قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الثلاثاء، إن تل أبيب رفضت طلباً أوكرانياً بنقل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ إلى كييف، بسبب ما وصفته بـ"مخاوف متعلقة بمواجهة مع روسيا"، فيما أعرب مسؤولون أوكرانيون عن "خيبة أمل كبيرة".
وتتهم الولايات المتحدة والقوى الغربية روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا، لكن موسكو تنفي تلك الخطط، داعية إلى تحقيق مطالبها الأمنية وعلى رأسها عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
"وضع معقد"
ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل اتخذت الموقف "حتى لا تجد نفسها في الوسط، بين الغرب وأوكرانيا من ناحية والروس من ناحية أخرى"، مشيرة إلى أن تل أبيب وجدت نفسها في "وضع معقد"، عندما طلبت كييف من واشنطن التزود بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن "مثل هذه التجهيزات كان من الممكن أن تضع إسرائيل في حالة أزمة شديدة تجاه موسكو".
وطلبت الحكومة الأوكرانية رسمياً من الولايات المتحدة "نقل صواريخ باتريوت والقبة الحديدية إلى أوكرانيا" الربيع الماضي، كما عبّر وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، رغبة بلاده في امتلاك أنظمة دفاع إسرائيلية في وقت سابق من الشهر الجاري، بسبب مخاوف من غزو روسي محتمل "في أي وقت"، وهو ما تنفيه موسكو دوماً.
من جانبه، أوضح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف مؤخراً، أن بطاريات القبة الحديدية "لن تعالج الحاجة إلى حماية المنشآت الاستراتيجية في البلاد مثل المطارات والمنشآت النووية، لأنها مصممة للصواريخ وقذائف الهاون المصنعة في دول الجوار"، بحسب "يديعوت أحرونوت".
"وضع استثنائي"
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف هويتها، أن التراجع الإسرائيلي عن تزويد كييف بنظام القبة الحديدية، جاء بسبب "الوضع الاستثنائي الذي تجد إسرائيل نفسها فيه، بسبب تقارب النظامين السوري والروسي".
ولفتت المصادر إلى أن إدارة بايدن وقادة الكونجرس "تفهموا الحاجة الإسرائيلية إلى الحذر، لا سيما بالنظر إلى الأوضاع في سوريا".
وجرى تطوير نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل، ولكنه يعد مشروعاً مشتركاً مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إذ لا يسمح الاتفاق بين الطرفين ببيع النظام إلى دولة ثالثة دون موافقة متبادلة.
ووفقاً لقانون الدفاع الأميركي المعدل لعام 2022، فإنه كان من المفترض أن يضغط على حكومة بايدن لبيع أنظمة دفاع جوية ومضادة للصواريخ وقذائف الهاون إلى كييف أو إطلاق بطاريات القبة الحديدية التي يديرها الجيش الأميركي نفسه.
لكن التعديل يتطلب من الإدارة الأميركية تقديم تقرير إلى لجنة القوات المسلحة والذي من شأنه أن يفسر سبب عدم بيع هذه الأنظمة الحالية للأوكرانيين.
يشار إلى أن موسكو تنفي أي خطط تتعلق بغزو كييف، ووصفت الاتهامات بالتخطيط لشن غزو، بأنها "هستيريا".ولم تظهر حتى الآن انفراجة يمكن أن تخفف الأزمة جراء محادثات رفيعة المستوى بين كبار المسؤولين الروس والغربيين في الأيام الأخيرة.
وتطالب موسكو الغرب بضمانات مُلزمة تشمل التعهّد بسحب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من شرقي أوروبا، وعدم ضم أوكرانيا إلى الحلف، فيما ترى واشنطن أن كثيراً من المقترحات تجهض المحادثات من بدايتها، لكنها تحث الكرملين على مناقشتها معها ومع حلفائها الأوروبيين