتركة، بما في ذلك التعاون المستمر بشأن أفغانستان، وخفض التوترات في المنطقة، والمشهد الكامل للتهديات من إيران".
وأضاف في بيان، أن أوستن أكد "أهمية الجهود المتعددة الأطراف والعمليات المتكاملة مع الشركاء مثل قطر لمعالجة التهديدات التي تواجه المنطقة".
من جهته، قال الشيخ تميم عبر حسابه الرسمي على "تويتر" إنه أجرى "اجتماعاً مثمراً" مع وزير الدفاع الأميركي، موضحاً أن هذا الاجتماع ستعمل مخرجاته على تطوير التعاون الاستراتيجي العسكري بين البلدين.
وأضاف أن "الجهود المشتركة لقطر والولايات المتحدة موجهة كلياً نحو السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".
وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن بايدن والشيخ تميم سيبحثان مجموعة واسعة من القضايا، من بينها أمن الطاقة إذا ما حدث غزو روسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى المحادثات النووية مع إيران.
وقطر من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي المسال في العالم، وربما توجه بعض الإمدادات إلى أوروبا، إذا عرقل الصراع في أوكرانيا إمدادات الغاز الروسية للقارة الأوروبية، وفقاً لوكالة "رويترز".
وأوردت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، في وقت سابق الاثنين، أن أمير قطر تميم بن حمد، وصل إلى واشنطن في زيارة رسمية للولايات المتحدة.
وقال مسؤول أميركي للصحافيين، إن جدول أعمال الاجتماع الذي يعقد في المكتب البيضاوي، يتضمن المحادثات النووية مع إيران والعلاقات مع أفغانستان.
وأضاف أن اللقاء سيتناول الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، واستقرار إمدادات الطاقة ودعم الشعب الأفغاني وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
ولفت إلى أن واشنطن تتوقع من الدوحة مزيداً من التعاون في المستقبل بشأن العقوبات، حيث فرضت قطر في سبتمبر الماضي، عقوبات على شبكة ممولة لـ"حزب الله"، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ كل العقوبات الأممية وتطوير أنظمتها لمحاربة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.